انتفاضة القدس تتمدّد للضفة... ومحاولات لاستنساخ جريمة أبو خضير

انتفاضة القدس تتمدّد للضفة... ومحاولات لاستنساخ جريمة أبو خضير

05 يوليو 2014
المواجهات انتقلت إلى كل أنحاء القدس (باسيفك برس/Getty)
+ الخط -

لم تنتهِ فصول انتفاضة القدس المحتلة التي فجّرتها جريمة تعذيب وقتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، في ظل ما كشفه تشريح الجثة من وقائع جديدة عن التعذيب الذي مارسه المستوطنون على الشهيد. وفي حين شكل تشييع أبو خضير ذروة الغضب الفلسطيني، يوم الجمعة، فقد شهد ليل الجمعة ـ السبت تكراراً لمحاولات المستوطنين خطف المزيد من الفلسطينيين والاعتداء عليهم، خصوصاً في محيط منطقة القدس وبلدات الضفة الغربية المحتلة، وهو ما أدى إلى اتساع رقعة الغضب الفلسطيني ليصل إلى عدد كبير من بلدات الضفة الغربية المحتلة.

واختطف عدد من المستوطنين المتطرفين، منتصف ليل الجمعة ـ السبت، شاباً من قرية أوصرين جنوبي نابلس، واعتدوا عليه بالضرب المبرح بـ"البلطات"، قبل أن يلقوا به في منطقة نائية، بعد إصابته بجروح خطيرة.

واقتحمت سيارتان تابعتان للمستوطنين، القرية، ثم ترجل منها مستوطنون اختطفوا الشاب طارق زياد زهدي عديلي (22 عاماً)، من وسط البلدة، بعدما قاموا برشه بغاز ثم اقتادوه الى منطقة نائية قرب البلدة، واعتدوا عليه بالضرب المبرح بالبلطات ومن ثم نقلوه الى منطقة بعيدة عن القرية وتركوه ينزف.

وأكد عباس عديلي، وهو من أقرباء الضحية، لوكالة "معاً" الإخبارية الفلسطينية، أن الشاب استطاع أن يتصل بوالده عن طريق جهاز الجوال الذي بحوزته بصعوبة، ليخبره عن مكانه، فبدأ عدد من شبان القرية بالبحث عنه حتى وجدوه ينزف، ومن ثم جرى نقله عبر سيارة إسعاف الى مستشفى رفيديا الحكومي بمدينه نابلس.

وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الشاب طارق مصاب بعدة إصابات في جسده وخصوصاً برجله، نتيجة الاعتداء عليه بآلة حادة، وقد وصفت حالته بأنها حرجة. 

مواجهات القدس

وفي بلدة شعفاط، شمال القدس المحتلة، مسقط رأس الشهيد محمد أبو خضير، تجددت المواجهات، ليل الجمعة ـ السبت، كذلك الحال في البلدة القديمة ومعظم الأحياء المحيطة بها، ما أوقع إصابات واعتقالات في صفوف الشبان.

وأصيب، في وقت متأخر من ليل الجمعة، خمسة شبان فلسطينيين بالرصاص المطاطي للاحتلال، بينما اعتقلت وحدة من "المستعربين" ثمانية شبان في كمين نصبته لهم داخل البلدة، واعتدت عليهم بالضرب المبرح.

في المقابل، قام شبان من البلدة بتحطيم أعمدة الكهرباء الملحقة بالقطار الخفيف، بعدما حطموا وأحرقوا جميع محطات التوقف التابعة للقطار وسط البلدة في وقت سابق.

وفي مخيم شعفاط المجاور، اندلعت مواجهات واشتباكات بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال المتمركزين عند الحاجز العسكري القريب من المخيم، وردّ الجنود بإطلاق العيارات المطاطية بصورة عشوائية، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات.

إلى ذلك، أصيب أفراد من جيش الاحتلال بزجاجة حارقة ألقيت من سيارة مسرعة باتجاه جنود الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط، وتمكن الشبان من الفرار. واستطاع شبان آخرون إحراق "جيب" عسكري في المكان نفسه.

وشهدت بلدات وأحياء واد الجوز، والشياح، والصوانة، وعين اللوزة، في سلوان، وبيت حنينا، ومخيم قلنديا، وبلدة الرام، وأم طوبا، وصور باهر، في القدس المحتلة، مواجهات عنيفة واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي ضد المتظاهرين.

وفي البلدة القديمة في القدس، تصدت مجموعة من الشبان لمحاولة مستوطنين الاعتداء على مجموعة من المقدسيات لدى مرورهن وسط حارة الشرف، أو ما يعرف الآن بـ"الحي اليهودي".

