نتائج مجلس الأمة الكويتي: تغييرات متفاوتة والغانم أولاً عن دائرته

نتائج انتخابات مجلس الأمة الكويتي: تغييرات متفاوتة والغانم أولاً عن دائرته

05 ابريل 2024
ظهرت نتائج الانتخابات في وقت قياسي (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الكويت أعلنت نتائج انتخابات مجلس الأمة بتغيير محدود بنسبة 22%، حيث حافظت المعارضة على قوتها بـ30 مقعداً وشهدت الانتخابات دخول 11 عضواً جديداً للبرلمان.
- شخصيات بارزة مثل مرزوق الغانم وعبد الكريم الكندري تصدرت النتائج، وأحمد السعدون يرجح عودته كرئيس للبرلمان، بينما شهدت الانتخابات مفاجآت مثل فوز شعيب المويزري وفهد فلاح بن جامع بأعلى الأصوات.
- تغيرات في تمثيل الأحزاب والحركات، مع ارتفاع مقاعد "حركة العمل الشعبي" وتراجع "الحركة الدستورية الإسلامية"، وتنوع في التمثيل النسائي والشبابي، مع مشاركة قوية من مختلف الدوائر.

أعلنت الكويت النتائج الرسمية لانتخابات مجلس الأمة (البرلمان)، التي جرت أمس الخميس، بعد انتهاء عملية الفرز صباح اليوم الجمعة، وسط تغيير محدود بلغ نسبة 22%، حافظت من خلاله المعارضة على حضورها الفاعل داخل البرلمان، بعد حصولها على نحو 30 مقعداً. وظهرت نتائج الانتخابات في وقت قياسي في ساعة مُبكرة من صباح اليوم، على الرغم من إغلاق صناديق الاقتراع الساعة 12 عند منتصف ليل الجمعة، بعدما استمرت العملية الانتخابية لمدة 12 ساعة متواصلة، بدءاً من ظهر يوم أمس.

وشهدت الانتخابات دخول 11 عضواً جديداً إلى مجلس الأمة، من بينهم سبعة مرشحين يحصلون على عضوية البرلمان للمرة الأولى، وأربعة سبق لهم نيل عضوية مجالس سابقة. وبلغت نسبة التغيير في المقاعد الـ10 عن كل دائرة انتخابية: 40% في الدائرة الأولى، و30% في الدائرة الخامسة، و20% في الدائرة الرابعة، و10% في كل من الدائرتين الثانية والثالثة.

وانطلقت هذه الانتخابات من تغيير بواقع ثمانية في المائة، حيث شارك 46 نائباً من مجلس 2023 المنحلّ، بعد إعلان ثلاثة من أعضائه عدم ترشحهم للانتخابات، وهم: حسن جوهر وأسامة الشاهين وداوود معرفي، وجميعهم في الدائرة الأولى، وشطب النائب السابق مرزوق الحبيني عن الدائرة الخامسة من السباق الانتخابي على خلفية إدانته في قضية المشاركة في "انتخابات فرعية".

وسجّلت الانتخابات نسبة مشاركة قدرت بـ62.10%، حيث شارك 518 ألفاً و365 ناخباً وناخبة، موزعين على الدوائر الانتخابية الخمس، من أصل 834 ألفاً و733 ناخباً وناخبة ممن يحق لهم الانتخاب وفق القانون الكويتي.

ويبلغ عدد الناخبين في الدوائر الخمس: 104 آلاف و38 ناخباً في الدائرة الأولى، و95 ألفاً و302 ناخب في الدائرة الثانية، و143 ألفاً و693 ناخباً في الدائرة الثالثة، و220 ألفاً و932 ناخباً في الدائرة الرابعة، و270 ألفاً و768 ناخباً في الدائرة الخامسة.

