العراق: جرحى "الحشد الشعبي" إلى بيروت وطهران للعلاج

العراق: جرحى "الحشد الشعبي" إلى بيروت وطهران للعلاج

23 مارس 2015
عناصر "الحشد الشعبي" في كركوك (علي مكرم غريب/الأناضول)
+ الخط -
باشرت السلطات العراقية، أمس، بإصدار جوازات سفر سريعة لأفراد مليشيا "الحشد الشعبي"، من المصابين في المعارك، بغية نقلهم للعلاج في مستشفيات لبنانية وإيرانية، بعد رفض دول عربية أخرى استقبالهم.
وقال مسؤول عراقي رفيع في وزارة الداخلية، فضّل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "مجلس الوزراء العراقي أصدر أمراً بإصدار جوازات سفر لأفراد المليشيات، الذين لا يملكون جوازات، من خلال زيارتهم إلى المستشفيات، بغية الإسراع بنقلهم إلى مستشفيات في بيروت وطهران للعلاج هناك على نفقة الدولة العراقية بناءً على اتفاق مسبق بين العراق ولبنان وإيران".

اقرأ أيضاً (معركة تكريت: الاستعانة بالتحالف يغضب الحشد الشعبي)

وأضاف المصدر، الذي يشغل رتبة مقدم في وكالة الاستخبارات التابعة للداخلية العراقية، أن "أول مجموعة من جرحى المليشيات غادرت الأحد (أمس)، من بغداد إلى طهران وبيروت للعلاج، على أن تتبعها مجموعة أخرى بعد إنجاز جوازات سفر المتبقين خلال يومين من الآن". وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، وأيضاً ضمن ما يعرف بـ"برنامج دعم قوات الحشد". وكان رئيس الحكومة السابق نوري المالكي قد جمع، في أواخر حكمه، المليشيات تحت هيئة واحدة هي "الحشد الشعبي"، لتتحرك مع الجيش بغية دعمه في قتال "داعش"، الذي استولى على مساحات شاسعة من العراق في غضون أيام قليلة. وتتلقى تلك المليشيات دعماً مالياً وسياسياً من المالكي وخلفه حيدر العبادي وإيران، على الرغم من تورطها بجرائم ذات غطاء طائفي وعرقي.
وكشف المصدر نفسه عن "رفض دول عربية استقبال جرحى المليشيات لاعتبارات سياسية وأمنية، وأبرز هذه الدول الأردن ومصر، فضلاً عن تركيا التي وافقت على استقبال جرحى أكراد ضمن قوات البشمركة الشهر الماضي".  

وكشفت مصادر طبية عراقية أخيراً عن ارتفاع عدد جرحى المليشيات الموجودين في مستشفيات حكومية عراقية غالبيتها في بغداد إلى أكثر من ثلاثة آلاف جريح مصابين بشكل متفاوت وباتوا يشكلون عبئاً على الطاقة الاستيعابية للمستشفيات العراقية مع تعذّر علاجهم بشكل مناسب فيها، وهو ما دفع الحكومة إلى البحث عن دول أخرى لعلاجهم.

غير أن قيادياً بارزاً في اتحاد القوى العراقية اعتبر أن إصدار جوازات سفر سريعة للمليشيات تحت غطاء العلاج، كذب وخداع للعالم، خصوصاً الولايات المتحدة والدول العربية. وقال القيادي، الذي طلب عدم نشر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "إصدار هذه الجوازات هدفه سفر مليشيات الحشد الشعبي إلى إيران ولبنان كي تتلقى التدريبات العسكرية على أسلحة جديدة من أجل محاربة (داعش) من جهة، وتحقيق أهداف أخرى"، داعياً الحكومة المركزية إلى إلغاء هذه الخطوة لأنها تثير استياء الكثير من فئات الشعب.
في هذه الأثناء، أبدت القائمة الوطنية، التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، شكوكاً بأن يتم تحويل قوات "الحشد الشعبي" إلى قوات نظامية، إذ حذر النائب عن القائمة الوطنية، حسن شويرد، في حديث لـ"العربي الجديد"، من أن تُسخّر تلك القوات لخدمة فئة معينة على حساب أخرى، مؤكداً أن تشكيل قوات الحرس الوطني، بشكل تكون عناصر "الحشد الشعبي" نواتها الأساسية، يجب أن يؤطر بقوانين تصب في مصلحة كل العراقيين وليس في مصلحة فئة معينة على حساب أخرى.

المساهمون