شراء الأصوات يسيطر على اليوم الثاني من الانتخابات المصرية

شراء الأصوات يسيطر على اليوم الثاني من الانتخابات المصرية

23 نوفمبر 2015
إقبال ضعيف خلال الجولة الثانية من الانتخابات (العربي الجديد)
+ الخط -
مع بداية اليوم الثاني من المرحلة الثانية والأخيرة لانتخابات مجلس النواب في مصر، والتي جرت في 13 محافظة اليوم الاثنين، انتشرت ظاهرة شراء الأصوات في عدد كثير من اللجان الانتخابية علناً دون منعها من أي جهة مسؤولة، حيث تجاوز سعر الصوت أكثر من 800 جنيه، وهناك توقعات بزيادة سعر الصوت الانتخابي مع اقتراب نهاية اليوم، من أجل جذب أكبر عدد ممكن من المواطنين، بسبب عزوف الكثير عن الإدلاء بأصواتهم.

وكثف عدد كبير من أنصار المرشحين تواجدهم في القرى والأرياف والمناطق الشعبية بعدد كبير من المحافظات لحث الأهالي خاصة الفقراء ومحتاجي المال على التوجه إلى صناديق الاقتراع، خلال اليوم الأخير، وهناك الكثير من أنصار المرشحين قاموا بالطرق على أبواب الأهالي في القرى لحثهم على النزول، بعد انتهاء عملهم اليومي، حيث يعمل عدد كبير منهم في القطاع الخاص ومنهم من هو عامل بالأجرة.

وتعد دائرة الزاوية والشرابية من أكثر مناطق القاهرة فقراً التي انتشرت بها عمليات شراء الأصوات، بينما استعان العديد منهم بالميكروباصات لنقل الناخبين لمقر اللجان، وكشف أحد المرشحين في دائرة منشأة ناصر والجمالية، أن الصوت وصل لـ300 جنيه في دائرته، ووصل إيجار التوك توك في منطقة المعادي جنوب القاهرة خلال الساعة الواحدة إلى 100 جنيه يدفعها المرشح، مقابل القيام بتوصيل السيدات أو كبار السن ما بين منازلهم ولجانهم الانتخابية لصالح أحد المرشحين، في المقابل قام أحد المرشحين بنفس الدائرة بتوفير سيارات سياحية مكيفة خاصة به، لنقل الناخبين لمقر اللجان الانتخابية.

واتهم المرشح المستقل عن دائرة دار السلام، إبراهيم أمين أباظة، أثناء تفقده مقرات اللجان الانتخابية منافسه، تيسير مطر، بشراء أصوات الناخبين مقابل 300 جنيه للصوت الواحد مع بداية اليوم، متوقعاً زيادة المبلغ مع نهاية اليوم، مهدداً برفع مذكرة مع عدد المرشحين إلى اللجنة العليا للانتخابات لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المخالفين.

اقرأ أيضا: انتخابات مصر: مواطن يشكو وفاته وأصوات بأسعار متفاوتة

فيما شهدت منطقة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية تجاوزات بالجملة، حيث الرشى الانتخابية وتوجيه الناخبين من أمام أو بالقرب من اللجان، وشهدت الدائرة قيام مرشح أحد الأحزاب بتوزيع رشاوى انتخابية وصل سعر الصوت إلى 200 جنيه، حسبما أكد بعض الناخبين بلجنة السلام الابتدائية 2، كما أكد بعضهم أن أنصار مرشح آخر مستقل لمحافظة بجانب استخدام المال لديه عدد من البلطجية بتوجيه الأهالي من خلال توزيع ورقة عليها بيانات واسم المرشح المذكور والدخول بها إلى لجان التصويت.

وانتشرت ظاهرة شراء الأصوات خلال اليوم الثاني والأخير في عدد كبير من محافظات الدلتا، خاصة في الإسماعيلية وبورسعيد والسويس والدقهلية وكفر الشيخ والشرقية والغربية، في ظل عزوف كامل عن اللجان الانتخابية في التوجه لصناديق الاقتراع، الأمر الذي دفع عددا من الشباب إلى التصدي لتلك الظاهرة بالوقوف لعدد من أنصار المرشحين خاصة في القرى ورفضهم شراء عَوَز الناس بالمال، مما أدى إلى وجود احتكاكات بين الطرفين، كما حدث في الدقهلية والشرقية.

وبعيداً عن شراء الأصوات بالمال، انتشرت أيضاً ظاهرة توزيع الوجبات الغذائية أمام الدوائر الانتخابية لاستقطاب الناخبين خاصة في المناطق المجاورة لعدد من اللجان الانتخابية، وكانت عدد من السيارات تقوم بجلب كميات من الأطعمة الجاهزة لصالح عدد من المرشحين.

من جانبها، فإن الغرفة المركزية بمجلس الوزراء لمتابعة الانتخابات البرلمانية، رصدت عمليات شراء الأصوات الانتخابية سواء أمام اللجان أو في مناطق بعيدة عن صناديق الاقتراع، من خلال اللجان والشخصيات التي كانت تقوم بالمرور على اللجان أو من خلال إبلاغ أجهزة الأمن التابعة لمجلس الوزراء بشراء الأصوات دون أي تحرك من الجهات المسئولة.

وفي سياق متصل قالت مؤسسة "ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان" إن مرشحي حزب النور والمصريين الأحرار ورجال الأعمال هم من أكثر الجهات التي قامت بشراء أصوات عدد من المواطنين خلال الساعات الماضية، الأمر الذي أثر سلباً على باقي المرشحين، مؤكدة في تقرير لها أن المرحلة الثانية مثل المرحلة الأولى شابها الكثير من المخالفات أبرزها كسر الصمت الانتخابي والرشى الانتخابية، التي انتشرت بطريقة فجة.

اقرأ أيضا: مصر: التحقيق في بلاغ يتهم أبو الفتوح بإهانة السيسي

دلالات

المساهمون