مراقبون ليبيون: الحل ليس بيد الجامعة العربية

مراقبون ليبيون: الحل ليس بيد الجامعة العربية

19 اغسطس 2015
عدم مراهنة على دور الجامعة في ليبيا (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت جلسة الجامعة العربية، والتي انعقدت أمس الثلاثاء، بشأن ليبيا، أن الأزمة الليبية لم تعد مقتصرة على خلافات الفرقاء في الداخل ‏بل مواقف دول الإقليم تشكل جزءاً كبيراً منها.‏


فعلى الرغم من النداءات المتكررة من حكومة طبرق للتدخل لإنقاذ البلاد إلا أن الجلسة العربية يوم أمس كشفت خلافاً كبيراً بين ‏جيران ليبيا، حيث لا تزال مسألة دعم طرف على حساب آخر تعيق بلورة موقف عربي موحد يرضي حلفاء كل طرف بالداخل.‏

وقلل محمد اللافي، محلل سياسي ليبي، من جدوى التدخل العربي في ليبيا، معتبراً أن دول الجوار ساهمت على مدار الأربع سنوات ‏الماضية حتى اليوم في إذكاء نار الصراع المسلح وبالتالي لن تكون قادرة على المساهمة في الحل.‏

وأوضح اللافي في حديث لـ"العربي الجديد" أن "المواقف الخليجية والمصرية مختلفة بشكل كبير إزاء ليبيا بل المواقف الخليجية ‏نفسها لا تتوافق، إضافة إلى خلاف واضح بين مصر والجزائر في مساعيهما للمساهمة في حل الأزمة الليبية، فالأولى تدعم مجلس ‏النواب بطبرق بشكل ظاهر والثانية لها علاقة بالمؤتمر في طرابلس".‏

وعن حجم الخلاف والاقتراب العربي اتجاه الأزمة في ليبيا قال سامي عبيد، صحافي ليبي، لـ"العربي الجديد": "المبادرات العربية ‏لإنهاء الأزمة الليبية لم يكن الخلاف فيها حول طريقة الحل بل هي استمرار للخلافات العربية، وظهر ذلك في التنافس الكبير بين ‏المغرب والجزائر اللتين تسعيان لأن يكون لهما دور كبير في ليبيا". ‏

وبينما يرى اللافي أن الدور المغاربي أقرب للواقع من الدور الخليجي بحكم الجوار والثقافة والحدود المشتركة، إلا أن عبيد يعتبر ‏أن اي دور مصري أو جزائري في ليبيا سيكون محل خلاف كبير داخل ليبيا، خصوصاً إذا تعلق الأمر بالتسليح والدعم ‏الدبلوماسي في الدوائر الدولية والأممية، فمصر لم يعد خافياً تأثيرهاً وقربها في دوائر صنع القرار في الشرق الليبي ونفس الأمر ‏بالنسبة للجزائر في حالة المؤتمر في طرابلس.‏

ويرشح عبيد الدور الخليجي لإنجاز نجاح أكبر، لا سيما أن عملية "عاصفة الحزم" آتت جزءاً كبيراً من أكلها ولم يحدث حولها ‏خلاف عربي ودعمت بقوة من المجتمع الدولي، وتساءل عن المانع من نجاح عملية مماثلة لها في ليبيا؟

وإن كان الاختلاف بادياً حول جدوى وفاعلية الدور العربي، إلا أن كلاً من عبيد واللافي متفقان أن المسافة باتت طويلة جداً بين ‏طرفي الصراع الليبيين، إضافة إلى بروز قوى جديدة تمتلك السلاح، كالقبائل ومجموعات التهريب والمتاجرة غير الشرعية، وأعوان ‏النظام السابق الذين يسعون منذ مدة لأن يكونوا رقماً في المعادلة الليبية.‏

وختم كلاهما بالقول إن المجتمع الدولي ممثلاً في الاتحاد الأوروبي بالدرجة الأولى وأميركا هم من يملك الحل، فهم من يستطيع ‏الضغط على حلفائهم العرب ودول الجوار الليبي للوصول إلى حلول للأزمة الليبية عسكرياً أو من خلال الحوار الجاري.‏

اقرأ أيضاً: "المؤتمر الوطني" يرفض التدخل العربي في ليبيا