تحالف مغربي إسباني ضد الإرهاب والهجرة

تحالف مغربي إسباني ضد الإرهاب والهجرة

06 يونيو 2015
يتوافد المهاجرون الأفارقة على مدينتي سبتة ومليلية المحتلّتين(فرنس برس)
+ الخط -
يعتبر اللقاء الذي جمع، أمس الجمعة، رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، ورئيس الحكومة الاسبانية، ماريانو راخوي، في قصر "مونكلوا" في العاصمة مدريد، الاجتماع المغربي الإسباني الحكومي الأول من نوعه، منذ تولي الملك فيليبي مقاليد الحكم في بلاده، صيف العام الماضي.

ويأتي الاجتماع رفيع المستوى بين رئيسي حكومتي البلدين، بعد الزيارتين اللتين قام بهما الملكان خوان كارلوس وفيليبي السادس إلى المغرب، في يوليو/ تموز عامي 2013 و2014، ليتوّج باعتماد إعلان مشترك والتوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون المشترك في العديد من القطاعات.

واعتبرت رئاسة الحكومة الإسبانية أن هذا الاجتماع الحادي عشر ورفيع المستوى، يعكس "قوة وعمق العلاقات الإسبانية المغربية، ويناقش مجموعة من القضايا الراهنة، أهمها التعاون الأمني بين البلدين، في ظلّ تصاعد التهديدات الإرهابية ومشكلة الهجرة، وما تتسبب فيه من مآسي، فضلاً عن التعاون الاقتصادي".

اقرأ أيضاً: "اتهامات الصحراء" تهدد علاقات المغرب وإسبانيا

ويوضح الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية، سمير بنيس، أنّ "الحكومتيْن تناولتا سبل تعزيز تعاونهما في مجال مكافحة الهجرة السرية، خصوصاً في ظلّ توافد المهاجرين الأفارقة على مدينتي سبتة ومليلية المحتلّتين".

ويشير بنيس إلى أنّ المباحثات شملت أيضاً كيفية تقديم الاتحاد الأوروبي للدعم المالي للمغرب، لمساعدته على وقف تدفق الأجانب إلى أوروبا، والتعاطي بشكل فعّال مع هذه الظاهرة، وخصوصاً أنّ الدعم المالي الذي قدّمه الاتحاد الأوروبي لغاية الآن، لا يكفي لسد احتياجات المغرب في التعامل مع هذا الملف".

أما الملف الثاني، الذي تباحثت حوله الحكومتان المغربية والإسبانية، وفق بنيس، فهو "ذو طابع أمني، يتمثّل في محاربة التطرف الديني ووقف نزيف المقاتلين الذي يريدون الالتحاق بتنظيم "داعش"، وخصوصاً أنّ العديد من الجهاديين الذين التحقوا بالتنظيم في الفترة الأخيرة، ينحدرون من شمال المغرب، ومن مدينتي سبتة ومليلية".

اقرأ أيضاً: المغرب وإسبانيا .. الجوار الصعب ومواريث الماضي

ويلفت المحلّل المغربي إلى أن "مباحثات الطرفين لا شك أنّها تركّزت على سبل نشر إسلام متسامح في إسبانيا، في ظلّ تواجد أكثر من 800 ألف مهاجر مغربي في إسبانيا"، مشيراً إلى أنّه "بحكم تجربة المغرب في تكوين الأئمة، يعد هذا الملف من بين أهم محاور التعاون بين البلدين لمكافحة التطرف".

ويستطرد بنيس بأنّ "الاجتماع بين رئيسي الحكومتين لم يفوّت الفرصة للحديث عن قضية الصحراء، إذ يعمل الجانب المغربي للتأكيد على أحقية مقترح تقرير المصير، كآلية لإيجاد حل لهذا النزاع في إطار الشرعية الدولية، وضمان تأييد إسبانيا للموقف المغربي خلال الفترة المقبلة". ويلفت بنيس إلى أن "المغرب يطمح إلى أخذ ضمانات إسبانية في نزاع الصحراء الذي يواجهه مع جبهة البوليساريو، موضحاً أنّ "هذا التأييد الإسباني لا يتم التعبير عنه بشكل علني من طرف المسؤولين الإسبان، بسبب اعتبارات سياسية داخلية عدة على وجه الخصوص".

بالإضافة إلى ملفات الهجرة والإرهاب والصحراء، فإن للشراكة الاقتصادية المتنامية بين المغرب وإسبانيا نصيب وافر من الاجتماع، بدليل المنتدى المنعقد على هامش الاجتماع من طرف رؤساء رجال الأعمال المغاربة وشركائهم الإسبان.

ووفقاً لبنيس، يسعى مسؤولو البلدين الجارين إلى إعطاء زخم جديد لشراكتهما الاقتصادية، والرقي بها إلى طموحات الفاعلين الاقتصاديين، وإلى مستوى الإمكانيات التي يوفرها اقتصادا البلدين".

اقرأ أيضاً: المجلس الأوروبي يدين سوء معاملة المهاجرين

ويرى بنيس أنه "بحكم التجربة التي راكمها المغرب في مجال الاستثمار في أفريقيا جنوب الصحراء، تناقش الحكومتان إمكانية استفادة المستثمرين الإسبان من التجربة المغربية، وبحث سبل إطلاق استثمارات ثنائية بين المستثمرين المغاربة والإسبان في بعض البلدان الأفريقية، وخصوصاً تلك الناطقة بالفرنسية.

المساهمون