في لقاء هو الأول من نوعه منذ منتصف العام الماضي، عقدت قيادة قوات حرس الحدود العراقية، اليوم الإثنين، اجتماعاً مع ضباط في قوات النظام السوري في بغداد، ركز على ملف تأمين الحدود ومنع عمليات التسلل والتهريب التي نشطت عبر عصابات وشبكات تهريب مختلفة.
وتتقاسم الحدود السورية مع العراق عدة جهات أبرزها قوات النظام السوري والمليشيات الحليفة لإيران في مناطق البو كمال والطلائع والميادين وصولا إلى بادية دير الزور، بينما تستولي مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، على نحو 200 كم من أصل أكثر من 620 كم من الحدود الدولية مع العراق وضمن محور ربيعة الحسكة وصولا إلى مثلث (فيش خابور) العراقي السوري التركي.
وتعاني المدن والبلدات الحدودية العراقية من تنامي ظاهرة التسلل من الأراضي السورية، عدا عن عمليات التهريب، فيما يعزو مسؤولون عراقيون ذلك إلى استشراء الفساد المالي وعدم جدية القوات المقابلة في الجانب السوري بضبط الحدود، بما فيها تسلل المطلوبين بتهم الإرهاب
واليوم الإثنين، أعلن قائد قوات حرس الحدود العراقية، الفريق الركن حامد الحسيني عن اجتماع في بغداد مع ممثلين من قوات النظام السوري.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (وع) عن الحسيني، قوله إن "قائد حرس الحدود السوري اللواء الركن غسان محمود والوفد المرافق له زارنا اليوم، في مقر قيادة حرس الحدود، (في بغداد)، وتم عقد اجتماع لمناقشة تأمين الحدود المشتركة بين البلدين وتعضيد التعاون لمنع أي محاولة إرهابية وإرباك الأمن المستقر، والاستمرار في عمليات التحصين التي أنجزتها قيادة حرس الحدود في الجانب العراقي".
وأضاف أن العراق بذل جهوداً في تأمين حدوده ومنع أي عمليات تهريب بين البلدين، مشيرا إلى أن "الحدود العراقية آمنة ومستقرة بعد إنجاز منظومة مراقبة متكاملة والتي تتضمن أسيجة مانعة وجداراً كونكريتياً وكاميرات مراقبة حرارية على مدار الساعة".
ويأتي الإعلان العراقي بعد 5 عمليات برية نفذتها القوات العراقية منذ منتصف شهر مايو/ أيار الماضي، تستهدف الأراضي الحدودية العراقية السورية، جرت خلالها عمليات ردم أنفاق وكهوف وتأمين المناطق التي تصفها بأنها "هشة"، تسمح بعبور المتسللين من سورية إلى العراق.
وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود السورية بقوات إضافية لـ"منع تسلل الإرهابيين".
وبيّن في بيان أن القوات الأمنية قامت بتحصين الحدود مع سورية وسد الثغرات، على اعتبار أن "داعش" ينشط في المناطق الشمالية الشرقية السورية ويحاول التسلل إلى المناطق في جزيرة الأنبار ونينوى.
وأعلن عن إنشاء "مانع بارتفاع 3 أمتار وعرض 3 أمتار على طول الشريط الحدودي، إضافة إلى إنشاء أبراج مراقبة حديثة وتم نصب كاميرات حرارية ومعدات حديثة للكشف عن المتسللين، عدا عن وضع الصبات الكونكريتية والأسلاك الشائكة".
واعتبر أن هذه "التحصينات لمنع التهريب من أسلحة أو مواد وتسلل الإرهابيين والأشخاص، كما تم فرض خطة أمنية محكمة من قبل قيادة العمليات المشتركة والوزارات المعنية بتشكيل خطوط دفاعية تبدأ بحرس الحدود والثانية من قوات الجيش والثالثة الأجهزة الاستخبارية ونصب الكمائن (على الحدود العراقية السورية)، كما أن هناك استطلاعا جويا لكامل الحدود عن طريق الطائرات المسيّرة وطائرات القوة الجوية العراقية.