حصل رئيس مجلس الأمة الأسبق مرزوق الغانم على المركز الأول عن الدائرة الثانية بـ8295 صوتاً ومن غير المستبعد أن يحاول المناورة على منصب رئيس البرلمان

ومن بين أبرز العائدين من المجلس المنحلّ عبد الكريم الكندري، الذي حلّ في صدارة الدائرة الثالثة بعد حصوله على 9428 صوتاً. والكندري كان سبب حلّ المجلس السابق، بعد رفض أغلبية النوّاب في آخر جلسة للبرلمان قبل الحلّ شطب المداخلة التي تقدم بها منتقداً ما ورد في خطاب أمير الكويت في جلسة أدائه اليمين الدستورية، في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حيث ورد في مرسوم الحلّ أنه جاء "بناءً على ما بدر من مجلس الأمة من تجاوز للثوابت الدستورية في إبراز الاحترام الواجب للمقام السامي، وتعمّد استخدام العبارات الماسة غير المنضبطة".

كما عاد إلى عضوية البرلمان الجديد رئيس المجلسين السابقين أحمد السعدون، الذي حلّ في المركز الخامس في الدائرة الثالثة بـ5250 صوتاً، ومن المُرجح أن تُجدد به الثقة من قِبل البرلمان رئيساً له للدورة الثالثة على التوالي.

في المقابل، حصل رئيس مجلس الأمة الأسبق مرزوق الغانم على المركز الأول عن الدائرة الثانية بـ8295 صوتاً، والذي من غير المُستبعد أن يحاول المناورة على منصب رئيس البرلمان، على الرغم من حظوظه الضعيفة في مقابل السعدون، من خلال استمالة الأعضاء الجدد وأعضاء الحكومة. كما أن الغانم يحظى في هذا المجلس بعضوين حليفين من العيار الثقيل، وهما من بين التغيير الجديد في التشكيلة النيابية، وسبق لهما نيل العضوية في غير المجلس المنحلّ أخيراً، وهما أستاذ القانون عبيد الوسمي، وأحمد نبيل الفضل، ما قد يشكّل من علاقته معهما نواة كتلة برلمانية، ويُبنى عليها من بوابة التحشيد لرئاسة البرلمان.

وعاد عبيد الوسمي بقوة إلى البرلمان بعد غيابه في الدورة الأخيرة، بعد حلوله في المركز الثالث في الدائرة الرابعة وحصوله على 8141 صوتاً، بينما جاء أحمد الفضل في المركز الثامن في الدائرة الثالثة بـ5092 صوتاً. وفجّر شعيب المويزري مفاجأة في الانتخابات بعد حلوله في المركز الأول عن الدائرة الرابعة، بينما كان في الانتخابات الأخيرة قبل أقل من عام في المركز العاشر والأخير. وحصل المويزري على 15663 صوتاً، وهو رقم قياسي غير مسبوق في الدائرة منذ نظام الصوت الواحد، إذ إنّ أعلى رقم سجّلته هو 8487 صوتاً في الدورة الأخيرة. وجاء ثانياً في الدائرة الرابعة بحصوله على 8646 صوتاً واحد من أبرز قادة الشباب في الحراك الاحتجاجي المُعارض في الكويت خلال العقد الماضي هو أنور الفكر، الذي من المُتوقع أن يتزعم التيار الإصلاحي داخل المعارضة في البرلمان.

وسجّل فهد فلاح بن جامع، نجل أمير قبيلة العوازم، المكوّن الاجتماعي الأول في أعداد الناخبين على مستوى البلاد، الرقم الأعلى في تاريخ الانتخابات الكويتية منذ تطبيق نظام "الصوت الواحد"، بعدما ظفر بالمركز الأول على الدائرة الخامسة بـ16469 صوتاً، والذي أعلن عزمه على الترشح لمنصب رئيس البرلمان.

ومن مفاجآت الانتخابات متعب الجلال السهلي، وهو اسم جديد لم يسبق له نيل عضوية البرلمان من قبل، ويترشح لأول مرة في الانتخابات، بعد حصوله على رقم كبير لا يحصل عليه المخضرمون في العمل السياسي، وتسجيله المركز الثالث في الدائرة الخامسة بـ11055 صوتاً.

وحافظت جنان بوشهري على مقعد المرأة الوحيد للدورة الثانية على التوالي، حيث كانت الأبرز والأوفر حظاً من بين الـ13 امرأة اللاتي ترشحن في هذه الانتخابات، وتوّجت ذلك بحصولها على المركز التاسع عن الدائرة الثالثة بـ4976.

