سورية:"داعش" يعلن صده هجمات النظام..وأنباء عن تسوية بين الطرفين

سورية:"داعش" يعلن صده هجمات النظام..وأنباء عن تسوية بين الطرفين

06 ديسمبر 2015
عنصر من المعارضة السورية يصد هجمات لـ"داعش" على مواقعها(الأناضول)
+ الخط -
 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أن مقاتليه تمكنوا من التصدي لهجوم جديد، شنته قوات النظام السوري اليوم، الأحد، على مناطق سيطرة التنظيم في محيط مدينة القريتين، جنوب شرق مدينة حمص، في الوقت الذي استهدف فيه التنظيم حاجزاً لقوات المعارضة السورية بريف حلب الشمالي، بعد التقدم الذي أحرزته قوات المعارضة على التنظيم في المنطقة خلال الأيام الأخيرة.

ويأتي إعلان تنظيم "داعش" عن معاركه مع النظام السوري، في ظل تسارع وتيرة أخبار تفيد بوجود اتفاق بين هذا الأخير، وعناصر التنظيم بدمشق، أفرزت المفاوضات عن سحب مقاتليهم من جنوب العاصمة إلى مدينة الرقة.

وقال الناشط، حسن الدوماني، لـ"العربي الجديد"، إن اشتباكات عنيفة دارت منذ ظهر اليوم، الأحد، في منطقة التلال الجبلية، بين بلدة مهين، التي يسيطر عليها النظام السوري جنوب حمص، ومدينة القريتين، التي يسيطر عليها "داعش" إلى الشرق منها. ولفت الدوماني إلى أن قوات النظام لم تتمكن من تحقيق تقدم يذكر في المنطقة، بالرغم من الغارات الكثيفة التي شنتها طائرات في المنطقة، يعتقد أنها روسية.

وذكرت وكالة "أعماق" الإخبارية التابعة لتنظيم "داعش" أن عناصر التنظيم "تصدوا لرتل تابع لقوات النظام حاول التقدم في المنطقة، بعد استهدافه بعملية تفجيرية كبيرة ضربت مجموعة من الدبابات وناقلات جند على التلال الممتدة بين مهين والقريتين، وتلاها عملية التفاف عكسية لعناصر التنظيم انتهت باستيلائهم على دبابتين، ومقتل 20 عنصراً من قوات الأسد، في هذا المحور"، بحسب "أعماق".

وأما على محور تلال الرميلة، (شمال غربي مدينة القريتين)، فقد دارت اشتباكات عنيفة قتل فيها 15 عنصراً من قوات النظام، والتي تراجعت إلى مواقعها مع غروب الشمس، حسب ما ذكر نفس المصدر.

اقرأ أيضاً: إحصائية: آلاف الصواريخ والبراميل على حماة وإدلب الشهر الماضي

إلى ذلك أعلن لواء السلطان مراد، التابع للجيش السوري الحر شمال حلب، عن تمكن عناصره من تفجير عربة مفخخة يقودها انتحاري تابع لتنظيم "داعش"، على مدخل قرية الخربة بريف حلب الشمالي، وأشار اللواء في بيان نشر على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن "الانتحاري اتجه إلى القرية التي سيطرت عليها قوات المعارضة منذ يومين، والواقعة قرب الحدود التركية بسرعة كبيرة جداً، لتنفجر بالقرب من نقاط المعارضة، مما أدى لمقتل وإصابة عدد من عناصر قوات المعارضة إثر التفجير".

وعن الأنباء حول التسويات، التي تمت بين النظام السوري وعناصر "داعش"، أفادت مصادر معارضة من جنوب دمشق، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "هناك أحاديث عن قيام كوادر التنظيم في الحجر الأسود بجنوب دمشق، بالاستعداد للانتقال إلى مدينة الرقة، جراء اتفاق يبدو على أنه في مراحله الأخيرة"، مبينة أن "التنظيم يقوم بجمع أسماء الراغبين بالانتقال إلى الرقة إلى جانب مقاتليه من المدنيين المقيمين في جنوب دمشق".

وقالت المصادر ذاتها إن "المعلومات الأولية تفيد بأن عملية نقل مقاتلي التنظيم سوف تتم على ثلاثة مراحل، الأولى ستقتصر على الجرحى ومصابي المعارك، الذين يقدر عددهم بنحو 50 شخصاً، والمرحلة الثانية ستشمل عائلات مقاتلي التنظيم والمدنيين الراغبين بالانتقال، أما المرحلة الثالثة فستكون هي عملية نقل المقاتلين أنفسهم". 

ولفتت المصادر إلى أن "التنظيم بدأ في جنوب دمشق، بعرض الفائض لديه من مواد غذائية وغيرها للبيع، في حين يكثر الحديث بين عناصر التنظيم عن قرب موعد تطبيق الاتفاق".

وحول من سيحل مكان التنظيم في منطقة الحجر الأسود، أوضحت مصادر "العربي الجديد" أنه "من غير الواضح من سيحل مكان التنظيم إلى الآن، فهناك من يقول إن التنظيم سيسلم مواقعه للمدنيين المقيمين في الحي، وآخرون يقولون إن المقاتلين الذين لجأوا إلى جنوب دمشق من مناطق، كالسيدة زينب والبويضة، وغيرهما من المناطق التي سيطر عليها النظام سابقا، سيتم وضعهم في مناطق التنظيم، وقد يكون أيضاً لتنظيم جبهة النصرة حصة من الحي".

وتحدثت المصادر عن أن "خروج (داعش) من جنوب دمشق سيكون له أثر اقتصادي وعسكري كبير فيه، حيث أن أكثر من 200 مليون ليرة سورية تتداول شهرياً (أكثر من 915 ألف دولار أميركي) عبر تجار مرتبطين بالنظام، الأمر الذي ينشط الدورة الاقتصادية في جنوب دمشق، فهو يشتري كافة الفوائض من المواد الغذائية، ويدخل أيضاً ما يحتاج إليه عبر التجار ذاتهم".

وتتابع  المصادر ذاتها: "خروج (داعش) اليوم من جنوب دمشق، سيجعل باقي الفصائل أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الرحيل أيضاً إلى إدلب، ضمن اتفاق يشابه الاتفاقات التي تجري اليوم، أو فتح معركة جديدة مع النظام، وهذا ليس مطروحاً اليوم، مع تجفيف مصادر الدعم التي وصلت إلى أدنى مستوى خلال العامين الماضيين، الأمر الذي ساهم في أن يتحول تنظيم (داعش) إلى أكبر فصيل مسلح في جنوب دمشق من حيث العدد والعتاد".

اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تخوض معارك عنيفة لاستعادة برج زاهية باللاذقية