الانتخابات المصرية: الإحباط يخيّم على النظام والمرشحين

الانتخابات المصرية: الإحباط يخيّم على النظام والمرشحين

القاهرة

العربي الجديد

العربي الجديد
02 ديسمبر 2015
+ الخط -


استمر ضعف إقبال الناخبين في اليوم الثاني والأخير، من المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب التي جرت في 13 محافظة مصرية، حيث شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، ضعفاً في التوجه لصناديق الاقتراع.

وخلت اللجان من الأهالي، على الرغم من التوقعات التي قالت إن العدد سيكون أكبر من اليوم السابق.

وأضفى عزوف الناخبين عن النزول حالة من الإحباط لدى النظام والمرشحين، رغم انتشار الرشاوى والدعاية بكل أنواعها، لكن العزوف كان سيد الموقف أمام كافة اللجان، خاصة الشباب الذين يشكلون أغلبية السكان عن المشاركة، على النقيض من الطوابير الطويلة والحماس الكبير الذي أبداه المصريون في آخر انتخابات برلمانية أجريت في أواخر 2011 ومطلع 2012.

وأرجع شباب عزوفهم عن التصويت، إلى أن صوتهم لن يُحدث فارقاً في نظام ما بعد الانقلاب، وبرلمان مرسوم سلفاً، ونواب لا يعرفون عنهم شيئاً، واستمرار التضييق على الحريات، وخنق الديمقراطية، ووسط الإقبال المتواضع واختفاء تام لفئة من الشباب، ومشاركة ضعيفة من كبار السن والسيدات، انتصرت حملات المقاطعة على عملية الاقتراع بانتخابات العسكر.

كما تشير الدلائل إلى أن البرلمان المقبل سيأتي مؤيدا للرئيس عبد الفتاح السيسي، ويضم وجوهاً من عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وشهدت اللجان، رشاوى انتخابية على كل نوع، سواء توزيع الأموال، وكروت شحن موبايل، وتوزيع أجهزة كهربائية، وملابس، سواء في المرحلة الأولى أو الثانية.

وقال عدد من المراقبين إن المرحلة الثانية لا تختلف كثيراً عن المرحلة الأولى في ضعف الإقبال بين الضعيف والمتدني، وإن الناخبين يفضلون الذهاب إلى عملهم بدلاً من برلمان "لا قيمة له من وجهة نظرهم".

اقرأ أيضاً: شراء الأصوات يسيطر على اليوم الثاني من الانتخابات المصرية

ورصد "التحالف المصري لمراقبة الانتخابات" الذي يضم 128 منظمة حقوقية، في تقرير، مخالفات، خلال جولة الإعادة في المرحلة الثانية والأخيرة.

أبرز هذه المخالفات، تأخر فتح اللجان، وضعف الإقبال على صناديق الاقتراع، وخرق الضوابط الانتخابية، وانتشار الرشاوى الانتخابية أمام اللجان، وتوجيه الناخبين للتصويت لصالح شخص معين، ووجود ورقة دوّارة أمام عدد من اللجان.

وكشف التقرير أن "نسبة من أدلوا بأصواتهم في المرحلة الثانية لا تتجاوز 2,27% من بين أكثر من 28 مليون مواطن لهم حق التصويت، وإن ضعف المشاركة الشعبية يعكس أن الشعب المصري أدار ظهره للعملية السياسية بأكملها، وأنه قد يسفر ذلك عن عملية اقتراع مشوهة".

كذلك، عبر عدد من الشباب، لـ"العربي الجديد"، عن رفضهم التام لتلك الانتخابات، واصفين إياها بأنها "مسرحية هزلية".

وقال أحد هؤلاء الشباب، إن "الاستحقاقات الانتخابية تحولت إلى مسرحية، وإن أصواتهم لا قيمة لها، وإن النظام يفعل ما يريده"، فيما قالت شابة مقاطعة للانتخابات: "لا أحد يصدق بجدية الانتخابات الهزلية التي تحدث الآن. نحن ننأى بأنفسنا عن المشاركة في مثل هذا الهزل".

واعتبر شاب ثالث، أن "هذا نظام انقلابي، جاء على الدبابة والسلاح، ويرأسه انقلابي لا يعنيه سوى قتل الشباب"، متسائلاً "أين الشباب إما تمت تصفيتهم أو في السجون"، وقال شخص آخر صوت من أجل إبطال صوتي فقط".

وبرر شاب آخر عدم مشاركته في الانتخابات البرلمانية، بالقول: "أغلب المرشحين مش نافعين.. وليست لديهم برامج انتخابية.. وماشيين على الرشاوى لشراء أصواتنا"، وقال شاب آخر: الشباب لا يعلمون عن المرشحين الذي ترشحوا في دوائرهم شيئاً، لأن الإعلام ركز على المشاهير فقط، وقالت فتاة أرفض المشاركة في ظل سياسة القمع وحبس الشباب داخل السجون.

اقرأ أيضاً:مصر: فضائح تخرق صمت المرحلة الثانية من الانتخابات

ذات صلة

الصورة
المؤرخ أيمن فؤاد سيد (العربي الجديد)

منوعات

في حواره مع " العربي الجديد"، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إنه لا يستريح ولا يستكين أمام الآراء الشائعة، يبحث في ما قد قتل بحثاً لينتهي إلى خلاصات جديدة
الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.
الصورة

منوعات

تداول مصريون عبر منصات التواصل مقطعاً من خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، وصف فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن طريق الخطأ بأنه الرئيس المكسيكي.

المساهمون