"يديعوت أحرونوت": وحدة النخبة الإسرائيلية 8200 متاحة أمام الأثرياء

"يديعوت أحرونوت": وحدة النخبة الإسرائيلية 8200 متاحة أمام الأثرياء

06 ديسمبر 2020
الوحدة 8200 هي رأس حربة في الحرب السيبرانية الإسرائيلية (Getty)
+ الخط -

كشف تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأحد، أن وحدة النخبة للاستخبارات العسكرية، التي تشكل رأس الحربة في الحرب السيبرانية الإسرائيلية، المعروفة باسم الوحدة 8200، تعكس في تركيبتها الديمغرافية والإثنية حالة الاستقطاب الإثني والاقتصادي في المجتمع الإسرائيلي، لجهة كونها مفتوحة بشكل كبير أمام أبناء الأثرياء والطبقات الاقتصادية العليا، ممن ينتمي أبناؤها بالأساس لليهود الإشكناز الغربيين، الذين يعيشون في المدن القوية في إسرائيل مثل تل أبيب وهرتسليا ورمات هشارون ورعنانا، وبدرجة أقل بكثير أمام أبناء الطبقات الوسطى من اليهود الشرقيين الذي يعيشون في المدن البعيدة، والتي تقوم في الأطراف، مثل بلدات سدروت ونتيوفت في النقب.
وبحسب معطيات قالت الصحيفة إنها حصلت عليها، يتضح أن نسبة أبناء المدن الثرية التي يقطنها الإشكناز الغربيون، في الوحدة 8200، التي تؤهل خريجيها للعمل في قطاع الهايتك وشركات الأمن المختلفة، تفوق بثلاثة أضعاف نسبتهم في المجتمع، فيما تقل نسبة أبناء الطوائف الشرقية والبلدات "الضعيفة اقتصادياً" كسدروت ونتيوفت عن نسبتهم في السكان بثلاث مرات. 

تقارير عربية
التحديثات الحية

ولفتت الصحيفة إلى أن الوحدة المذكورة هي الأكثر طلباً بين صفوف المتجندين، بفعل ما تمنح خريجها من مستقبل واعد في قطاع الهايتك والصناعات الأمنية. وقد ارتفع نجم هذه الوحدة في السنوات الأخيرة، وزاد طلب الالتحاق بها بشكل كبير، ما أثر حتى على نسبة الإقبال على وحدات الجيش التقليدية القتالية، كوحدة جولاني وجفعاتي. 
وتنقل الصحيفة عن مصادر في الوحدة، أن الأبناء في المدن الإسرائيلية الغنية والإشكنازية في غالبية سكانها، يدفعون أبناءهم ويمارسون ضغوطاً لضمان اختيارهم لهذه الوحدة، بما يضمن لهم "سيرة عسكرية" مميزة، وبطاقة لدخول قطاع الأعمال بعد الجيش، وتثبيت مكانهم في الشرائح الاقتصادية والاجتماعية العليا في المجتمع الإسرائيلي. 
وبحسب التقرير، فإن الأهالي في هذه المدن يحثون أبناءهم على الاستعداد لامتحانات التصنيف العسكرية، لا سيما ما يتصل بالتحصيل التعليمي خلال المرحلة الثانوية، وضمان شهادة توجيهي بعلامات عالية، خاصة في مواضيع الرياضيات وعلم الحاسوب، مع تخصيص موارد مالية كبيرة لتحقيق هذه النتائج في تمويل دروس خاصة ودورات مميزة تضمن نجاح أبنائهم في امتحانات التصنيف للوحدة المذكورة، وهي موارد غير متاحة لأبناء الشرائح الوسطى والضعيفة في البلدات التي يقطنها الشرقيون، خاصة في الجنوب. 

ووفق نفس المعطيات التي نشرتها الصحيفة، يتضح مثلاً أن بلدة هود هشرون التي يشكل عدد سكانها 0.7% فقط من السكان، فإن تمثيل أبنائها في هذه الوحدة هو 2.16%، أما بلدة رمات هشاورن، وهي أيضاً في وسط إسرائيل، فمع أن سكانها يمثلون فقط 0.52% من سكان إسرائيل، فإن نسبة الجنود في الوحدة المذكورة من هذه البلدة هي 1.74%. وكذلك فإن في مدينة هرتسليا الأشهر في مدن إسرائيل من حيث تركيبتها الديموغرافية، إشكنازيين غربيين، وتعتبر من أغنى المدن، فإن نسبة سكانها من مجمل السكان في إسرائيل هي 1.08%، بينما تصل نسبة من يخدمون في الوحدة 8200 من سكان هرتسليا إلى 2.24%.
في المقابل، ففي غالبية مدن الأطراف البعيدة، التي يشكل الشرقيون من السفارديم المركب الأكبر في سكانها، وبأغلبية عظمى، فإن نسب التحاق وتصنيف خريجي هذه البلدات متدنية للغاية مقارنة بنسبة سكان هذه المدن من مجمل السكان في إسرائيل. ويشكل سكان بلدة سروت في النقب مثلا 0.3% من سكان إسرائيل، مع ذلك فإن نسبة من تم تصنيفهم من سكانها في الوحدة 8200 هي فقط 0.13%. وكذلك الحال في مدينة الرملة التي تصل نسبة سكانها إلى 0.83% من سكان إسرائيل، فإن نسبة من تم إلحاقهم بالوحدة 8200 لا تتجاوز 0.37%.