قوات المعارضة السورية تطرد "داعش" من اللجاة في درعا

قوات المعارضة السورية تطرد "داعش" من اللجاة في درعا

02 يونيو 2015
تراجع "داعش" مقابل تقدم المعارضة السورية (الأناضول)
+ الخط -

أفشل مقاتلو المعارضة السورية، اليوم الثلاثاء، محاولة لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" التقدّم في منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي، موقعين عدداً من القتلى والجرحى في صفوفهم.

وذكر تجمّع ألوية العمري، التابع للجبهة الجنوبيّة، في بيان تسلّم "العربي الجديد" نسخة منه، أن "مقاتليه صدّوا بالاشتراك مع أبناء منطقة اللجاة، محاولة "خلايا نائمة" لـ"داعش"، قطع الطريق الرئيسي في المنطقة وعزل بعض القرى وقطع إمدادها"، كذلك أعلنت حركة "أحرار الشام الإسلامية"، طرد عناصر تابعة لـ "داعش"، من كامل منطقة اللجاة، وقتل عشرات بينهم.


من جانبه، أوضح الناشط الإعلامي أحمد مسالمة لـ "العربي الجديد"، أنّ "عناصر "داعش" تقدّموا فجر اليوم، إلى بلدة الشيّاح وأحد حواجز جبهة النصرة في منطقة اللجاة، ما دفع الأخيرة لطلب مؤازرة، أرسلها كلّ من تجمّع ألوية العمري وجيش اليرموك وفرقة العشائر التابعة للجيش الحرّ".

وأضاف مسالمة أن "المعارك بدأت في بلدتي سحم الجولان وحيط قبل نحو شهر، حشدت خلالها النصرة قواتها في المنطقة، وسيطرت على البلدتين، إضافة إلى حاجز العلان والمعصرة وسحم الجولان، لتحشد لاحقاً شمال بلدة جملة (معقل "أبو علي البريدي"، قائد لواء شهداء اليرموك)، وتسيطر على بلدتي عين ذكر والبكار".

وأشار الناشط الإعلامي إلى أن "أهمية المناطق سابقة الذكر، تعود لحدودها مع الأردن من حيط إلى كويا، ومع إسرائيل، من كويا إلى صيدا الجولان، فضلاً عن كونها منطقة آمنة جداً، بعيدة عن قصف النظام، خصبة التربة ووفيرة المياه والزراعات".

اقرأ أيضاً: قوات المعارضة السورية تحشد لمهاجمة "داعش" في ريف حلب

وكانت "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام"، قد بدأتا عملية عسكرية نهاية إبريل/ نيسان الفائت، للسيطرة على مناطق لواء "شهداء اليرموك" في وادي اليرموك الغربي، بعد مهاجمته أحد مقرات "النصرة" في بلدة سحم الجولان، واتهامه بمبايعة تنظيم الدولة.

وعلى خلفية ذلك، ناشد أهالي بعض قرى ريف درعا الغربي، "محكمة دار العدل الموحدة" والفصائل المُقاتلة، تحمّل مسؤولياتهم في تأمين حماية المدنيين وعدم تعريضهم للخطر، في ظل حصار مطبق، تفرضه طبيعة المواجهات الدائرة في المنطقة، والتي أسفرت عن عشرات الجرحى بين المدنيين، فضلاً عن نزوح آخرين، واشتعال مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

كذلك تجددت الاشتباكات بين "داعش" وقوات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، في ريف مدينة الحسكة، وفي وقت رجحت مصادر عدم نية التنظيم اقتحام المدينة، تواصلت ردود الفعل، حول تقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، في ما يتعلق بحملات تطهيرٍ ضد العرب السُنّة، في شمال وشمالي شرق سورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "مواجهات اندلعت بين وحدات حماية الشعب الكردية وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في الريف الجنوبي لبلدة تل براك، وسط معلومات عن سقوط قتلى من الجانبين، في حين تجددت المواجهات بين قوات النظام وعناصر التنظيم، شرق الحسكة، وفي محيط قرية الداوودية، بالتزامن مع غارات جوية من سلاح طيران النظام على مناطق الاشتباكات.

