ضغوط على العبادي للتصعيد مع تركيا.. ومساع لتسوية

ضغوط على العبادي للتصعيد مع تركيا.. ومساع لتسوية

08 ديسمبر 2015
مصالح استراتيجية بين العراق وتركيا (الأناضول)
+ الخط -


يخشى رئيس الحكومة العراقيّة حيدر العبادي تطوّر أزمة تواجد القوات العسكريّة التركيّة في العراق وتحوّلها إلى مواجهة مسلّحة، خصوصا مع وجود اتفاق مسبق أبرمه العبادي مع الجانب التركي بشأن وجود تلك القوات للتدريب، الموضوع الذي تسبب له بحرج كبير من جانب تحالفه الوطني الذي يطالب بتبرير للموقف، ما دعاه أخيرا إلى التنصّل من الاتفاق واتهام أنقرة بالكذب.

ويحاول العبادي تلافي الموقف من خلال تسويته سياسيّا مع الحكومة التركية، وسحب تلك القوات، ولو مؤقتا، لامتصاص الغضب الشعبي ومحاولات استغلاله سياسيّا ضدّ العبادي، ما دعاه إلى السعي لحلول دبلوماسيّة سريعة لمحاولة لملمة الموضوع.

وتحاول مليشيات "الحشد الشعبي" التدخّل في حل الأزمة، من خلال عزمها على الخروج بتظاهرات غاضبة يوم الجمعة المقبل، فيما تدفع جهات سياسيّة "الحشد" الى التدخّل عسكريّا بضرب المصالح التركيّة في العراق، بغية تأزيم الموقف وكشف الاتفاق بين العبادي وأنقرة لإحراجه.

اقرأ أيضا: العراق: التلويح بطلب تدخل روسيا رداً على القوات التركيّة

وفي السياق، قال مصدر قريب من مكتب رئيس الوزراء لـ"العربي الجديد" إنّ "موضوع تواجد القوات التركيّة في العراق تسبب بحرج كبير للعبادي، خصوصا أنّ كتل التحالف الوطني غير راضية عن وجود تلك القوات"، مبينا أنّ "العبادي يحاول تلافي الموقف من خلال الاتفاق مع تركيا على تسويته سياسيّا".

وأكّد أنّ "العبادي اجتمع مع وزير الدفاع خالد العبيدي، ووجهه بزيارة تركيا في غضون اليومين المقبلين للتفاوض معها بشأن وجود قواتها في العراق"، مبينا أنّ "العبادي حمّل العبيدي رسالة مفادها، بأنّ الوضع السياسي في العراق أصبح حرجا للغاية، وأنّنا بحاجة الى تسوية الاتفاق على وجود قواتكم في العراق تلافيا لحدوث أزمة سياسيّة يصعب تلافيها".

وأضاف أنّ "العبادي طلب في رسالته من تركيا سحب قواتها ولو لفترة مؤقّتة، وأنّ الاتفاق المبرم سابقا سيبقى نافذا، لكن يعلّق لفترة من الزمن حتى يتم امتصاص الغضب الشعبي العراقي"، مشيرا إلى أنّ "العبادي طلب عدم كشف الاتفاق السابق على وجود تلك القوات".

وأشار إلى أنّ "العبادي منح وزيره صلاحيّة التفاوض بهذا الشأن، حتى إذا استدعى الأمر عقد اتفاق جديد مع أنقرة بشأن الموضوع"، مبينا أنّ "العبيدي استلم الرسالة وسيتوجّه إلى تركيا في غضون يوم أو يومين".

اقرأ أيضا: الانقسام العراقي حول التحرك التركي: ابحث عن إيران

من جهته، رأى الخبير السياسي، محمود القيسي، أنّ "قضية تواجد القوات التركيّة في العراق أصبحت حرجة للغاية بالنسبة للعبادي".

وقال القيسي لـ"العربي الجديد" إنّه "على الرغم من أنّ وجود القوات التركيّة في العراق ليس جديدا، وأنّه تم باتفاق مع حكومة العبادي، إلّا أنّ جهات سياسيّة داخل التحالف الوطني أججت الموضوع، ضمن سياق مؤامراتها لإسقاط الحكومة".

وأضاف: "الموضوع تفاقم بشكل كبير وأصبح حرجا للعبادي، خصوصا بعد دخول الحشد الشعبي على الساحة، ما ينذر بضرب المصالح التركية في العراق، ويدفع باتجاه المواجهة العسكريّة"، مبينا أنّ "العبادي يحاول إرضاء التحالف الوطني من خلال توجيهه الطيران العراقي بأن يكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن أرض الوطن".

وأشار إلى أنّ "التحالف الوطني ينظر إلى تركيا بعين العدائية، ولا يوجد أيّ توافق معها من قبله ولا أيّ مرونة، بسبب ارتباط التحالف بإيران والتي تملي أجندتها على التحالف كيفما تشاء".

وأكّد أنّ "الموضوع أخذ أبعادا خطيرة للغاية، ويتجه نحو التصعيد الذي ينذر بمواجهة عسكريّة قد يفرضها التحالف الوطني على العبادي، الأمر الذي دفع العبادي إلى محاولة تلافي الموقف من خلال التفاوض مع أنقرة دبلوماسيّا".

اقرأ أيضا: واشنطن تبحث مع العبادي توسيع دورها العسكري في العراق

وشدّد على أنّه "في حال تمسّك أنقرة بالاتفاق السابق على وجود قواتها وعدم سحبها ولو مؤقتا، فإن الأزمة قد تخرج عن نطاق السيطرة".

بدوره، انتقد زعيم ائتلاف الوطنيّة، إياد علاوي، "تصعيد اللهجة في الأزمة مع تركيا قبل استنفاد الوسائل الدبلوماسيّة".

وقال علاوي في بيان صحافي، إنّ "لغة التشدّد والتشنّج في التعامل مع هذا الموضوع غير صحيحة، ويجب أن تراعى فيها مصالح العراق العليا"، داعيا إلى "ضبط النفس من قبل جميع الأطراف واعتماد القنوات الدبلوماسيّة للتوصّل إلى حل مرضٍ".

يشار إلى أنّ كتل التحالف الوطني صعّدت من موقفها تجاه تركيا، على خلفيّة وجود قواتها العسكريّة في العراق، فيما لوّحت بالتصعيد واللجوء إلى خيارات عدّة في حال عدم سحب تلك القوات.

المساهمون