مصر: أحمد شفيق ممنوع من العودة بأمر الجيش

مصر: أحمد شفيق ممنوع من العودة بأمر الجيش

16 أكتوبر 2014
عودة شفيق لا تتعلّق بالأمور القانونية فحسب(مروان نعماني/فرانس برس)
+ الخط -
لم يكن اختفاء المرشح الرئاسي المصري السابق، أحمد شفيق، عن الساحة، وعدم إدلائه بتصريحات إعلامية خلال الفترة الماضية، قراراً إرادياً بالكامل، بل نتيجة ضغوط مارستها جهات داخل مصر عليه. وكشفت مصادر مقرّبة من المؤسسة العسكرية، لـ"العربي الجديد"، أن "إنذاراً تم توجيهه إلى شفيق من المؤسسة العسكرية بأنه ليس رجل المرحلة، ولا يمكنه الإدلاء بتصريحات صحافية أو إعلامية حول الوضع في مصر". وأضافت المصادر أن "المؤسسة العسكرية أبلغت شفيق، عبر وسطاء، بعدم رغبة المؤسسة في عودته إلى مصر خلال الفترة المقبلة، نظراً لحساسية الوضع في مصر عقب الإطاحة بمرسي وحكم جماعة الإخوان المسلمين".

وكان شفيق قد أكد، أكثر من مرة، رغبته في العودة إلى مصر، وزادت احتمالات عودته عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي من الحكم، بيد أن قرار العودة اتضح أنه لا يملكه وحده.

وتتابع المصادر نفسها أن "النظام الحالي لا يريد فتح المجال لرموز نظام حسني مبارك حتى لا يزيد حالة السخط عليه وتؤخذ نقطة ضد السيسي خلال الفترة المقبلة". وتضيف أن شفيق "أبدى تفهمه للدور المنوط به خلال الفترة المقبلة، خاصة مع التلميح إلى تحريك بلاغات وقضايا ضده في حالة العودة لمصر".

تضارب حول العودة

قبل الإطاحة بمرسي، توجهت أنظار الإعلام المصري إلى شفيق، وتسارعت في ترتيب لقاءات تلفزيونية معه، بيد أن الموقف تبدّل تماماً، فمنذ عزل مرسي لم يظهر شفيق في أي لقاءات تلفزيونية. وفى كل لقاء، كان شفيق يؤكد عودته إلى مصر "في الوقت المناسب"، بيد أن الفرصة باتت سانحة نظرياً عقب عزل مرسي، وبات الجميع في ترقّب لعودته إلى مصر. وتضاربت الأنباء حول توقيت ذلك، خاصة مع إعلان محكمة مصرية براءة شفيق من قضية "أرض الطيارين" في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي.

وكانت آخر الأحاديث عن توقيت نظري لعودة الرجل إلى مصر، شهر أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، وهو ما أكده نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، يحيى قدري.
ووجّه قدري ونواب رئيس الحزب، وأعضاء الهيئة العليا وأمناء عموم أماناته، التهنئة للفريق أحمد شفيق لمناسبة عيد الأضحى.

أما الأمين العام لحزب الحركة الوطنية، صفوت النحاس، فقال، في مايو/ أيار الماضي، إن عودة شفيق باتت "قريبة جداً"، وإن الحزب بانتظار عودته.


قيادة الفلول

على الرغم من عدم وجود شفيق في مصر وعدم السماح له بالعودة، إلا أنه يقود تحالف الجبهة المصرية، المكوّن من رموز نظام مبارك من أعضاء الحزب الوطني المنحل، ويتابع السياسات العامة التى يقوم بها التحالف قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وتوجهت قيادات في حزبه، "الحركة الوطنية"، قبل شهرين تقريباً، إلى دولة الإمارات للقائه، لعرض مستجدات الأمر الخاص بالتحالفات الانتخابية واختيار مرشحي تحالف الجبهة. وقال قدري إن شفيق "مطلع بشكل كامل على تفاصيل التحالفات والتنسيق داخل تحالف الجبهة المصرية". وأضاف أن الحزب "يتشاور مع شفيق في كل كبيرة وصغيرة، مثل معايير اختيار المرشحين، واختيار بعض الأسماء لقيادة التحالف وقت تأسيسه، ووضع الأجندة التشريعية، والبرنامج العام"، حتى أن "ِشفيق مهتم بشكل كبير بالانتخابات المقبلة، ويريد لتحالف الجبهة حصد الأغلبية البرلمانية لإمكانية تشكيل حكومة جديدة"، على حد تعبير قدري.


البحث عن دور

وبدا من تصريحات قيادات حزب الحركة الوطنية، أن شفيق يبحث عن دور بارز قبل العودة لمصر، وليس الانتهاء من كافة التحقيقات في البلاغات والقضايا المقامة ضده فحسب. لكن حديثاً قديماً لمحامي شفيق، شوقي السيد، يكشف بعض تفاصيل عدم عودته لمصر، وربطها برفع اسمه من قوائم ترقب الوصول بموجب قرار من النائب العام، والانتهاء من كافة القضايا والبلاغات المقامة ضده.

وأوضح السيد، في الحديث المذكور، أن "عودة شفيق إلى مصر لا تتعلق بالأمور القانونية فحسب، بل هناك اعتبارات أخرى تتعلّق بمنصبه السياسي ودوره في الفترة المقبلة، وهو ما يتابعه مع مسؤولين أمنيين وسياسيين معنيين بالشأن المصري الحالي، في الوقت الذي يحاول مقربون منه عقد اجتماعات معه في دبي".
كلام عاد وأكده قدري، لافتاً إلى أنه "لا يمكن أن يعود شفيق وهو على ذمة قضايا منظورة أمام القضاء، فضلاً عن الرغبة في حصوله على منصب يليق بمكانته ودوره". وتعهد نائب رئيس الحزب بأن تشكل عودة شفيق "ضجة كبيرة في ميزان السياسة المصرية، وهناك أطراف لا تريد عودته لما له من شعبية كبيرة في مصر منذ فترة طويلة".