الخلاف حول إيران يهزّ الحزب الديمقراطي الأميركي

الخلاف حول إيران يهزّ الحزب الديمقراطي الأميركي

08 اغسطس 2015
رفض شومر الاتفاق الإيراني ضربة لأوباما (Getty)
+ الخط -
ردّ البيت الأبيض بغضب لم يتمكن من إخفائه على الأنباء بأن السناتور الديمقراطي البارز والحليف في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، سيعارض الاتفاق التاريخي الذي أبرمته دول الغرب مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وفي بيان، أصدره عمداً بالتزامن مع مناظرة المرشحين الجمهوريين إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، الخميس، قال شومر إن عمليات التفتيش المقرّرة للمواقع النووية الإيرانية لا تسمح بالتدخل بدرجة كافية وستجعل إيران على أعتاب أن تصبح دولة نووية.

ويعد موقف هذا السناتور اليهودي الأكثر نفوذاً ضربة لجهود الرئيس باراك أوباما الذي يسعى لحشد الأصوات اللازمة في مجلس الشيوخ لمنع الإطاحة بالاتفاق.

اقرأ أيضاًالاتفاق الإيراني ــ الغربي... إسرائيل أمام تحديات غير نووية

وقال جوليان زيليزر، من جامعة برينستون، إن "ذلك يضعف الاتفاق من جهة الدعم في الكونغرس، وأيضاً لدى الرئيس القادم الذي يتعين عليه متابعته".

ووصف المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، قرار شومر بالمخيّب لكنّه "ليس مفاجئاً".

لكنّ هذا الموقف أثار استياء حلفاء أوباما. وهذا الاستياء يمكن أن يكون له أثر دائم على الزعيم، والذي سيقود كتلة الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ بعد تقاعد الرئيس الحالي هاري ريد في 2016.

وقال دان فيفير، والذي كان من كبار مستشاري أوباما حتى مغادرته الإدارة في مارس/آذار الماضي، إن "السناتور شومر ينحاز إلى جانب الحزب الجمهوري ضد أوباما، كلينتون ومعظم الديمقراطيين سيجعلون من الصعوبة له أن يقود الديمقراطيين في 2016".

ومع أنهما حليفان، اختلف أوباما وشومر حول قضايا رئيسية عدّة في السنوات الماضية.

فشومر صوّت مع الحرب في العراق، وقال إن توقيع أوباما على إصلاح قطاع الصحة خطأ والآن يعارض الاتفاق الإيراني. وطفح الكيل ببعضهم بسبب هذه النقطة.

فقد تساءل أحد كتاب خطابات أوباما سابقاً، جون فافرو، عن كون "تشاك شومر، والذي قال إنه من الخطأ الموافقة على أوباما كير، يخرج مرة أخرى بوجه الاتفاق الإيراني. أهذا هو زعيمنا في مجلس الشيوخ المقبل؟".

وزميل شومر السابق السناتور ديك دوربن، سعى ليتبوأ أعلى منصب للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وربما يرى فرصة الآن للدفع بمسعاه قُدماً.

وبحسب نتيجة انتخابات 2016 سيكون الشخص الذي يتولى ذلك المنصب إمّا زعيماً الغالبية في المجلس، في حال استعاد الديمقراطيون الأغلبية، أو يقود المعارضة.

وكان من قادة الديمقراطيين في المجلس ليندون جونسون، والذي أصبح رئيساً في ما بعد.

وأعلن البيت الأبيض أن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ هم الذين يحسمون مسألة زعيمهم لكنّه أعطى تلميحات قوية بشأن رأيهم حيال مواقف شومر.

وقال إيرنست "لن أتفاجأ إذا كان هناك أعضاء منفردون من كتلة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ يفكرون بسجل تصويت الراغبين في قيادة الكتلة".

وذكر إيرنست بالعديد من مواقف شومر الداعمة لغزو العراق في 2003.

أمّا صحيفة "نيويورك تايمز" الصادرة من الولاية التي يتحدّر منها شومر، فكانت لاذعة أكثر وكتبت أنه "وضع رهانه مع مرشحي الحزب الجمهوري".

وأعربت مجموعة "موف-أون.أورغ" عن غضبها، قائلة إنّها ستوقف دفع مساهمات بقيمة 10 ملايين دولار للمرشحين الذين يقوضون دبلوماسية أوباما مع إيران.

وقال زيليزر إن الخطأ "سيكلّفه دعماً كبيراً بين أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الذين يدركون أن هذه ضربة سياسية للإدارة".

ومع ذلك برزت إشادة بموقف شومر، فقد أثنى المرشح الجمهوري المتشدد تيد كروز على "شجاعة" شومر ودعاه إلى قيادة الهجوم على الاتفاق.

وهذا دعم يمكن الاستغناء عنه حتى بالنسبة لشخص محاصر بالمشكلات مثل شومر.

اقرأ أيضاًواشنطن أمام استجواب عربي بشأن الملاحق السرية للاتفاق النووي