‏"فورين بوليسي": روسيا تكرر نفس أخطاء الحرب الباردة بسورية

‏"فورين بوليسي": روسيا تكرر نفس أخطاء الحرب الباردة بسورية

07 أكتوبر 2015
سورية قد تكون بداية نهاية عصر بوتين (فرانس برس)
+ الخط -
أوضح مقال لمجلة "فورين بوليسي" أنّ روسيا تتجه نحو تكرار أخطاء الحرب الباردة داخل سورية، مشيراً إلى أنه في العام 1957 تدخلت ‏مصر، بصفتها حليفاً للاتحاد السوفياتي، في الشؤون السياسية المعقدة لسورية، لكن الأمور تطورت على نحو سلبي.

وتساءل ‏المقال عن الأسباب التي تجعل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعتقد في الوقت الحالي أن الأمور تسير على نحو مختلف؟


مقال المجلة الأميركية أوضح أن الروس عادوا إلى سورية من بوابة اللاذقية، وقاموا بإرسال عدد من الطائرات الحربية إلى ‏قاعدة عسكرية هناك، ومنصات صورايخ لحماية تلك المقاتلات الجوية، وطائرات بدون طيار للمراقبة، ومروحيات للشحن وشن ‏الهجمات، فضلاً عن عدد من الوحدات البرية.

ولفت المقال إلى أن هذا الأمر لا يكتسب فحسب طابعاً رمزياً، موضحاً أن بوتين ‏يقول للدول التي تدعم المعارضة السورية بأنه لن يسمح بسقوط نظام بشار الأسد، وبأنه على الدول المعنية أن تنتظر طويلاً قبل ‏تحقق ذلك. في المقابل، أشار المقال إلى أن موسكو تسعى لحماية مصالحها الاستراتيجية بسورية، وكذا ضمان دور محوري لها ‏في أي تسوية للملف السوري قد تتحقق في المستقبل.‏

وقال المقال إن موسكو تحاكي في الوقت الراهن ما قامت به مصر في العام 1957، وذلك عبر أخذ زمام المبادرة، وفرض وحدات ‏برية بسورية، ودعم نظام بشار الأسد، وضمان المصالح الاستراتيجية لروسيا بالشرق الأوسط.

المقال أبرز أن الرئيس المصري ‏الراحل، جمال عبد الناصر، استوعب الدرس بأن تدخله بسورية كان كارثياً، فبعدما "أنقذ" سورية (من مؤامرة أميركية)، اضطر ‏مجبراً للموافقة على نشأة الجمهورية العربية المتحدة، بيد أن هذا الاتحاد لم يصمد طويلاً، ما جعل بريق التيار الناصري يخفت، ‏وأدى لتعميق الخلافات بين البلدان العربية، حسب ما ورد في المقال.‏

وخلص المقال إلى أن تدخل بوتين بسورية قد تكون نتائجه مشابهة للنصر باهظ الثمن الذي حققته مصر في 1957، أو الامتداد ‏المفاجئ للاتحاد السوفياتي لنشر النفوذ بالمنطقة أواخر الخمسينات من القرن الماضي، والذي رافقه ارتفاع كبير في المصاعب ‏المرتبطة بالسياسية الخارجية للروس.‏

ولفت المقال إلى أنه لو عدنا بالتاريخ خمسين عاماً للوراء، كان المؤرخون سيحددون التدخل الروسي الحالي بسورية كنقطة بداية ‏نهاية عصر بوتين، مثلما كان الحال في العام 1957، الذي شهد بداية نهاية التيار الناصري.‏

اقرأ أيضاً: النظام ألقى 1715 برميلاً متفجراً الشهر الماضي