استقالة ساعر تكرس زعامة "بيبي"... ملكاً لـ"الليكود" وإسرائيل

استقالة ساعر تكرس زعامة "بيبي"... ملكاً لـ"الليكود" وإسرائيل

17 سبتمبر 2014
خذلت كل الاستطلاعات ساعر (غالي تيبون/فرانس برس)
+ الخط -

جاء إعلان وزير الداخلية الإسرائيلي جدعون ساعر، عن اعتزاله الحياة السياسية والاستقالة من منصبه بعد الأعياد اليهودية، والتفرّغ لأمور عائلته، بمثابة هدية من السماء لم يتوقعها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من الوزير الذي حصل في الانتخابات الأخيرة والتي سبقتها على المركز الأول في الانتخابات الداخلية لحزب "الليكود"، بعد أن كانت توقعات المراقبين ومتابعي الشؤون الحزبية تشير إلى احتمالات قيام ساعر بمنافسة نتنياهو على زعامة الحزب.

وإذا أضيف قرار الاستقالة والانسحاب من الحياة العامة الذي أعلنه ساعر بشكل مفاجئ إلى الأنباء التي تحدثت عن "ابتعاد" الوزير الآخر في "الليكود"، الذي يعارض نتنياهو بشكل مثابر ويحظى بتأييد أوساط داخله، وهو الوزير جلعاد أردان، عبر اقتراب موعد تعيينه سفيراً في الولايات المتحدة، فإن ذلك يترك نتنياهو ليس فقط صاحب أفضل حظ في تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وإنما أيضاً زعيم بلا منازع داخل "الليكود"، باستثناء الضجيج الذي يثيره من حين إلى آخر، نائب وزير الدفاع السابق داني دانون، ورئيسة لجنة الداخلية ميريت ريجف.

ويبدو أن قرار ساعر اليوم، لم يأت من فراغ بل من قراءة صحيحة للاستطلاعات الإسرائيلية الأخيرة التي لم يتمكن فيها أي مرشح أو سياسي إسرائيلي من تخطي نسبة 15 في المئة من التأييد لمنصب رئاسة الحكومة، فيما حصل نتنياهو، حتى بعد انخفاض نسب التأييد له بعد العدوان، في آخر استطلاع قبل ثلاثة أسابيع، على تأييد نحو 40 في المئة من الإسرائيليين، وهي نسبة لم يحصل عليها أي رئيس حكومة سابق في إسرائيل باستثناء دافيد بن غوريون ومناحيم بيغن.

ويعني قرار ساعر اليوم أن الساحة في "الليكود" أولاً، ستبقى مفتوحة أمام نتنياهو دون أي منافس داخلي، لكنها قد تشجع وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، على تركيز حملته الانتخابية المقبلة لحصد أكبر عدد من المقاعد، بغية الفوز برئاسة الحكومة، وإن كان هذا الأمر غير واقعي حالياً، استنادا إلى الاستطلاع الذي نشرته القناة العاشرة في مطلع الأسبوع، وذكرت فيه أن "الليكود" سيحصل على 26 مقعداً في أي انتخابات، وبقيادة نتنياهو، فيما سيحصل حزب ليبرمان على 14 مقعداً.

مع ذلك فإن إعلان ساعر لم يغلق الباب كلياً أمام عودته إلى السياسة وإن كان أعلن أنه يريد التفرغ لأسرته، إلا أنه صرح أيضاً بأنه يعتزم البقاء في "الليكود"، مما يعني أنه يريد "الاستراحة "حالياً، بانتظار فرصة مواتية، ربما بعد الانتخابات، خصوصاً أن الرجل لا يزال في مقتبل حياته السياسية "نسبياً".

المساهمون