انتهاكات مستمرة بحق أهالي سيناء

انتهاكات مستمرة بحق أهالي سيناء

19 ديسمبر 2014
القبض على المواطنين من دون توجيه تهم(عبد رحيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -
 

تواصل قوات الجيش المصري قصف وهدم المنازل في محافظة شمال سيناء، فضلاً عن حملات للاعتقال العشوائي للمواطنين، سواء عبر كمائن أو من خلال مداهمات للمنازل.

وشنّت قوات الجيش حملة موسعة أخيراً، وتحديداً منذ الهجوم على حاجز كرم القواديس الأمني في مدينة العريش، والذي أسفر عن مقتل 30 عسكرياً إضافة إلى عدد مماثل من الإصابات، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتؤكد مصادر أهلية في مدينة الشيخ زويد أن عمليات الجيش تتواصل يومياً، وسط تطبيق حظر التجول والقبض على عدد كبير من المواطنين من دون توجيه تهم إليهم.

وتوضح المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها خوفاً من الملاحقات الأمنية، أن قوات الجيش تُعامل أهالي سيناء معاملة سيئة للغاية في الكمائن المنتشرة على الطريق الدولي الواصل بين رفح والعريش. وتشير إلى أن "الجيش يقوم بمداهمات للمنازل يومياً من دون سابق إنذار، أو مراعاة لحرمة البيوت، وهو أمر له طابع خاص في المجتمع السيناوي".

وأفادت صفحة عبر "فيسبوك" ترصد انتهاكات الجيش في سيناء، أن قوات الجيش قتلت شاباً وأصابت آخر من قبيلة الرميلات، يوم الخميس الماضي، في منطقة الدهنية جنوب شرق معبر رفح.

وفي سياق الانتهاكات المستمرة لقوات الجيش، تم تدمير منازل عدة تخص عائلة الحمادين التابعة لقبيلة السواركة في حي الترابين بمدينة الشيخ زويد. أما في قرية المقاطعة جنوب مدينة الشيخ زويد، فدمرت قوات الجيش 28 منزلاً بالكامل. وجرفت القوات مساحة 120 فداناً من أشجار الزيتون بقرية المقاطعة، فضلاً عن سرقة سبع رؤوس من الأغنام. كما دمّرت قوات الجيش ما تبقى من مسجد التوحيد في قرية المقاطعة، الذي قُصف قبل ذلك بالأباتشي.

ودوّت أصوات انفجارات وأعيرة نارية بشكل مكثف في مدينة الشيخ زويد، مساء الأربعاء، وسط ترجيحات بوجود اشتباكات بين عناصر مسلحة وقوات الجيش، خلال هجوم على كمائن تابعة للجيش.​

وفي سياق المواجهات الأمنية، تقول مصادر أخرى إن مسلحين تابعين لـ"ولاية سيناء"، أقاموا كمائن عدة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين بمدينة الشيخ زويد.

وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس، مبايعتها لـ"تنظيم الدولة الإسلامية"، وأميره أبوبكر البغدادي، وغيرت اسمها إلى "ولاية سيناء".

وتوضح المصادر أن الكمائن تمت بمناطق حيوية في الشيخ زويد، مع نهاية فترة حظر التجول المفروض في محافظة شمال سيناء، مشيرةً إلى أنها جاءت "في محاولة لرصد تمركز قوات الجيش والشرطة التي تتواجد في فترة حظر التجول". وأكدت قتل قوات الجيش المتمركزة أعلى قسم شرطة الشيخ زويد، أحد أبناء المنطقة ويُدعى الشيخ عودة النصايرة.
وتمركزت سيارات الدفع الرباعي التابعة لـ"ولاية سيناء"، على طرق رئيسية عدة في الشيخ زويد، وكان بحوزة المسلحين عدد كبير من الأسلحة الثقيلة؛ تحسباً لمواجهات محتملة مع قوات الجيش والشرطة.

وأشارت المصادر إلى قيام المسلحين أيضاً بالتحرك في منطقة حي الحمايدة باتجاه قسم الشرطة، مدججين بالأسلحة الخفيفة والثقيلة. ولفتت إلى زرع المسلحين عبوة ناسفة بجانب أحد الطرق، فضلاً عن اقترابهم من قسم الشرطة لمسافة تصل إلى 100 متر. من جهتها، قامت قوات الشرطة والجيش بإطلاق أعيرة نارية في الهواء، من دون حدوث اشتباكات بين الطرفين.
وتمكنت العناصر المسلحة من توقيف إثنين من المطلوبين لديها، خلال الكمائن التي قامت بها في الشيخ زويد، واقتيادهم إلى جهة غير معروفة. وتعجّب المارة من عدم حدوث اشتباكات بين قوات الجيش والشرطة والمسلحين، على الرغم من أن المسافة بين قسم الشرطة وكمائن المسلحين بسيطة جداً. وكان الأكثر غرابة، عدم تدخل قوات الجيش والشرطة ومهاجمة الكمائن، وإنهاء سيطرة المسلحين على الطريق.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يقيم فيها مسلحو جماعة أنصار بيت المقدس، قبل تعديل اسمها إلى "ولاية سيناء"، كمائن على الطرقات في سيناء. وسبق للجماعة أن أعدت كميناً على طريق العريش رفح الدولي قبل بضعة أشهر. وتجول عناصر الجماعة في طرقات فرعية عدة، في موكب من أربع سيارات لضبط عدد من المطلوبين لديهم.