العراق: تفكك "الحشد" ومحاولات منفردة لاستمالة العبادي

العراق: تفكك "الحشد" ومحاولات منفردة لاستمالة العبادي

19 سبتمبر 2015
تحاول فصائل "الحشد الشعبي" التقرّب من العبادي(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
تواجه مليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، أخيراً، انشقاقاً داخلياً، إذ بدأت فصائلها تعمل بشكل منفرد، مدفوعة بأجندات مختلفة، بعد انتهاء دورها في المعارك وفشلها في تحقيق أيّ تقدم على تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش). 

وقد ظهر الانشقاق، جلياً، في سعي بعض الفصائل خلف رئيس الوزراء حيدر العبادي محاولة تقديم خدماتها له، مقابل مكاسب مادية.
وفي السياق، يكشف مصدر في مكتب رئيس الوزراء لـ"العربي الجديد"، أنّ "معظم زعماء فصائل الحشد، طلبوا مقابلة العبادي منفردين، وأنّه سيلتقيهم بحسب جدول أعماله".
ووفقاً للمصدر نفسه، فإن "زعيم مليشيا حركة النجباء، أكرم الكعبي، التقى يوم الخميس الماضي، العبادي في مكتبه، وبحث معه الملف الأمني في بغداد والأنبار"، مبيّناً أنّ "الكعبي دعا العبادي إلى الحفاظ على سيادة العراق ومنع التدخل الأميركي في الأنبار".

ويؤكد المصدر نفسه أنّ "الكعبي شدّد على ضرورة إعادة الاعتماد على فصائل الحشد الشعبي في صدّ داعش، وأنّ الوجود الأميركي انتهاك للسيادة العراقيّة. كما طلب من العبادي أن يكون لفصيله دور في الملف الأمني في بغداد، كونه استطاع ضرب داعش في الأنبار وصلاح الدين، ولا يمكن إهمال هذا الدور وتجاهله". ويشير المصدر إلى أنّ "العبادي وعد زعيم الفصيل، خيراً، وأنّ مقترحاته سيتم بحثها مع الجهات المختصّة لاتخاذ القرار اللازم"

من جهته، يعتبر الخبير في شؤون الجماعات المسلّحة، إبراهيم الفهداوي، أنّ زيارة زعيم مليشيا حركة النجباء للعبادي "بداية انشقاق مليشيات الحشد وعودتها كفصائل غير متّحدة، يسعى كل منها خلف مصالحه الشخصيّة". ويلفت الفهداوي في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "الحشد الشعبي بدأ يفقد دوره بعد فشله في المعارك، وبدأ بالتفكك من جديد"، معتبراً أنّ "حديث الكعبي مع العبادي محاولة لتقديم الخدمات للعبادي مقابل منافع ماليّة، يسعى الفصيل للحصول عليها منفرداً دون الفصائل الأخرى".

اقرأ أيضاً: شرطة صلاح الدين تتسلّم الأمن بعد انسحاب "الحشد الشعبي"

ويتوقع الفهداوي أنّ "تبدأ فصائل المليشيات، بعرض خدماتها تباعاً على العبادي لتكون المليشيا المقربة إليه، كما كان رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي يعتمد على مليشيا العصائب وحزب الله في تنفيذ أجنداته"، مبيناً أنّ "العبادي بالتأكيد سيعتمد على فصيل أو أكثر، كونه بحاجة له، في ظلّ وجود فصائل مليشيوية لدى خصومه السياسيين، لذلك يجب أن يكون للعبادي قوة تكافئ قوتهم، قد تكون مليشيا النجباء أو غيرها". ويلفت إلى أنّ "العبادي يستطيع استثمار ذلك، من خلال تجزئة فصائل المليشيات، كي لا تكون قوة واحدة تحت اسم الحشد الشعبي، وتسيطر عليها جهة واحدة مرتبطة بألدّ خصومه".

من جهته، يرى عضو لجنة الأمن في مجلس محافظة بغداد، سالم السعدي، أنّ "دخول المليشيات في الملف الأمني في بغداد يعقّده كثيراً ويتسبب بزيادة أعمال العنف". ويوضح السعدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "المليشيات هي فصائل غير منضبطة، ولا يحكمها قانون ولا تستطيع العمل وفقاً لمنهج ثابت ومحدّد، فهي جهات فوضوية، والدليل على ذلك، سوء إدارتها للمعارك في الأنبار وصلاح الدين، الأمر الذي يؤكّد أهمية إبعادها عن أيّ دور في الملف الأمني".

ويتوقّع السعدي أنّ "تفضي عودة الفصائل إلى بغداد إلى إعادة الخلافات في ما بينها بسبب ارتباطاتها بقادة سياسيين، إذ إنّ كلاً منها يعمل لحساب جهة معينة، ما يشير إلى عمق الخلاف، الأمر الذي سيتسبب بالتالي بتردٍ أمنيٍ كبير، وبدء تصفية أعمال في ما بينهم"، داعياً العبادي، إلى ضرورة "إخضاع كافة الفصائل للقانون وسلطة الدولة، وسحب السلاح منها".

اقرأ أيضاً: قانون حظر حيازة السلاح في العراق يستثني المليشيات

المساهمون