صحف إسرائيلية: لقاء أوباما نتنياهو تجاوُز توتر متوقّع

صحف إسرائيلية: لقاء أوباما نتنياهو تجاوُز توتر متوقّع

10 نوفمبر 2015
الرجلان التزما بتعليمات مستشاريهما (فرانس برس)
+ الخط -
أجمعت الصحف العبرية، اليوم الثلاثاء، على أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما، تمكنا في لقائهما أمس، من تجاوز التوتر الذي توقعت بعض وسائل الإعلام أن يسود اللقاء.

واعتبر الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أورلي أزولاي، أنّ "اللقاء كان عبارة عن مقابلة عمل اتّفق خلالها على تفاهمات للتعاون المشترك مستقبلاً بين واشنطن وتل أبيب، وعلى زيادة المساعدات الأمنية لإسرائيل، فيما ستمنح إسرائيل الفلسطينيين بعض التسهيلات للتخفيف وتهدئة الوضع على الأرض".

ونقل قول نتنياهو، إن هذا اللقاء كان من أفضل اللقاءات التي جمعته مع أوباما، مشيراً إلى تصريحات المصالحة التي تبادلها الطرفان، بتأكيد أوباما على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتصريحات نتنياهو بأنه ملتزم بحل الدولتين.

اقرأ أيضاًنتنياهو إلى واشنطن مع "مبادرات حسن نيّة" لا أكثر

ويرى أزولاي، أنّ نتنياهو تعلم الدرس من تجارب الماضي، وتمكن من امتصاص التوتر الذي كان مُتوقعاً من خلال إسماع البيت الأبيض التصريحات التي يود سماعها، وشكر أوباما على دعمه لأمن إسرائيل، لافتاً في الوقت نفسه، إلى أنّ أوباما لا يصدق بأن حل الدولتين الذي تعهد به نتنياهو سيطبق في فترته كرئيس، لكن كان يهمه سماع ذلك التصريح، كما أنه بخلاف ما بدا من تصريحات أمام الإعلام فإن البيت الأبيض لم ينسَ لنتنياهو مواقف سابقة، لكن الطرفين التزما بتعليمات مستشاريهما.

أمّا صحيفة "يسرائيل هيوم" المُقربة من نتنياهو، فأبدت شماتة كبيرة بالمحللين الإسرائيليين، الذين قالوا قبل اللقاء إنّه سيكون مشوباً بالتوتر. وتحت عنوان "وعدوا بفيلم رعب- فكانت النهاية جيدة"، كتب بوعاز بوسموط، أن اللقاء كان موضوعياً على الرغم من عدم توافق الزعيمين على كل القضايا، وأن المساعدات الأميركية لإسرائيل ستصل إلى 50 مليار دولار في غضون عقد من الزمان.

وبيّن أنّه بخلاف التوقعات كان اللقاء إيجابياً، مرجحاً أن السبب هو أنّ "كلا الزعيمين يدرك المشاكل الكبيرة في الشرق الأوسط (داعش، سورية، العراق والكثير من الإرهاب)، وأن الإرادة المشتركة والمصالح المشتركة تتطلب استقرار المنطقة".

وفي السياق ذاته، كتب في الصحيفة نفسها حاييم شين، مقالاً بعنوان "خاب أمل المحللين، كثيراً"، مُشيراً إلى أن "أوباما خيّب ظن كبار المحللين في القناة الثانية، المعروفين بمواقفهم وتوجهاتهم"، مُستدركاً "الرئيس الأميركي يعمل وفق ما يخدم المصلحة الأميركية وهو ليس في خدمة الإعلام الإسرائيلي".

وأضاف الكاتب: "كان المحللون يطمحون وحتى يأملون، أن يمكنهم اللقاء بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء، من النشر حول تمزق خطير في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وكعادتهم أرادوا إلقاء اللوم على نتنياهو وتحميله مسؤولية الأزمة".

وفي صحيفة "هآرتس" اختار المُحلل السياسي عاموس هارئيل عنوان "الخلاف على حدة والمال على حدة"، قائلاً إنّه "على الرغم من التوتر الواضح، فإنّه منذ اللحظة التي رفع فيها نتنياهو يديه عن مقاومة اتفاق النووي الإيراني، التزم الرئيس الأميركي بزيادة المساعدات لإسرائيل"، معتبراً أنّ "النقاش الأهم حول مستقبل الجيش الإسرائيلي، جرى في واشنطن، على الرغم من أن الرجلين لم يتوصلا إلى اتفاق حول حجم المساعدات الأمنية الأميركية لإسرائيل".

ولفت هارئيل، إلى أن من أسباب ذلك، التزام الولايات المتحدة لإسرائيل، ودعم التحالف الاستراتيجي معها، وخشية الديمقراطيين من خسارة مصوتين ومتبرعين يهود في الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد نحو عام.

ورجّح أن التباين في المواقف سيتركز الآن حول العملية السلمية مع الفلسطينيين، واحتمالات "وضع حد للعنف الذي تشهده المناطق الفلسطينية، من خلال إحياء العلاقات الدبلوماسية، فعلياً لا رمزيا".

اقرأ أيضاً: هدية أوباما لإسرائيل