فيينا3 السبت: صراع جدولَي أعمال لترجمة خسائر النظام سياسياً

فيينا3 السبت: صراع جدولَي أعمال لترجمة خسائر النظام سياسياً

11 نوفمبر 2015
التطورات الميدانية ستترجم سياسياً على طاولة المفاوضات(بريندان سيميالوسكي/فرانس برس)
+ الخط -
يسجل الملف السوري موعداً جديداً ينتظر أن يكون مهماً يوم السبت المقبل في العاصمة النمساوية فيينا، عندما يجتمع الأطراف الدوليون المعنيون بالحرب، في ما بات يعرف بلقاء "فيينا3"، استكمالاً للقاء الذي جمعهم قبل أسبوعين في فندق إمبريال في المدينة نفسها بلا حضور أي طرف سوري.

تختلف جداول أعمال معسكري رعاة نظام بشار الأسد وحاضني الثورة. وسبق أن كشف مصدر عربي معني مباشرة بلقاءات فيينا، لـ"العربي الجديد"، أن الثلاثي السعودي القطري ــ التركي يحمل في جعبته ثلاث نقاط حصراً للقاء السبت المقبل: أولاً مناقشة رحيل الأسد، ثانياً: الآلية التنفيذية لبدء تنفيذ خطة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، وثالثاً بند خروج القوات الأجنبية من سورية.

اقرأ أيضاً: 15 يوماً سورياً حاسماً... وواشنطن أقرب إلى الوسيط

لكن في المقابل، تسعى موسكو وإيران لحسم لائحتين قبل فيينا؛ أولاهما لائحة بالتنظيمات العسكرية التي تصنف كتنظيمات "إرهابية" وهو ما أعاد التأكيد عليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الثلاثاء، ولائحة أخرى تتعلق بالوفد المفاوض من المعارضة الذي طالب المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي بضرورة مشاركته خلال المباحثات المقبلة، من دون ترجيح حصول ذلك لأن الأمر يستوجب مشاركة النظام أيضاً، وهو ما يرفضه معسكر الثلاثي الاقليمي الحاضن للثورة، متمسكاً بالإنجازات العسكرية التي حققتها الفصائل المعارضة على الأرض بين فيينا2 واليوم، وهي التي "سيكون لها الترجمة المباشرة سياسياً على طاولة المفاوضات" بحسب مصدر عربي رفيع المستوى تحدث لـ"العربي الجديد".

قبل بدء المباحثات، تبدو الأطراف منهمكة في حصول حلفائها المنقسمين إلى طرفين على مكاسب عسكرية ترجح كفتهم وتقوي شوكتهم خلال المباحثات المقبلة. ويجمع بعض المحللين على أن بيان جنيف يحتمل تأويلات عدة ولذلك لن يتم نسف هذا البيان وإنما سيتم اختيار صيغة منه لاعتمادها.
ووسط ذلك كله، بدأ الخلاف يسخن بين حليفي النظام السوري روسيا وإيران على مكاسب ومصالح كل واحد منهما خلال المباحثات، وهذا ما قد يضعف موقفهما ويقوي الطرف الآخر الذي يبدو أكثر صلابة.
ويقول مصدر من داخل المعارضة السورية لـ"العربي الجديد" إن روسيا هي من تدفع بهذا الاتجاه لفشلها في تحقيق أي تقدم عسكري على الأرض بعد حوالي شهر ونصف الشهر على تدخلها العسكري المباشر، ومشاركة طائرات النظام السوري بقصف مناطق المعارضة والتغاضي عن مناطق تنظيم "داعش"، موضحاً أن هذا ما يفسر تخفيف الغارات الجوية الروسية في الفترة الأخيرة.
ووفقاً للمصدر نفسه، فإن "روسيا بدأت تشعر بما اقترفت يداها من خطأ عندما أقدمت على التدخل عسكرياً في سورية، وهذا ما يجعلها تدفع تكاليف إضافية إلى جانب التكاليف التي تدفعها في أوكرانيا، ويأتي ذلك في ظل تدهور اقتصادي تعيشه روسيا هو الأسوأ منذ 13 عاماً".

ويكشف المصدر لـ"العربي الجديد" عن وصول دفعات أسلحة متطورة للمعارضة السورية بكميات كبيرة جداً، من أجل إفشال الحملة الروسية وعدم السماح لها بالتقدم على حساب المعارضة. وبحسب المصدر، فإن "هذا ما سيضعف موقف روسيا خلال المباحثات، وهو ما تظهر نتائجه بوضوح في الخسائر غير المسبوقة للنظام وجيوشه الحليفة في جبهات حماة وحمص وحلب حتى". ويشير المصدر إلى أنه "إذا تم وقف إطلاق النار فسيكون على حساب تنازلات تقدمها روسيا خلال المفاوضات، وغالباً ستكون من حصة مدة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة".

من جهتها، تشدد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، سهير الأتاسي، في تصريح لـ"العربي الجديد" على "أن المعارضة السورية لن تقبل ببقاء بشار الأسد في أي مرحلة انتقالية أو في مستقبل سورية"، مؤكدة على "ضرورة محاسبته على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها بحق الشعب السوري على مدار السنوات الخمس الماضية".
ويضع كثيرون ما انتشر في الآونة الأخيرة من مقاطع فيديو تظهر تدريبات عسكرية للمعارضة السورية على الأعمال القتالية والأسلحة، فضلاً عن الصور التي تظهر حصول المعارضة على أسلحة أميركية الصنع متطورة وحديثة، تحت مسمى "جيش سورية الجديدة" في خانة التصعيد العسكري الذي تدعمه دول إقليمية ضد نظام الأسد ورعاته الروس والإيرانيين. وتوحي المشاهد بأن المتدربين هم خارج الأراضي السورية، ويتبنى هذا التشكيل العسكري علم الثورة السورية ويسعى لمقاتلة تنظيم "داعش" وتجنب ذكر مقاتلة النظام السوري.
ومن خلال المقابلات مع المجندين، تم التعرف على بعض القادة وهم يعودون لتشكيل عسكري كان يقاتل في مدينة دير الزور تحت مسمى "جبهة الأصالة والتنمية"، والذي خرج عقب دخول تنظيم "داعش" إلى المدينة لينتقل إلى القتال أولاً على جبهة القلمون ومن ثم انتقل إلى جبهة درعا.
وفي تصريح خاص لأحد القادة الميدانيين المقرب من "جبهة الأصالة والتنمية" في السابق أوضح لـ العربي الجديد" أن "مقاتلي جبهة الأصالة والتنمية حصلوا على تدريب في إحدى الدول العربية وتم تجهيزهم لإقحامهم في المعارك الدائرة في الشمال السوري".

اقرأ أيضاً: اجتماعات فيينا .. تلازم المسارين السياسي والعسكري في سورية