يأتي هذا بعد أربعة أيام من المعارك المتواصلة، في محيط المدينة الواقعة أقصى الشمال الشرقي للبلاد، حيث بدأ التنظيم هجوماً واسعاً يوم السبت الماضي، من ثلاثة محاور، تركزت في الجهات الشرقية والجنوبية والغربية، واستهدف خلالها سوق المدينة، والمربع الأمني الذي تسيطر عليه قوات النظام، كما ترافق الهجوم يومها، مع تفجير عدة سيارات مفخخة على حواجز لقوات النظام بمحيط الحسكة.

وكان يوم أمس قد شهد انسحاب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من سجن الأحداث، الواقع قرب المدخل الجنوبي للحسكة، بعد ساعات من السيطرة عليه، إذ كان النظام قد أفرغه بالسابق من السجناء وحوّله تجمعاً لقواته.

إلى ذلك قال الناشط الإعلامي في "اتحاد شباب الحسكة" أبو وسام الحسكاوي لـ "العربي الجديد" إن التنظيم "اقترب من جهة أبيض ومن جهة الريف الجنوبي قرب الشدادي، وبات يبعد خمسة كيلومترات عن قلب الحسكة"، مستبعداً في نفس الوقت عزم التنظيم اقتحام المدينة حالياً، مبيّناً أن الاشتباكات التي تدور "مجرد إنهاك لقوات النظام ولمسلحي وحدات حماية الشعب" الكردية التي تحاول التقدم إلى تل أبيض، إذ تم سحب العديد منهم من جبهات القتال إلى داخل المدينة".

في سياق متصل، وبخصوص التقرير الذي أوردته صحيفة التايمز البريطانية قبل يومين، حول قيام "وحدات حماية الشعب" الكردية (YPG) بممارسة حملة تطهير عرقي ضد السنة العرب، قال الناشط في اتحاد شباب الحسكة: "إن وحدات الحماية هجرت آلاف السكان العرب من قراهم"، مؤكداً أن الناشطين هناك، لم يتمكنوا حتى الساعة من توثيق الأعداد النهائية، بسبب عدم قدرتهم على التحرك، نتيجة المعارك الدائرة هناك.

اقرأ أيضاً: "التايمز": حملة تطهير عرقي ضد العرب شمال سورية

وكانت الصحيفة البريطانية قد ذكرت بحسب مصادرها من داخل واحدة من أكبر المنظمات الحقوقية التي تعمل في سورية، ان "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تعد أحد أقرب الحلفاء للغرب في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أحرقت القرى العربية في مناطق عدة سيطرت عليها شمال وشمال شرق سورية.

وأضافت الصحيفة أن ما يفوق 10 آلاف شخص فروا على ما يبدو، خلال الستة أشهر الماضية، بعدما تنكر الجيران لبعضهم بعضاً، على الرغم من أنهم تعايشوا جنباً لجنب عدة عقود، مشيرةً إلى أن حملة التطهير العرقي، تبدو أنها تأتي ضمن عملية انتقام جماعي من السنّة العرب من أبناء المنطقة، والذين يتهمهم بعض الأكراد وحلفاؤهم بالتعاطف مع "داعش" واحتضان مقاتليها.

من جهته قال الصحافي الكردي مجيد محمد لـ "العربي الجديد" إن تقرير الصحيفة البريطانية "يفتقر للمهنية واعتمد على تصوراتٍ لأشخاص ليسوا مطّلعين على حقيقة الأوضاع الميدانية"، مضيفاً أن عدة مناطق قرب رأس العين بريف الحسكة، تشهد اشتباكات كر وفر منذ نحو سنة ونصف، وأن السكان هناك يفرون من مناطقهم عند اشتداد المعارك، وهو "نزوح مؤقت لحين استقرار الأمور".

اقرأ أيضاً: "داعش" يتراجع أمام "بركان الفرات" في ريف الرقة

المساهمون