الاحتلال يعطّل اتفاق حرية خضر عدنان

الاحتلال يعطّل اتفاق حرية خضر عدنان

28 يونيو 2015
الموت يتربص بالشيخ الأسير (عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -
يعيش الاحتلال حالة من الإرباك أمام الشيخ خضر عدنان، المصرّ على التوصل إلى اتفاق يضمن حريته وكرامته مع السلطات الإسرائيلية قبل إنهاء إضرابه عن الطعام المتواصل منذ 55 يوماً والذي بات يهدده بالموت في أي لحظة. لكن تعنت الاحتلال لم يسمح بالتوصل إلى اتفاق أمس السبت.
محامي نادي الأسير، جواد بولس، أكد أمس، خلال مؤتمر صحافي عقده في رام الله مع عائلة الأسير أنه "لم يتم التوصل لاتفاق لإطلاق سراح الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان"، مضيفاً "كنا قريبين جداً من تحقيق هذا الاتفاق، لكن التداخل والتعدد في مستوى القرار لدى المستوى الإسرائيلي حال دون ذلك".
وأضاف بولس "هناك مقترح وضعناه أنا وخضر أمام المستوى الإسرائيلي، ولن أجد عليه رداً إلا بعد انتهاء عطلة السبت الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن "إسرائيل ترفض النزول عن الشجرة، حيث باتت العقدة عندها "كيف ستقوم بإخراج الإفراج عنه أمام الرأي العام".

وفيما قال بولس "لم أفقد الأمل"، أبدى خشيته من أن "نتوصل لاتفاق بعد فوات الأوان، حيث يتهدد الموت المفاجئ الشيخ عدنان بأي لحظة حسب الأطباء".

اقرأ أيضاً نادي الأسير: جهات إسرائيلية تعرقل اتفاقاً ينهي إضراب عدنان

خطر الموت المفاجئ الذي يهدد حياة الشيخ الأسير، حوّل مستشفى "صرفند" العسكري الإسرائيلي ليلة السبت إلى ثكنة عسكرية، بعد التدهور الكبير في صحته، حيث اتصل الاحتلال بمحاميه، وسط خشية حقيقة أن التدهور سيقود لاستشهاد مفاجئ للشيخ حسب تقديرات الأطباء الإسرائيليين.
مضت ليلة السبت بكل ثقلها، واستمر صمود خضر عدنان، الذي حظي لأول مرة منذ إضرابه المفتوح عن الطعام بفك قيود يديه وقدميه صبيحة أمس السبت، ليس لأن الاحتلال بات يحترم الإنسانية، وينظر للشيخ كإنسان هدّ جسده الجوع والإعياء بحيث لم يعد قادرا بعد 55 يوماً من اقتصار إضرابه على شرب الماء فقط، على الوقوف دقيقة لوحده، بل حسب ما قال الشيخ عدنان لمحاميه جواد بولس أمس: "نزعوا قيودي خشية أن أستشهد مقيداً ويجللهم العار".
ويواجه الاحتلال إرباكاً أمام الشيخ العاجز عن الحركة، الذي فقد من وزنه ما لا يستطيع أن يعرفه أطباؤه الذين يشاهدون رجلاً يفاوض على حريته وكرامته وليس صحته.
صباح أمس اقترب أحد الأطباء الإسرائيليين من سرير الشيخ ورجاه أن يفحصه لأن حالته باتت جد حرجة. رد عليه الشيخ بصوت أقرب للهمس فلم يعد قادراً على الحديث: "أنت تأتيني كإنسان طبيب ليفحص إنسانا مريضا، لكنني لا أعامل كإنسان في دولتكم، عاملوني كإنسان لنبدأ الحديث". تراجع الطبيب كما دولته.

ويجمع الأطباء على أن بعض الأعضاء الحيوية للشيخ الأسير قد أصابها العطب، وبات الموت المفاجئ يتربص به في كل لحظة في غرفته المكتظة بضباط الاستخبارات ورجال مصلحة السجون حتى مستويات سياسية جاءت لتعرف أين وصلت معركة دولة إسرائيل مع رجل أعزل لا يطلب سوى حريته.
ووفقاً للمحامي جواد بولس فإن "مفاوضات خضر عدنان والاحتلال بدأت من سقف عال لدى الجهتين، عدنان أعلن عن إضراب مفتوح عن الطعام لن يفكه إلا بنيل حريته بكرامة، في المقابل إسرائيل أعلنت أنها لن تفاوض أسيراً مضرباً عن الطعام".
بعد أيام دخلت دولة الاحتلال بمخابراتها، وضباط مصلحة السجون، والمدعي العام العسكري، والمستوى السياسي بمفاوضات مع الشيخ المضرب عن الطعام، تراجعت الدولة العسكرية أمام رجل أعزل، وبدأت مفاوضات مضنية لإقناعه بكسر إضرابه.
في المرحلة الأولى أكد الاحتلال أنه لن يقوم بتمديد اعتقال خضر بعد الخامس من سبتمبر/ أيلول/ 2015، كان رد خضر أنه لن يكسر إضرابه إلا في منزله ببلدته "عرابة" قرب مدينة جنين.
توالت أيام المفاوضات الطويلة، لتتجاوز إسرائيل عقدة "بدء مفاوضات مع أسير مضرب عن الطعام"، فهذه العقدة لا تُجدي نفعاً أمام رجل أعزل يموت كل يوم جزء من جسده، رافضاً التنازل عن مطلبه وعلى استعداد للشهادة لنيل حريته بكرامة على الرغم من أنه يحب الحياة ويعشق فلسطين وزوجته رندة وأطفاله الستة" معالي، عبد الرحمن، بيسان، حمزة، علي، ومحمد".
دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تريد لخضر عدنان أن يستشهد ليضيف لقائمة عارها فصلا جديدا، لكنها لا تريد للشيخ أن يظهر كمن انتصر عليها، لذلك وضعت بعض التفاصيل مع الإفراج عنه التي وصفها الشيخ بـ"المهينة"، ورفضها مصراً "أريد حريتي بكرامة".

اقرأ أيضاً: خضر عدنان يدير مفاوضات حريته من سرير المستشفى

المساهمون