وارتفعت مقاعد ممثلي "حركة العمل الشعبي" (حشد)، التي يتزعمها المعارض السياسي البارز مسلّم البراك، من مقعد إلى مقعدين، على الرغم من خسارة ممثلهم في المجلس الأخير متعب عايد الرثعان في الدائرة الرابعة، وذلك بعد فوز باسل البحراني في الدائرة الأولى بالمركز السادس بـ3631 صوتاً، وفوز محمد مساعد الدوسري في الدائرة الخامسة بالمركز التاسع بـ7644 صوتاً. إلى ذلك، ظفر ممثل "المنبر الديمقراطي الكويتي" محمد جوهر حيات بالمقعد النيابي عندما حلّ ثانياً عن الدائرة الأولى بحصوله على 4134 صوتاً، بينما لم يحالف الحظ زميله سعود خالد البابطين في الدائرة الثانية.

وتراجعت مقاعد "الحركة الدستورية الإسلامية" (حدس)، وهي الجناح السياسي لـ"الإخوان المسلمين" في الكويت، من ثلاثة مقاعد إلى مقعد واحد، حيث لم يتمكن النائب السابق حمد المطر من الحفاظ على مقعده في الدائرة الثانية، بالإضافة إلى عدم فوز محمد المطر، بديل النائب السابق أسامة الشاهين في الدائرة الأولى، بعد اعتذار الأخير عن المشاركة في هذه الانتخابات، كما هو الحال مع معاذ مبارك الدويلة في الدائرة الرابعة. ويُمثّل "حدس" وحيداً في هذا البرلمان عبد العزيز الصقعبي، الذي على عكس زملائه سجّل تقدماً في مركزه الانتخابي من المركز الخامس إلى الثاني وحصد 6294 صوتاً.

وحافظ "التجمع السلفي" على مقاعده الثلاثة في المجلس الأخير، من مقعد واحد في 2020 ومقعدين في 2022، بعد تكرار فوز كل من فهد المسعود في الدائرة الثانية، وحمد العبيد في الدائرة الثالثة، ومبارك الطشة في الدائرة الرابعة، كما فاز المقرّب منه فايز غنام الجمهور عن الدائرة الرابعة. وحاول "التجمع" الزجّ بمرشح جديد لرفع مقاعده في البرلمان، وهو عبد الله الكندري، لكن لم يحالفه الحظ في الدائرة الخامسة.

كما حافظ "تجمع ثوابت الأمة" على وجوده في البرلمان للدورة الخامسة على التوالي بعد فوز محمد هايف المطيري في الدائرة الرابعة، وبدر الداهوم في الدائرة الخامسة. وعاد "تجمع العدالة والسلام" (الشيعي)، إلى الحصول على مقعد نيابي، بعدما فشل في المجلس السابق في الحفاظ على مقعديه من مجلس 2022، وتمكّن صالح عاشور من استعادة مقعد التجمع في الدائرة الأولى.

في المقابل، واصل ممثلا "التآلف الإسلامي" (الشيعي)، وهما أحمد لاري عن الدائرة الأولى، وهاني حسين شمس عن الدائرة الخامسة، الحفاظ على مقعديهما للدورة الثالثة على التوالي، بينما يواجه زميلهما عبد الله غضنفر للدورة الثانية على التوالي المتاعب في الدائرة الثالثة.

وتنقسم الدوائر الانتخابية في الكويت إلى خمس دوائر، تنتخب كل دائرة منها عشرة أعضاء، ويحق للناخب الإدلاء بصوت واحد فقط لمرشح واحد، وتبلغ مدة مجلس الأمة أربع سنوات ميلادية من تاريخ أول اجتماع له، ويجري التجديد خلال الستين يوماً السابقة لنهاية تلك المدة، وفق القانون الكويتي. وتنافس في الدوائر الخمس: 41 مرشحاً، بينهم امرأة واحدة، في الدائرة الأولى، و39 مرشحاً، بينهم امرأة واحدة في الدائرة الثانية، و32 مرشحاً، بينهم ثماني نساء في الدائرة الثالثة، و48 مرشحاً، بينهم امرأتان في الدائرة الرابعة، و40 مرشحاً، بينهم امرأة واحدة في الدائرة الخامسة.

المساهمون