شارك عدد من الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، في وقفة احتجاجية شبابية، رفضاً للتطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي، نظمتها الهيئة العامة للشباب والثقافة، في حديقة الجندي المجهول، غربي مدينة غزة.
ورفع المشارِكون في الوقفة أعلام فلسطين وإلى جانبها لافتات كُتب عليها: "التطبيع خيانة للدين والعروبة"، "شباب ضد التطبيع"، "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، "لا للتطبيع"، "قاطِع المُنسِق"، فيما صدحت الأغاني الحماسية والوطنية وحملت كلمات "فلسطين أمانة وبيع الأقصى خيانة"، "فلسطين مش للبيع، لا لا للتطبيع".
وندد المشاركون في الوقفة، بـ"سياسة التطبيع"، مؤكدين على أن إقدام عدد من الدول العربية، على تطبيع العلاقات مع إسرائيل يُعد طعنة في ظهر القضية الفلسطينية، وخيانة واستخفافا بحقوق الشعب الفلسطيني، الذي يعاني من الممارسات الإسرائيلية القمعية والإجرامية منذ عام 1948، وهو العام الذي يُصادف احتلال أرض فلسطين، وتهجير أهلها من مدنهم وقراهم وبلداتهم الأصلية، وقد عُرِف بـ"عام النكبة".
ولم يُنكِر المُحتجون على سياسة التطبيع العربية الإسرائيلية، رفض الشعوب العربية لهذه السياسات، فقد أكدوا على أن ضمير الشعوب لا يزال ينبض بحُب فلسطين، وعدالة قضيتها، وحق شعبها في أرضه ومقدساته، رغم مؤامرات التطبيع، وصفقة القرن، وكافة محاولات طمس القضية الفلسطينية.
وأكد أحمد أبو سلمية، وهو ممثل عن دائرة الشباب في حركة "حماس"، خلال كلمة في الوقفة الاحتجاجية، على ضرورة مُحاصرة الاحتلال الإسرائيلي على مختلف الأصعِدة، ثقافيًا، فكريًا، سياسيًا، اجتماعيًا، رياضيًا، وفنيًا، إلى جانب مُقاطعة مُنتجات الاحتلال مهما كانت الظروف، وتعزيز دعم المُنتج الوطني والعربي والإسلامي.
وشدد أبو سلمية على ضرورة إرساء فكرة المُقاطعة الإعلامية للاحتلال الإسرائيلي عبر وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والإقليمية، والبحث عن سُبُل واستراتيجيات مُبتكرة لمُقاومة التطبيع مع الاحتلال، علاوة على إطلاق مواثيق شرف تدعو إلى مناهضة التطبيع، وتدعم مُقاطعة الاحتلال.
وأوضح أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية الأولى للأمة العربية والإسلامية، رغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي إنهاء حضورها، من خلال جهوده الممنهجة مع عدد من أنظمة الحكم للدول العربية والإسلامية، لتأكيد وقوعها على الملأ في براثن التطبيع السياسي والاقتصادي والفكري، مبينًا أن الشعوب العربية لا تزال تنبض بحب فلسطين.
وشدد أبو سلمية على ضرورة التلاحم الشعبي المُنسجِم مع الحقوق التاريخية للفلسطينيين، الرافِضة لكل مُحاولات جعل التطبيع مع الاحتلال واقِعًا مقبولًا، مؤكدًا على أهمية مُناهضة التطبيع بكافة أشكاله، وأن مقاطعة الكيان الإسرائيلي واجب ديني ووطني، يتطلب مُشاركة الكل الفلسطيني والعربي والإسلامي، "لمُحاربة تلك الآفة".
من جانبه، أوضح مدير عام الشباب، في الهيئة العامة للشباب والثقافة، جمال العُقيلي، أن الوقفة "تأتي ضمن فعاليات مُناهضة التطبيع، ومقاطعة العدو الإسرائيلي الذي يُريق الدماء ويعتقل الأطفال والنساء ويقتحم الجامعات العلمية، ولا يقف عند أي حد في إراقة الدم الفلسطيني".
وبين العُقيلي، على هامش الوقفة لـ "العربي الجديد"، أهمية مقاطعة وفضح ممارسات الكيان الإسرائيلي على كافة الأصعدة وجوانب الحياة، حتى يُصبِح الاحتلال غريبًا ومنبوذًا، موضحًا في الوقت ذاته أن شعوب وأحرار العالم يتعاطفون مع الشعب الفلسطيني، ما يُلزِم الفلسطينيين بضرورة تكثيف حملات المُقاطعة، بهدف فضح جرائم الاحتلال، وإيصال الرسائل الرافِضة للتطبيع.