ذوو أسرى الداخل يريدون التصديق ولا يجرؤون

ذوو أسرى الداخل يريدون التصديق ولا يجرؤون

01 ابريل 2014
أسرى فلسطينيون في طريقهم إلى الحرية عام 2005 (GETTY)
+ الخط -

لم تكن الساعات التي مرت حتى ظهر اليوم، الثلاثاء، على عائلات أسرى الداخل، خفيفة الوطأة، بل زادت من قلق العائلات على مصير أبنائها الأسرى، بفعل الحرب النفسية التي أدارتها إسرائيل بشأنهم، والتصريحات المتشددة التي كثفها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزراؤه في الأيام الأخيرة، قبل الإعلان، اليوم الثلاثاء، عن تقديم مقترحات جديدة من شأنها الإفراج عن أسرى الداخل الفلسطيني، وتفادي تهميشهم وإهمالهم كما حصل في المرات السابقة.

وقد تلقى أهالي الأسرى الأنباء عن الصفقة الجديدة بتفاؤل حذر للغاية، لكنهم لم يستطيعوا إخفاء مشاعرهم الميالة إلى الاقتناع بأن أبناءهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من الحرية.

وإذا كان أهالي الأسرى من الذكور قادرين على ضبط أعصابهم، وإبداء نوع من عدم التصديق، فإن الحال تختلف مع أمهات الأسرى، إذ يسيطر عليهن خليط من الأمل والخوف حول ما إذا كانت صفقة الدفعة الرابعة من الاسرى ستتم أم لا، وعما إن كانت ستشمل أبناءهن الذين بذلوا أعمارهم في سبيل فلسطين، وتأبى إسرائيل، في كل مرة، إلا اعتبارهم شأناً داخلياً، وبالتالي لا يحق للفلسطينيين المطالبة بهم. وضع مركّب يُشعِر الأمهات بأنهن على مرمى نبضة واحدة من سكتة قلبية، اذا ما كان الخبر الأخير سيُبقي أولادهن خارج احضانهن، على الرغم من وجود تأكيدات بأن الصفقة لن تتم من دون أسرى الداخل.
الحاجة فاطمة، والدة سمير السرساوي، الذي دخل عامه الـ 26 في الاسر، تحدثت لـ "العربي الجديد" عن مخاوفها قائلة إنه "رغم الأخبار التي يتم تناقلها، إلا أنني لن أطمئن إلا حين يرتمي ولدي في حضني. اشتقت كثيراً له، وأريد أن أراه وأن احتضنه قبل موتي".
وبصوتها الضعيف الذي شاخ تضيف: "آمل خيراً على الرغم من أننا غير متأكدين من شيء. آمل أن تصمم القيادة الفلسطينية على الافراج عن اسرى الداخل. أتمنى ان تحتضن جميع الأمهات اولادهن. مللنا الكلام ونحن في الانتظار بشوق لا يمكن وصفه".

أما أسعد الدقة، شقيق الأسير وليد الدقة، من باقة الغربية، فعلّق على الأنباء بتفاؤل، كاشفاً أنه يعمل منذ فترة على إعداد بيوت الأسرى عند تحريرهم.

واضاف أسعد الدقة أنه يعتقد أن الصفقة ستنجح هذه المرة، "لأن الأمر يتعلق بالثمن الذي ستتقاضاه إسرائيل/ وهو تحرير الجاسوس الإسرائيلي جونثان بولارد، وهذا ما فشلت إسرائيل طيلة الوقت في تحقيقه، وهذه هي المرة الأولى التي تسنح لها فرصة تحرير جاسوسها".

وأشار إلى أن الفرحة الدفينة في قلوب بعض اهالي الأسرى مردّها عدم رغبتهم في الانجرار وراء أنباء صحافية خوفاً من خيبة أمل جديدة، وخصوصاً أن أمهات الأسرى تقدّمْنَ في السن ولم يعدن يحتملنَ المزيد من الخيبات.