واندلعت اشتباكات بين مستوطنين ومواطنين من حي جبل المكبّر، جنوبي البلدة القديمة من القدس المحتلة، بعدما ألقى المستوطنون الحجارة باتجاه سيارات المواطنين في الحي.

كما امتدت المواجهات إلى حي الصوانة، واندلعت اشتباكات بين مواطني الحي من جهة، وشرطة الاحتلال ومستوطنيها من جهة أخرى، بينما تصدى شبان في حي الثوري لاعتداء المستوطنين على منازل المواطنين في شارع الشهيد أسامة النتشة.

وفي سلوان، في القدس المحتلة، اعتدى جنود الاحتلال على مصور مركز "معلومات وادي حلوة"، أحمد صيام، قبل اعتقاله.

وقال محمود قراعين، وهو أحد العاملين في المركز، لـ"العربي الجديد"، إن صيام أصيب بأربع رصاصات مطاطية في أنحاء عدة من جسده، كما أصيب مدير المركز، جواد صيام، بعيار مطاطي خلال المواجهات المستمرة في البلدة.

بيد أن أعنف المواجهات كانت في بلدة الرام، شمالي القدس، حيث أفيد من قبل ضابط الإسعاف عطا جبر، بأن خمسة مواطنين أصيبوا في المواجهات المستمرة، بينهم مواطن أصيب بجروح خطيرة في العنق، وجرى نقلهم إلى مستشفى رام الله.

ووفقاً لضابط الإسعاف، فقد بلغ عدد الإصابات حتى الآن في المواجهات التي اندلعت، نحو 90 إصابة.

المستوطنون أحرقوا أبو خضير وهو على قيد الحياة
من جهة أخرى، كشف بيان للنائب العام الفلسطيني، محمد عبد الغني العويوي، أن تشريح جثة الشهيد محمد أبو خضير بيّن وجود مادة "شحبار" بمنطقة الرغامة (المجاري التنفسية) بالقصبات والقصيبات الهوائية في كلتا الرئتين، ما يدل على استنشاق هذه المادة أثناء الحرق وهو على قيد الحياة.

وأكد النائب العام "مشاركة الطرف الفلسطيني، من خلال الطب العدلي، بتكليف من النيابة العامة الفلسطينية لمدير معهد الطب العدلي صابر العالول، بإجراءات الصفة التشريحية على جثمان الشهيد الفتى محمد أبو خضير بمعهد أبو كبير، وتبين من النتائج الأولية الطبية، بأن السبب المباشر للوفاة هو الحروق النارية ومضاعفاتها".

وكشفت النتائج الأولية للتشريح بأن الحروق كانت مختلفة الدرجات من الدرجة الاولى حتى الرابعة بنسب متفاوتة بمساحة 90 في المئة من سطح الجسم.

واضاف النائب العام أن "منطقة الرأس للشهيد تعرضت لإصابة بجرح في الجانب الأيمن من فروة الرأس أدى الى تكدم في العضلة الصدغية اليمنى".

ولفت إلى أنه، وعلى ضوء النتائج الاولية السابقة، فقد تم أخذ عيّنات ومسحات من سوائل وأنسجة الجسم لفحصها مخبرياً ونسيجياً لغايات استكمال دراسة المعطيات الطبية، وصولاً الى تقرير طبي قضائي نهائي حسب الأصول.
وفجر اليوم، السبت، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي، في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية. واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص الحي على نطاق واسع، ما أدى إلى وقوع إصابات عديدة في الخليل ومحيطها.

وفي بيت لحم، أصيب ثلاثة شبان بالرصاص الحي ورصاص "التوتو"، المحرّم دولياً، وصفت جراح أحدهم بالخطيرة، فيما دهس مستوطن الفتى علاء موسى عبيات (١٧ عاماً)، من قرية كيسان، شرقي المدينة، وأصابه بجراح وصفت بالمستقرة.

في السياق، اقتحمت قوات الاحتلال قرية العساكرة، شرق بيت لحم، ودهمت عدداً من المنازل وقامت بتفتيشها، فيما اعتقلت الشبان يوسف عساكرة، والشقيقين عبد وعوض محمود عساكرة، واقتادتهم إلى جهة غير معلومة، واقتحمت أيضاً بلدة حوسان، غرب المدينة، ونصبت الحواجز على مداخلها، ودققت في هويات سائقي المركبات بعد اندلاع مواجهات عند المدخل الرئيسي.

المساهمون