في إجماع نادر: المعارضة والأغلبية التركية تدينان الإعدامات بمصر

في إجماع نادر: المعارضة والأغلبية التركية تدينان الإعدامات بمصر

17 مايو 2015
إجماع تركي على التنديد بأحكام الإعدام في مصر (Getty)
+ الخط -

يكاد يكون الموفق من إدانة الانقلاب الذي حصل في مصر من المواضيع القليلة التي تجتمع عليها جميع الأحزاب السياسية في تركيا، وبعد إدانة كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو لأحكام الإعدام التي صدرت السبت بحق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وعدد من قيادات الإخوان، طالب كمال كلجدار أوغلو زعيم المعارضة التركية النظام المصري بالتراجع عن أحكام الإعدام السياسي التي أصدرها، قائلاً: "الإعدامات السياسية، لم ولن تأتي بأي خير مطلق على أي مجتمع، بل تتسبب في حدوث جراح عميقة بعد فترة من الزمن، لا يمكن أن تلتئم، لذلك أُناشدهم التراجع عن مثل هذه الأحكام".

جاء ذلك في الكملة التي ألقاها زعيم "حزب الشعب الجمهوري"؛ أكبر أحزاب المعارضة التركية، في تجمع أمام حشد من مؤيدي حزبه، في ولاية أضنة جنوبي البلاد، وذلك في إطار الحملات الانتخابية التي يجريها الحزب استعداداً للانتخابات العامة التي ستشهدها البلاد في مطلع شهر حزيران/ يونيو المقبل.


وتابع أوغلو قائلاً: "أُناشد الأخوة المصريين، والحكومة المصرية، بأن يتراجعوا عن تلك الأحكام، فاحتضان المجتمع، وتأسيس السلام، لن يكون بالإعدامات، بل على العكس، يكون بإيمان المجتمع ككل بالقيم العليا كالعفو"، مضيفاً: "ولكم أن تنظروا إلى النماذج التي عاشت هذه الظروف من حولكم، انظروا إلى تركيا وتاريخها، إن كنتم ستسمعون النصح، فلقد شهدت مثل هذه الإعدامات، ودخلت بعدها في فترة طويلة من الندم، وحتى الآن المجتمع لم ينسَ، ولن ينسى، فمثل هذه الإعدامات لن يأتي من ورائها أي خير للمجتمع، سيعمق جراح المستقبل، وستؤدي إلى انشقاق المجتمع إلى طوائف مختلفة".

وما زالت المعارضة التركية تعتبر الإخوان خطراً يُهدد الديموقراطية والعلمانية، ولكن ما الجديد الذي حدث لتنقلب على نفسها بشكل عكسي تماماً، وتدين أحكام الإعدام؟ ألا يتوافق هذا مع موقف الحكومة التركية، ويتناقض مع تقاليد السياسة التركية؟

اقرأ أيضاً الخارجية الأميركية: محاكمة مرسي لا تتطابق مع سيادة القانون

المحلل السياسي التركي جيواد غوك قال: "رفع حكم الإعدام عن القوانين التركية منذ سنوات، ولم يعد من قبول لحكم الموت ضمن ثقافة الشعب التركي، ولعل في تواضع جنازة الرئيس الأسبق كنعان إيفرين الذي أعدم كثيراً من الشباب التركي خلال حكمه في ثمانينيات القرن الماضي، دليلاً على نفور الأتراك من حكم الإعدام".

وحول إمكانية استخدام أحزاب المعارضة التركية، والتي أيدت الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، رفضها حكم إعدام مرسي كورقة انتخابية أضاف المحلل غوك لـ "العربي الجديد": "أستبعد هذا الأمر، وكيف للأحزاب التركية المعارضة لحكومة العدالة والتنمية أن تؤيد حكم الإعدام الذي يتناقض مع شعاراتها في الديمقراطية، وإن وافقوا أو أيدوا حكم الإعدام، رغم اعتبارهم الإخوان حزباً رجعياً يهدد العلمانية والديمقراطية، فسيتهمون بأشد الاتهامات وستؤثر حتى على شعبيتهم وناخبيهم".


كذلك انسحب موقف حزب الشعب التركي المعارض على حزب "الشعوب الديمقراطية" الكردي، فقد أعلن رئيسه صلاح الدين دميرطاش، السبت خلال حشد جماهيري لأنصار حزبه في غازي عنتاب "أريد أن أبيّن بوضوح من هنا، بأنني أدين حكم الإعدام الصادر بحق مرسي، وعلى الرأي العام العالمي كله أن يكون حساساً نحو هذه القضية"، واعتبر مراقبون اتفاق العدالة والتنمية الحاكم مع أحزاب المعارضة "طفرة سياسية" تحدث في تركيا لأول مرة.

ويقول المحلل التركي غزوان المصري: "لا أعتقد بوجود مؤيد إن على مستوى الأحزاب أو حتى على المستوى الشعبي بتركيا لأي حكم إعدام، كما أن الشعب التركي بغالبيته يعارض الانقلابات، نظراً لما أتت به من ويلات وأعاقت التنمية والاقتصاد".

وأضاف المصري لـ "العربي الجديد": "ما زالت ذكرى إعدام رئيس الوزراء عدنان مندريس المؤلمة ماثلة حتى الآن، إذ زار رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو أخيراً الجزيرة التي أعدم فيها مندريس وغيّر اسمها، فإن أضفنا هذا الحدث إلى عدم حضور الساسة والمسؤولين وحتى الشعب لجنازة الرئيس إيفرين الذي أعدم الشباب وجر الدماء، يمكننا معرفة الموقف التركي العام ومنه الموقف السياسي من حكم الإعدام. بعد الوعي لا يقبل الشعب الانقلاب وحكم الإعدام".

اقرأ أيضاً مجزرة أحكام الإعدام في مصر: مهزلة قضائية جديدة