حوار "المستقبل" وحزب الله: إدارة الخلاف بمباركة إقليمية

حوار "المستقبل" وحزب الله: إدارة الخلاف بمباركة إقليمية

24 ديسمبر 2014
يجتمع الطرفان تحت عنوان "مكافحة التطرف" (حسين بيضون)
+ الخط -

عاد تيار المستقبل وحزب الله إلى الجلوس وجهاً لوجه مرة جديدة. وضع الطرفان جانباً كل العناوين الكبرى التي خاضا على أساسها المعركة السياسيّة في لبنان، فجلس "حلفاء النظام السوري"، بحسب توصيف قوى "١٤ آذار" لخصومهم مع "عملاء المؤامرة الكونيّة ضد المقاومة"، وفق توصيف قوى "٨ آذار" لخصومهم. وتناول البحث عناوين داخلية كانت معلّقة بإنتظار مصير الأزمة السوريّة. طال انتظار هذا اللقاء، كما طال الحديث عنه وهندسته والعمل عليه في كواليس كلّ من رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط. فنجح الأخيران في إنجاز الخطوة الحوارية الأولى، مساء أمس الثلاثاء، على أن تُستكمل اللقاءات، مطلع العام المقبل.

في عين التينة، مقرّ رئاسة مجلس النواب، اجتمع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسن خليل، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري، على رأس الوفدين المشاركين. وتؤكّد أوساط راعي هذا الحوار، الرئيس بري، لـ"العربي الجديد"، أنه "لا سقف زمنياً للحوار، وستكون انطلاقته الفعلية بعد عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، مع إضافة عنوان "حماية المؤسّسات الرسميّة وتعزيز دورها" إلى عنواني الشغور الرئاسي والفتنة المذهبية". وبذلك، فإنّ الجلسة الأولى ليست إلا فاتحة لسلسلة لقاءات مقبلة ستعالج العناوين المطروحة.


من هذين العنوانين، يبدأ عضو كتلة المستقبل النيابية، النائب عمار حوري، حديثه لـ"العربي الجديد"، مؤكّداً أنّ "الحوار في ملف رئاسة الجمهوريّة لن يتناول الأسماء المطروحة حالياً، أما ملف خفض التوتر المذهبي فيفتح النقاش أمام بنود عدة، أهمها ملفات أمنيّة وأخرى متعلّقة بسقف الخطاب السياسي".
وكان غياب رئيس كتلة المستقبل النيابية، رئيس الحكومة الأسبق، فؤاد السنيورة، عن أجواء الحوار، قد أثار تساؤلات عدّة عن موقف الصفّ الداخلي في تيّار المستقبل، لكنّ مشاركة مدير مكتب الحريري تؤكّد جدّية التيار في خيار جلوسه مع حزب الله.

ويبدو أنّ الأجواء الإقليميّة الإيجابيّة قد سرّعت جلوس القطبين على طاولة بري الحواريّة. وفي هذا السياق، تندرج زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إلى بيروت، دافعاً حليفه الرئيسي، حزب الله، باتجاه الحوار مع الطرف الآخر، فبارك الحوار ووصف الأطراف السياسية اللبنانية بأنّها "قادرة على حلّ مشاكلها السياسيّة".

وكذلك جاء الدعمان الفرنسي والسعودي ليحفّزا "المستقبل" لناحية مدّ اليد باتجاه الحزب. وكانت بداية الترحيب الدولي مع موقف السفير السعودي في لبنان، علي عواض عسيري، المؤيّد للحوار، مرفقاً بإعفاء تيار المستقبل من تبعات طلب المملكة إدراج "حزب الله" على لائحة الإرهاب في مجلس الأمن الدولي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. واعتبر عسيري حينها أنّ "ربط الحوار اللبناني بمواقف المملكة أمر في غير مكانه".

انطلق الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل في خطوة أساسية، ولو كانت صوَرية حتى الساعة، لتؤمّن القليل من الاستقرار. وفي هذا الإطار، تقول مصادر سياسية مختلفة إنّ "المعركة ضدّ "التشدّد والإرهاب"، ستكون العنوان الأهم في عمليّة تلاقي حزب الله وتيار المستقبل". وكما جمع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الولايات المتحدة الاميركيّة بإيران، كذلك يجتمع اليوم قطبا الأزمة السياسيّة اللبنانيّة.​

المساهمون