بدأ وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، اليوم الأحد، مباحثات مع المسؤولين العراقيين في بغداد، التي وصل إليها بوقت متأخر ليلة أمس السبت على رأس وفد يضم مسؤولين بالنظام، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتدعم الحكومة العراقية برئاسة السوداني، والتحالف الحاكم في البلاد "الإطار التنسيقي"، عودة النظام السوري إلى ما تسميه "المحيط العربي"، لكن بالمقابل فإن الكثير من المشاكل ما زالت عالقة بين العراق ونظام الأسد، خصوصاً ما يتعلق بملف تهريب الممنوعات وتفلت الحدود من الجانب السوري، وملف مياه نهر الفرات والفارق الكبير بين حصة العراق المخصصة له من تركيا وما يصل إليه فعلياً من داخل سورية، بعد لجوء نظام الأسد إلى تقليل إطلاقات الفرات عبر سد الطبقة، قبل دخوله العراق.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، قد أعلن الزيارة مسبقاً، مؤكداً لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "الوزير السوري يبدأ برنامج زيارته صباح اليوم الأحد، وأنه سيلتقي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، ثم يلتقي الرئاسات الثلاث ورئيس مجلس القضاء الأعلى".
وأشار إلى أن "الزيارة ستركز على العلاقات الثنائية بين بغداد ودمشق، ودور العراق في إعادة سورية لمقعدها في الجامعة العربية، وسيناقش الوزيران أيضاً سُبل الدفع بالعلاقات بين البلدين".
من جهته، أكد مسؤول عراقي رفيع لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة تتضمن شقين: سياسياً وأمنياً، موضحاً أن "الجانب الأمني سيركز على ضبط الحدود المشتركة بين البلدين، وتأمينها بما يمنع عمليات التسلل حيث اشتكى العراق سابقاً من ملف تهريب الكبتاغون والممنوعات وعدم جدية القوات الموجودة على الجانب السوري في حماية الحدود".
وفيما أشار إلى أن "المسؤول السوري سيلتقي أيضاً قيادات سياسية في قوى الإطار التنسيقي وزعماء فصائل مسلحة"، أكد أن "العراق يلعب دوراً كبيراً بترطيب الأجواء بين النظام السوري ودول أخرى بالمنطقة"، وفقاً لقوله.