وزير خارجية إيران لنظيره العماني: ملتزمون مسارَ التفاوض مع واشنطن

وزير الخارجية الإيراني لنظيره العماني: ملتزمون مسارَ التفاوض مع واشنطن

14 سبتمبر 2022
جدّد عبد اللهيان تأكيد حسن نية بلاده للتوصل إلى اتفاق جيد (ماكسيم شيميتوف/فرانس برس)
+ الخط -

في مباحثات هاتفية خامسة في غضون شهر، مع نظيره العماني بدر البوسعيدي، بحث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأربعاء، آخر مستجدات المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.

وأكد عبد اللهيان في الاتصال مع البوسعيدي، الذي تُعدّ بلاده وسيطاً مهماً بين طهران وواشنطن منذ نحو 4 عقود، وخصوصاً خلال المفاوضات النووية السابقة والحالية، أن إيران "ملتزمة مسار التفاوض وتبادل الرسائل"، مضيفاً أن الوصول إلى "نقطة مطلوبة للاتفاق في الظروف الحالية يستدعي تحلي الولايات المتحدة بالواقعية وإظهارها الإرادة اللازمة".

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، المنعقد منذ الاثنين والمستمر حتى الجمعة، قائلاً إن "إصدار بيان غير بنّاء في اجتماع فيينا لن تكون له أي نتيجة".

وجدد عبد اللهيان تأكيد طهران "حسن نيتها وإرادتها لاتخاذ الخطوة النهائية لاتفاق جيد وقوي ومستدام".

من جهته، أكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في اتصاله مع أمير عبد اللهيان، "أهمية التوصل إلى اتفاق، وعودة جميع الأطراف إلى التزاماتها"، داعياً إلى "ضرورة بذل الجهود للوصول إلى نتيجة إيجابية بعد شهور من المفاوضات".

وجاء الاتصال الجديد بين وزيري خارجية إيران وعُمان على وقع تراجع التوقعات بالتوصل إلى اتفاق في المفاوضات النووية، والحديث عن تأجيل محتمل للمفاوضات والاتفاق إلى ما بعد الانتخابات النصفية الأميركية المزمع إجراؤها في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وتواجه المفاوضات عقبتين، في الوقت الراهن: الأولى الخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ثلاثة مواقع إيرانية، سبق أن أعلنت الوكالة أنها عثرت فيها على جزئيات اليورانيوم، والعقبة الثانية، هي مطالبة إيران بمزيد من الضمانات الاقتصادية من الولايات المتحدة الأميركية.

إلا أن قضية المواقع الثلاثة تُعدّ العقبة الأهم أمام الاتفاق بالمفاوضات النووية الحالية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، إذ تصرّ إيران على ضرورة إغلاق تحقيقات الوكالة بشأن هذه المواقع، لكن الوكالة والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أكدت رفضها إغلاق هذا الملف "سياسياً".

وعلى وقع توتر بشأن هذه القضية، بدأ الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين الماضي، ومن المتوقع أن يستمر حتى الجمعة، فيما يتصدر الملف النووي الإيراني أجندة اجتماعات المجلس.

روسيا: لا قرار بشأن إيران في اجتماع مجلس محافظي وكالة الطاقة

وفي هذا السياق، قال المندوب الروسي في المنظمات الدولية في فيينا والمفاوضات النووية مع إيران ميخائيل أوليانوف، في تغريدة عبر "تويتر"، إن النقاشات حول "التحقق والرقابة" في إيران حول برنامجها النووي في هذه الدورة من اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد انتهت. وأضاف أوليانوف أنه لم يتم اتخاذ أي قرار حول إيران، وتم تبادل وجهات النظر فقط.

وقبل أمس الاثنين، افتتح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، هذه الاجتماعات، بتوجيه انتقادات لإيران، داعياً إياها إلى التعاون مع الوكالة بشأن تحقيقاتها في أنشطتها النووية، ومشيراً إلى "وجود فجوة معلومات بشأن برنامج طهران النووي".

وأكد غروسي، في مؤتمره الصحافي، أن فجوة المعلومات حول برنامج إيران النووي "ما زالت تتوسع يوماً بعد يوم، والواقع وجود صعوبة كبيرة توجب علينا العمل"، مطالباً إيران بـ"الشفافية الكاملة حتى نتمكن من الوصول إلى المعلومات بشأن عدد من المسائل".

لكن طهران رفضت، الثلاثاء، تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن وجود فجوة معلوماتية حول برنامجها النووي، مؤكدة أن "الحديث عن فراغ رقابي واتساع فجوته يومياً ليس له أساس قانوني".

واستبقت فرنسا وبريطانيا وألمانيا اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بإصدار بيان مشترك السبت الماضي، انتقدت فيه موقف طهران في المفاوضات النووية، معربة عن أنها تراودها "شكوك جدية" في مدى جدية إيران في التوصل إلى اتفاق بالمفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

ولا يتوقع أن يصدر عن اجتماعات الوكالة هذه قرار على غرار القرار الذي صدر في يونيو/حزيران الماضي، لكن ثمة توقعات بإصدار مجلس محافظي الوكالة المكوّن من 35 عضواً، بياناً أقل حدة من القرار، الذي يُعتبر عدم إصداره خلال الاجتماع الراهن، مؤشراً على أن الولايات المتحدة ومعها حلفاءها الأوروبيون لا يسعون لتصعيد الموقف مع طهران في الوقت الراهن.

والاثنين الماضي، كشفت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد"، عن أن إيران وجهت في الأيام الأخيرة "رسائل تحذيرية" إلى الأطراف الأميركية والأوروبية بالمفاوضات من القيام بـ"أي تحرك" ضدها خلال اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع.

وأكدت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أن طهران أبلغت هذه الأطراف عبر الاتحاد الأوروبي بصفته منسق المفاوضات، بأنها ستردّ بشكل "قوي إن توجهت (هذه الأطراف) لاستصدار قرار جديد"، على غرار القرار الصادر في الثامن من يونيو/حزيران الماضي.

وانتقد القرار الصادر خلال يونيو/حزيران، إيران، داعياً إياها إلى التعاون "الفوري" مع الوكالة. وإيران من جهتها رفضت القرار، وردت عليه بإطفاء 27 كاميرا مراقبة موضوعة في منشآتها النووية بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وبدأت المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي خلال إبريل/نيسان من عام 2021 في فيينا، وهي مفاوضات غير مباشرة بالأساس بين طهران وواشنطن، الطرفين الرئيسيين للاتفاق النووي الذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة عام 2018، وأعقبها بعد عام تخلي إيران عن التزاماتها النووية على عدة مراحل.

وبعدما استؤنفت مطلع الشهر الماضي مفاوضات فيينا بعد خمسة أشهر من توقفها، قدّم منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا مسودة نهائية للطرفين في الثامن من الشهر الماضي، ردت إيران عليها بإرسال تحفظات، ثم علقت أميركا على هذه التحفظات وأرسلت جوابها عليها إلى إيران عبر الاتحاد الأوروبي، لكن طهران أرسلت أيضاً، أول سبتمبر/أيلول الحالي، الجواب على الرد الأميركي، فاعتبرت الخارجية الأميركية أن الجواب "غير بنّاء"، كذلك قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الثلاثاء إنه "غير مشجع"، لكن واشنطن لم ترسل ردها على الجواب الإيراني بعد.

المساهمون