معركة تكريت: الاستعانة بالتحالف يغضب الحشد الشعبي

معركة تكريت: الاستعانة بالتحالف يغضب الحشد الشعبي

22 مارس 2015
إطالة أمد المعركة ينذر بخلافات (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -
بعد مضيّ 22 يوماً على بدء معركة استعادة تكريت من تنظيم "داعش"، لم تستطع القوات العراقيّة ومليشيات "الحشد الشعبي" وقوات فيلق القدس الإيراني من دخول المدينة حتى اليوم، الأمر الذي شكّك بقدرة تلك القوات على حسم المعركة، ما دفع الحكومة العراقية إلى محاولة طلب المساعدة من طيران التحالف الدولي، فيما كشف القيادي في الحشد الشعبي، هادي العامري، أنّ المعركة جرت على خلاف ما خُطط لها.

وكشف مصدر في وزارة الدفاع العراقيّة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الواقع الميداني في تكريت حتّم على القوات المشاركة في المعركة التوقف وعدم دخول المدينة، خوفاً من حدوث مفاجآت غير متوقعة، ما قد يتسبب بخسارة كبيرة لم يحسب لها حساب". وأوضح المصدر أنّ "الوزارة قدمت طلباً إلى القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، بضرورة تدخل طيران التحالف الدولي في حسم المعركة، وإلّا فإنّ مجريات الأحداث قد تتغيّر في حال تأخر الحسم، وقد تجرّنا الى ما لا تحمد عقباه".

وأشار المصدر إلى "موافقة القيادة العامة للقوات المسلحة على مخاطبة قوات التحالف الدولي بتوجيه ضربات دقيقة على أهداف محدّدة لداعش في تكريت، وتقديم إسناد جوي للقوات العراقيّة التي تقاتل في ساحة المعركة". واستدرك المصدر نفسه بالقول إنّ "العائق الوحيد الذي تسبب بتأخير تقديم الطلب هو رفض فصائل المليشيات المنضوية ضمن الحشد الشعبي لدخول طيران التحالف في المعركة".

اقرأ أيضاً:  طهران تستدعي "الحشد الشعبي" لإعادة النظر بخطة اقتحام تكريت

من جهته، قال مصدر مقرّب منالحشد الشعبي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفصائل رفضت، بشكل قاطع وغير قابل للنقاش، دخول أيّ طائرة لقوات التحالف في المعركة".

وأوضح أنّ "فصائل الحشد الشعبي أكّدت أنّها صاحبة الدور الأكبر والأقوى في معركة تكريت، وأنّ التقدم الذي حصل فيها هو بجهودها، فضلاً عن جهودها الكبيرة في تحرير محافظة ديالى من داعش، ويجب أن يكون لها الرأي في أيّ خطة عسكريّة وأي توجه مهما كان". وأكّد المصدر أنّ "فصائل الحشد الشعبي هدّدت بالانسحاب من ساحة المعركة في حال دخول طائرة واحدة من طيران التحالف الدولي فيها".

في غضون ذلك، قال هادي العامري، زعيم مليشيا بدر، إحدى فصائل الحشد الشعبي، إنّنا "حققنا تقدّماً في كثير من مناطق محافظة صلاح الدين، لكنّنا توقعنا ضمن خطة المعركة أن تحرير بعض المناطق وحصار تكريت سيدفع داعش للانسحاب منها ليكون دخولنا بلا قتال".

وأوضح العامري، خلال حديثه لعدد من وسائل الإعلام، من محافظة صلاح الدين، أنّ "توقعنا لم يكن في محله، الأمر الذي تسبّب بوقف دخول تكريت وتأخير حسم المعركة، لأنّنا لا نريد خسائر بشريّة في صفوفنا قدر المستطاع".
من جهته، رأى الخبير الأمني الاستراتيجي، واثق العبيدي، أنّ "التريث في معركة تكريت يصبّ في صالح داعش، الذي سيضع خططه برويّة أكثر".

في المقابل، أشار العبيدي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، الى أنّ "الأمر الواقع الذي فرض نفسه اليوم هو أنّ مشاركة قوات التحالف ستصب بصالح داعش، كما أنّ عدم مشاركتها أيضاً يصب لصالح داعش". وأوضح أنّ "مشاركة قوات التحالف ستتسبب في انسحاب قوات الحشد الشعبي، أما عدم المشاركة فتعني عجز القوات العراقيّة عن دخول تكريت، وفي الحالتين فإنّ الأمور تجري لصالح داعش".

ورجّح العبيدي أنّ "إطالة أمد المعركة سيتسبب في خلاف بين المليشيات المقاتلة والقوات الحكوميّة، لذا فإن المعركة ستكون على خلاف ما تم التخطيط لها، إذا لم تحسم في وقت قريب".

اقرأ أيضاً: "داعش" يهدّد قاعدة سبايكر في العراق من جديد

المساهمون