تعاظم دور "الحوسبة" في الجهد الحربي الإسرائيلي

تعاظم دور "الحوسبة" في الجهد الحربي الإسرائيلي

11 فبراير 2015
تعاظم وحدة الحوسبة بعد العدوان على غزّة(عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -
منذ انتهاء حرب غزة الأخيرة، حصدت قيادة "الحوسبة" في جيش الاحتلال الإسرائيلي معظم الأوسمة التي منحها رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال بني غانتز للأفرع التي شاركت في الحرب. ولأول مرة في تاريخ جيش الاحتلال، بات قادة الوحدات المنضوية في قيادة "الحوسبة" يشاركون في رسم الاستراتيجيات العسكرية، ناهيك عن حرص قيادة الجيش على أخذ رأي هؤلاء، عندما يتم بحث إعادة صياغة العقيدة القتالية للجيش.
إذ إنّ لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، المسؤولة عن مراقبة المؤسسة الأمنية، خصصت جلسات استماع سرية لقادة "الحوسبة" للتعرف منهم على العبر التي يمكن استخلاصها من الحرب الأخيرة على غزّة.


ويؤكّد الذين يكيلون المديح لأداء قيادة الحوسبة، أنّ دورها لم يعد يقتصر على الربط الإلكتروني بين أفرع الجيش ووحداته وهيئة الأركان، بل إنها باتت تلعب دوراً مركزيّاً في الجهد الحربي الميداني.

وتضم قيادة "الحوسبة" عشر وحدات. لكن أربع منها هي الأهم والأكثر حيوية، وهي: وحدة الحوسبة الميدانية "لوتم"، وتختص في توفير حلول تكنولوجية لمعضلات ميدانية واستخباراتية، تواجه وحدات الجيش في أداء مهماتها العسكرية. وتُعدّ "لوتم" أكبر الوحدات التكنولوجية في الجيش، وهي مسؤولة عن تدشين وحدات تحكم ومراقبة قادرة على الربط بين أسلحة الجوّ والبحرية والمشاة في آن واحد. وذكر موقع "ISRAEL DEFENSE" أخيراً أنّ هذه الوحدة لعبت دوراً مركزيّاً في الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على غزّة، واستفادت كل ألوية الجيش المقاتلة من خدماتها.

وحدة التشفير "متسوف"، وهي أهم وحدات قيادة الحوسبة، وأكثر وحدات الجيش نخبوية على الإطلاق، لأنها متخصصة في تشفير المعلومات السرية للجيش والأجهزة الاستخباراتية. ويخضع جنود وضباط هذه الوحدة لجملة من الاختبارات بالغة القسوة والتعقيد في الكثير من المجالات. إذ إنّ هؤلاء الضباط والجنود يتعاملون مع أكثر الأسرار العسكرية حساسية وأهمية. في الوقت نفسه، فإنّ هذه الوحدة متخصصة في حلّ تشفيرات "العدو"، من أجل الكشف عن خططه وبرامجه العملياتية والاستخباراتية.


وحدة الدفاع الإلكتروني، وهي مختصة في تأمين الجيش ومرافقه من هجمات إلكترونية، وتحصينه من أي محاولات تهدف إلى الاختراق بهدف جمع معلومات استخبارية.
وحدة الربط الحوسبي "ممرام، وتعتبر أقدم الوحدات التكنولوجية وتختص في توفير خدمات الحوسبة الاعتيادية في الجيش والربط بين الشبكات.
وتعمل قيادة الحوسبة بشكل وثيق مع "وحدة 8200"،التي تمثل ذراع التجسس الإلكتروني في الجيش،  وتتبع شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان". وترفد قيادة الحوسبة "وحدة 8200" باختراعات توسع من آفاق توظيف الفضاء الإلكتروني في الجهد الاستخباراتي والحربي، وتعزّز من قدرات التجسس الإلكتروني.

وبحسب قائد وحدة "لوتم" الجنرال داني بيرن، فإنّ الحرب التي شنّتها إسرائيل على غزّة، أخيراً، تعدّ أول حرب في تاريخ الاحتلال توظف فيها الحوسبة على نطاق واسع وشامل، بحيث تحولت إلى مركب أساسي من العمل الميداني. وأشار بيرين في مقابلة أجرتها معه صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر الأربعاء الماضي، إلى أنّ الحرب الأخيرة على غزّة كانت الحرب "المحوسبة" الأولى في تاريخ البشرية. ودون أن يقدّم تفاصيل كثيرة، أوضح أن عوائد توظيف "الحوسبة" الواسع في الجهد الحربي خلال الحرب الأخيرة أسهمت في توظيف المعلومات الاستخباراتية من أفرع الجيش، ناهيك عن تسريع وتيرة العمليات الميدانية.

ونوّه بيرن إلى أنّ  قيادة "الحوسبة" أخذت على نفسها مهمة توفير حلول تكنولوجية لمواجهة التحول في طابع المخاطر التي تواجه إسرائيل، خصوصاً مع انهيار الجيوش العربية وظهور التنظيمات الإسلامية سواءً الفلسطينية والعالمية.

وبحسب المسؤول العسكري الإسرائيلي، فإن قيادة "الحوسبة" توفر حلولاً للتحدّي المتمثل في نجاح "العدو" في تطوير مجالات وفنون القتال. واعتبر أن  التحولات التي طرأت على قدرات حركة "حماس"، تصلح لتكون مثالاً على التحديات التي تواجه إسرائيل. وأشار إلى أن أداء "حماس" القتالي في عملية "عمود السحاب" 2012، كان أقوى بكثير من أدائها في حملة "الرصاص المصبوب" 2008، في حين أن أداءها في حرب "الجرف الصامد" الأخيرة قد تجاوز أكثر التوقعات الإسرائيلية تشاؤمية.


المساهمون