أزمات عصية بين بغداد وأربيل.. وتساؤل عن دور طهران

أزمات عصية بين بغداد وأربيل.. وتساؤل عن دور طهران

28 يوليو 2015
أزمة ثقة بين أربيل وبغداد (الأناضول)
+ الخط -
تتصاعد حدّة الأزمات بين حكومتي بغداد وإقليم كردستان، في وقت بدا واضحاً فيه صعوبة التوصل إلى حلول داخليّة، فيما يحمّل المسؤولون الكرد حكومة بغداد مسؤولية تلك الأزمات لتجاوزها الدستور العراقي، مؤكّدين وصول الأزمات بين الطرفين لطريق مسدود، مطالبين بوساطة إيرانية لحلّها.

وقال القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان إنّ "وجهات النظر اليوم أصبحت مختلفة بين الجانبين في بغداد وأربيل، وأنّ الأزمات تتفاقم بينهما ولا يوجد أيّ حل قريب يلوح في الأفق"، مبيناً أنّ "ما يزيد الأزمة تعقيداً هو عدم وجود حوار مباشر بين الطرفين".

ودعا عثمان الجانبين إلى "ضرورة التحاور المباشر سواء في بغداد أو أربيل لبحث الأزمة والحل"، مستدركاً بالقول إنّه "رغم الحوار فإننا بحاجة إلى وساطة من طرف ثالث كأن يكون إيرانياً، أو حتى أميريكاً لتقريب وجهات النظر بين الطرفين وتسوية الأزمة".

اقرأ أيضاً: تأزم الوضع بين كردستان العراق وبغداد بشأن النفط

من جهتها، رأت النائبة عن التحالف الكردستاني آلا طالباني أنّ "الأزمة بين بغداد وأربيل هي أزمة متجذّرة، وخلافات يزيد عمرها عن 10 سنوات".

وأضافت طالباني خلال حديثها لـ"العربي الجديد" أنّ "تسوية المشاكل الداخليّة العراقيّة ضعيفة للغاية، وأنّه طوال سنين نتحدّث عن مشاكل وهي لازالت مستمرة بين الإقليم والمركز، وأضيفت لها مشاكل وخلافات جديدة، الأمر الذي يفاقم من حدّة الأزمات يوميّاً".

وأكّدت أنّ "تمسّك كل طرف برأيه وعدم التنازل عنه، عّقد إيجاد الحل والتوافق، مما جعل العراق يدور بفلك أزمات داخلية، بالتأكيد ستنهك قواه". ودعت الحكومة العراقيّة إلى "الاحتكام إلى الدستور في حل الأزمات الداخليّة".

بالمقابل، حمّل ائتلاف دولة القانون "حكومة الإقليم مسؤولية افتعال الأزمات مع بغداد، وعدم مراعاة انشغال الحكومة بالحرب ضد داعش".

وقال النائب عن الائتلاف محمد الصيهود لـ"العربي الجديد" إنّ "بغداد اليوم منشغلة في حربها ضد الإرهاب وفي عدّة جبهات، كما تعاني الحكومة من العجز الكبير في الموازنة وهي بحاجة الى الوقوف معها ومؤازرتها من الجميع وعدم خلق أزمات جديدة".

واتهم حكومة كردستان بـ "افتعال الأزمات المتتابعة لتحقيق مكاسب خاصة، حتى وإن كانت تلك المكاسب على حساب الشعب العراقي ومصلحته"، مؤكّداً أنّها "خرقت الاتفاق النفطي مع بغداد، وتقوم ببيع النفط بمعزل عن الحكومة العراقيّة".

اقرأ أيضاً: العبادي وبارزاني يبحثان لأول مرة استعادة الموصل من "داعش"

بدوره، رأى الخبير السياسي عبد الغني المعموري أنّ "إيران متخصّصة بخلق الأزمات في العراق وليست الحلول".

وقال المعموري لـ"العربي الجديد" "صحيح أنّ إيران لها تأثير كبير على الحكومة العراقية وتستطيع إملاء ما تريده عليها، كما لها تأثير على حكومة إقليم كردستان، لكنّها لا تريد حل الأزمات العراقيّة".

وأضاف أنّ "إيران هي التي تتدخل اليوم لخلق أزمات جديدة تحكم من خلالها سيطرتها على العراق، وحتى إذا قبلت لعب دور الوسيط، فستكون وسيطاً غير أمين"، مستغرباً من "المطالبة بوساطته في هذه الأزمة".

ودعا المعموري حكومتي بغداد وأربيل إلى "اتباع طريقة الحوار المباشر لحل أزماتهما بعيداً عن التدخلات الخارجية".