إسرائيل تحارب معارضيها: زيارة رام الله تمرّ بتل أبيب

إسرائيل تحارب معارضيها: زيارة رام الله تمرّ بتل أبيب

01 مايو 2015
رفضت اسرائيل منح تأشيرة دخول لبليد زيماندا (Getty)
+ الخط -

ترفض إسرائيل السماح لأي مسؤول أجنبي بزيارة مناطق السلطة الفلسطينية في حال لم يقم في الوقت ذاته بزيارتها، وهو ما يرى كثيرون أنه محاولة من دولة الاحتلال للاحتيال على الجهود الدولية المتزايدة في الفترة الأخيرة، والهادفة لنزع الشرعية عنها كقوة استعمارية.

فقد رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، منح تأشيرة دخول لوزير التعليم العالي في حكومة جنوب أفريقيا بليد زيماندا، لزيارة مناطق السلطة الفلسطينية، لأنّ برنامج زيارته لا يشمل أيضاً زيارة إسرائيل. في حين أكّدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنّها رفضت منح زيماندا، الذي تلقّى دعوة من نظيره الفلسطيني إلى زيارة مناطق السلطة الفلسطينية، لأنّه "يريد استخدام مطار بن غوريون فقط للوصول إلى رام الله وليس لزيارة إسرائيل".

ونقلت صحيفة "هارتس" في عددها الصادر الأحد الماضي عن مصدر في الخارجية، يشير فيها، إلى أنّ زيماندا الذي ينتمي للحزب الشيوعي، معروف بمواقفه المناوئة لإسرائيل، إذ قاد حملة للمطالبة بمقاطعة أكاديمية لها، أضف أنّه حثّ حكومته على طرد السفير الإسرائيلي في جنوب أفريقيا، في أعقاب الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: الفشل بإصدار بيان أممي يحمّل إسرائيل مسؤولية جرائم غزة

ورداً على قرار منعه من زيارة رام الله، أوضح زماندا أنّ إسرائيل تحاول من خلال عدم السماح لممثلي دول العالم بالوصول للأراضي الفلسطينية، التغطية على "الفظائع التي ترتكبها ضد الفلسطينيين، والحرص أن يطلع عدد قليل من الناس على حقيقة ما يجري هناك". ونقلت "هارتس" عن زماندا، أنّه سيدعو كل المؤسسات الأكاديمية في بلاده لمقاطعة نظيراتها في إسرائيل بشكل نهائي. وقد ردّ وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بشدة على تصريح زماندا على صفحته عبر فايسبوك، "جنوب أفريقيا تعاني من انتشار العنصرية والعنف، لذا يجدر بحكومتها الاهتمام بهذه الظواهر عوضاً عن الاستغراق في وعظ إسرائيل، بلد الديمقراطية والازدهار".

وقد أقدمت إسرائيل أخيراً على منع نشطاء حقوق الإنسان الأجانب، الذين يقومون بدور في تسليط الأضواء على ممارسات إسرائيل القمعية ضد الفلسطينيين من الوصول إلى رام الله. فقد رفضت وزارة الداخلية الإسرائيلية السماح للإيرلندية ميري مغواير، الحائزة على جائزة نوبل للسلام بدخول رام الله، خلال شهر مارس/ آذار الماضي للمشاركة في مؤتمر نسوي بسبب مواقفها من إسرائيل. وبحسب المحامية عبير بكر التي استأنفت قرار منع مغواير، فإنّ وزارة الداخلية لم ترد على الاستئناف، إلّا يوم انعقاد المؤتمر في رام الله. واشترطت الوزارة أن تثبت مغواير أنّها ستغادر إسرائيل في نفس اليوم الذي يعقد فيه المؤتمر، عبر تقديم صورة عن تذكرة الطائرة، وأن توقّع على تعهد بعدم مغادرة منطقة رام الله، وأن تقدم كفالة مالية بقيمة 100 ألف شيكل (حوالي 25 ألف دولار).

ولفتت المحامية بكر إلى أنّ موكلتها رفضت العرض الإسرائيلي لأنّه جاء لتضليل الرأي العام العالمي عبر الإيحاء بعدم اعتراضها على دخولها رام الله، إذ إنّها أبلغت بموافقتها على الطلب تماماً، في الوقت الذي كان يفترض أن تصعد لتلقي كلمتها أمام المؤتمر النسوي في رام الله.

يذكر أنّ وزيرة خارجية جنوب أفريقيا مايتا مشبانا، قد أعلنت قبل عامين أنّ وزراء حكومتها يمتنعون عن زيارة إسرائيل بسبب نمط سلوكها تجاه الفلسطينيين. وشدّدت على أنّ النضال الذي يخوضه الفلسطينيون هو النضال نفسه الذي خاضته جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري. وأقدمت إسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، على منع وزيرة الخارجية الكولومبية ماريا إنجيلا هولغين بزيارة مناطق السلطة الفلسطينية، لأنّ برنامج زيارتها لم يتضمن زيارة إسرائيل، مما اضطرها إلى لقاء نظيرها الفلسطيني، رياض المالكي، في عمان.

اقرأ أيضاً: عام البوار الإسرائيلي يستنزف غذاء الفلسطينيين

المساهمون