تونس: الجبالي يهاجم السبسي ويدعو إلى عدم التصويت له

دعا رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام السابق لحركة "النهضة"، حمادي الجبالي، اليوم الاثنين إلى عدم التصويت لمرشح انتخابات الرئاسة التونسية، الباجي قايد السبسي لـ"قطع الطريق أمام الزعيم الأوحد والمنقذ الأوحد"، داعياً إلى الاقتراع لصالح مرشح من حزب آخر "خَبرنا نضاله ضد الاستبداد والفساد".

وأوضح الجبالي، في بيان نشره على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "أدعو إلى انتخاب رئيس للجمهورية من حزب آخر غير حزب الأغلبية في مجلس نواب الشعب. رئيس خَبرنا نضاله في العسرة ضد الاستبداد والفساد. ديمقراطي فكرا وممارسة. رئيس جامع لكل أبناء شعبه، حكيم مبدئياً في مواقفه، قوي في تحمل أعباء الحكم".

وأضاف "أدعو إلى ذلك؛ لأن الثورة هي الالتزام بمبادئ الحق والعدل والحرية، ولأنه لا يجوز الصمت في موضع الجد، كما لا يجوز الحياد أو الغموض في القضايا المصيرية".

ولم يذكر الجبالي اسم المنصف المرزوقي صراحة، ولكن عدداً كبيراً من المتابعين أجمع على أنها دعوة صريحة للتصويت للمرزوقي. واختلف عدد من المراقبين في تأويل هذا الموقف في علاقته بـ"النهضة" وإن كان يعبر عن موقف الحركة ككل، أم أنه موقف شخصي للجبالي الذي يتخذ بعض المسافة من حركته الأم منذ فترة، خصوصاً بعد استقالته من منصب الأمانة العامة وقرار "النهضة" عدم ترشيحه للانتخابات الرئاسية.

وأشار الجبالي إلى أن "نتيجة الانتخابات توقعها البعض، وفاجأت البعض الآخر جهلاً أو تجاهلاً، وأفرزت دروساً كثيرة وجب الوقوف عليها بشجاعة وصراحة ووعي".

وأضاف "أكتفي هنا بالدرس الأول: أن بلادنا وثورتنا ما زالت مهددة بالارتداد والعودة إلى أنماط متجددة من الهيمنة، هيمنة الحزب الواحد التي خشيها حزب الأغلبية الأسبق فتمكن منها غيره، وعودة ثقافة وعقلية الزعيم الأوحد المنقذ بعدما خلنا أنها انقرضت بالثورة".

وفي وقت شدد فيه الجبالي على ضرورة "التوازن بين السلطات السيادية في الدولة: رئاسة الجمهورية، ورئاسة الحكومة، والبرلمان"، لفت إلى أن "تحقيق ذلك صعب في ظل هيمنة حزب واحد على هذه السلطات، خصوصاً إذا أضفنا لهذه الفرضية خطر غلبة الطبع على التطبع عند البعض".