سجن علي سلمان... محطة في مسيرة شيخ المعارضة البحرينية

سجن علي سلمان... محطة في مسيرة شيخ المعارضة البحرينية

17 يونيو 2015
سلمان يتميّز بانفتاحه على مختلف التيارات (فرانس برس)
+ الخط -
يسجل الحكم الصادر بحق الأمين العام لجمعية "الوفاق الوطني الإسلامية" البحرينية الشيخ علي سلمان، أمس الثلاثاء، الذي قضى بسجنه أربع سنوات، محطة جديدة من مسيرته السياسية التي تمسّك خلالها بالسلمية ونبذ العنف.

اقرأ أيضاً: اعتقال زعيم المعارضة البحرينية: موجة تصعيد جديدة للأزمة

سلمان الذي اعتقل آخر مرة في 28 ديسمبر/كانون الأول 2014، دخل السجن لأول مرة نهاية العام 1994، في ما عُرف بـ"انتفاضة التسعينيات"، التي اشتعلت بعد رفض الحكم تسلم العريضة الشعبية التي وقّع عليها 25 ألف مواطن بحريني (عام 1992) والعريضة النخبوية (عام 1994) التي وقّعت عليها 300 شخصية وطنية من مختلف التيارات الفكرية والدينية والسياسية، للمطالبة بإعادة البرلمان المعطل منذ 1975، وعودة الحياة النيابية.

درس سلمان الرياضيات في جامعة الرياض في السعودية، وقطع دراسته بعد ثلاث سنوات ليتحوّل إلى الدراسة الدينية في مدينة قم الإيرانية، وعاد إلى البحرين عام 1991، بعد السماح بعودة بعض المنفيين في الخارج. وبدأ نجمه بالصعود مع تزكيته من قبل الشيخ عيسى أحمد قاسم، للقيام بإمامة الجماعة في مسجد الخواجة في قلب العاصمة المنامة.

في تلك الفترة، بدأ الحراك الشعبي المطالب بعودة البرلمان المعطّل منذ العام 1975، وذلك بكتابة العرائض للحكم، وهو تقليدٌ قديمٌ درجت عليه القوى والشخصيات المعارضة في البحرين منذ بدايات القرن العشرين. وسرعان ما التحق سلمان بهذه الحملة عند تدشينها في 1992.

بعد رفض الحكم تسلم "العريضة النخبوية" في 1994، بدأ الوضع الداخلي بالاحتقان، مع تنظيم أول اعتصام للعاطلين من العمل، في شهر يونيو/حزيران 1994 الذين تجمعوا أمام وزارة العمل، واتُهم سلمان بالتحريض على ذلك. وفي نوفمبر/تشرين الثاني حدث صدام بين مجموعات شبابية ومشاركين في سباق مختلط للماراثون، اتُهم فيه سلمان أيضاً، لكنه نفى صلته بالحادث. وتفجّر الوضع في 5 ديسمبر/كانون الأول، بعد اعتقال سلمان مع اثنين من رفاقه ليودعوا في السجن لمدة شهر، ويُنفَوا بعدها إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث لم يطل به المقام فسافر معهما إلى لندن حيث التحق بالمعارضة هناك.

وفي مارس/ آذار 1999، تولى الأمير حمد بن عيسى آل خليفة الحكم في البحرين، وأعلن بعد عام تدشين ميثاق العمل الوطني، وفتح صفحة جديدة مع المعارضة، بتبييض السجون وعودة المنفيين السياسيين. إلا أن الخلاف عاد مجدّداً حول دستور 2002. كانت التنظيمات المعارضة حينها، قد بدأت في التحوّل للعمل العلني، وتشكيل جمعيات سياسية، لأن القانون يمنع تشكيل أحزاب. وهكذا أصبح سلمان على رأس أكبر جمعية سياسية في البحرين في العام 2001.

محطات أساسية

من المحطات الرئيسية الأخرى في حياة سلمان، قرار مقاطعة الانتخابات في العام 2002، بسبب تمرير دستور 2002. لكن في أكتوبر/تشرين الأول 2006، شاركت جمعيات المعارضة في الانتخابات، وفازت جمعية "الوفاق" بـ17 مقعداً، ومقعد آخر لأحد حلفائها القوميين. في العام 2009، أعلن سلمان عن نيته عدم الترشح مجدداً في الانتخابات البرلمانية، وقال إن "نتاج مشاركتنا في البرلمان كان صفراً". واعتقد مراقبون أنها كانت مناورة سياسية، لكن حين أجريت انتخابات 2010، كان خارج تشكيلة مرشحي "الوفاق"، ليبقى أميناً عاماً للجمعية.

كان العالم العربي يشهد في تلك الفترة بدايات الربيع العربي، فصدرت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى التظاهر في 14 فبراير/شباط 2011، تزامناً مع ذكرى إقرار الميثاق، واحتشدت المعارضة عند دوار مجلس التعاون الشهير بدوار "اللؤلؤة"، لكن تحولت التظاهرات إلى اشتباكات بعد تدخل السلطات الأمنية لفض اعتصام اللؤلؤة، ما دفع كتلة "الوفاق" إلى إعلان الانسحاب من البرلمان.

في العامين التاليين شهدت البحرين عدة جولات من "الحوار الوطني"، فشلت في تحقيق أي تقارب أو الوصول إلى حل توافقي للخروج من الأزمة التي عصفت بالبلاد. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2014، كانت المعارضة قد أعلنت مقاطعة الانتخابات، وأبقت الباب موارباً على أمل حدوث اختراق. تم انتخاب سلمان مجدّداً أميناً عاماً لـ"الوفاق"، في 28 ديسمبر/كانون الأول 2014، وفي اليوم التالي تم اعتقاله بعد استدعائه للتحقيق.

يحسب البعض لسلمان انفتاحه على مختلف التيارات، وتمسّكه بالدعوة الدائمة إلى التشبث بالحراك السلمي ونبذ العنف، تيمناً، مثلما يشير غالباً في خطاباته السياسية وخطبه الدينية، إلى تجربة المهاتما غاندي ومارتن لوثر كينغ، فيما تتهمه السلطات البحرينية بالتحريض على العنف والتحشيد الطائفي والعمل على قلب النظام.

دلالات

المساهمون