وزير خارجية "طالبان": صفحة الحرب طويت في أفغانستان

وزير خارجية "طالبان": صفحة الحرب طويت في أفغانستان

11 أكتوبر 2021
متقي: أفغانستان أصبحت آمنة بالكامل (هوشانغ هاشمي/فرانس برس)
+ الخط -

دعا وزير الخارجية في الحكومة الأفغانية المؤقتة التي تتزعمها حركة "طالبان"، أمير خان متقي، إلى عدم التدخل في شؤون بلاده الداخلية، قائلا "نحن لا نتدخل في شؤون أية دولة ونطلب من الآخرين المعاملة بالمثل".

وأكد في محاضرة ألقاها اليوم الثلاثاء في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالدوحة، أن "تطبيق اتفاق الدوحة الذي وقع مع الجانب الأميركي العام الماضي يمكن أن يفضي إلى التغلب على الكثير من العقبات"، مضيفا أن "الحكومة الأفغانية المؤقتة تريد علاقات متوازنة مع جميع الدول وعلاقات حسنة مع جيرانها، ويجب أن يتمتع الأفغان بالسلام في بلادهم، ونحن لا نريد أن يثقل كاهل أوروبا بالمهاجرين الأفغان".

وطالب واشنطن برفع التجميد عن نحو 9 مليارات دولار مستحقة لأفغانستان، وقال إن "ذلك أمر مخجل ومشين، متابعا "يجب أن تفك واشنطن تجميد المفروض على أموالنا ورفع الحظر عن بلادنا، وينبغي ألا تكون المساعدات الدولية إدارة ضغط علينا".

وأضاف متقي أن "أفغانستان أصبحت آمنة بالكامل، وصفحة الحرب في أفغانستان طويت، والإملاء على أفغانستان من قبل الدول الأخرى لن يجدي نفعا".

ووجه متقي الشكر لحكومة دولة قطر التي استضافت المفاوضات مع الجانب الأميركي لسنوات، مضيفا "نأمل أن تتمخض المباحثات التي أجريناها مع الجانب الأميركي وسنجريها مع ممثلين عن الاتحاد الأوروبي عن الكثير من الإيجابيات".

ونفى متقي فصل أي موظف أو موظفة، قائلا إن "500 ألف موظف حكومي من الرجال والنساء، احتفظوا بأعمالهم ولم يجر فصل أحد"، موضحا أن "مائة بالمائة من النساء في القطاع الصحي احتفظن بوظائفهن، و70 بالمائة من النساء في القطاع التعليمي عدن إلى وظائفهن، وبدأن بفتح المدارس شيئا فشيئا، وهناك بعض المدارس التي لم تفتح أبوابها بعد، وتحتاج إلى شروط معينة لذلك مثل الفصل بين الجنسين".

وقال متقي إن "حركة طالبان لم تكن تريد أن تدخل كابول بالشكل الذي جرى، لكن فرار الرئيس السابق أشرف غني أحدث فراغا سياسيا، حيث اضطرت حركة طالبان للدخول لضمان الأمن".

 وحول مصير 300 ألف أفغاني كانوا منخرطين في الجيش السابق، قال إن "واشنطن اصطحبت من تريد من رجال الجيش والأمنيين، وتركوا الآخرين، وهم عادوا إلى بلداتهم وقراهم، ويمكن أن نستفيد من خبراتهم في المستقبل إذا لم يعارضوا حكم الإمارة الإسلامية".
وأكد متقي قدرة الحكومة الأفغانية المؤقتة على احتواء خطر تنظيم "داعش" الإرهابي، وقال "كافحناهم في السابق، ونجحنا في الماضي وقمنا بالقضاء عليهم، وقادرون على فعل ذلك مجددا، وملتزمون بعدم استعمال الأراضي الأفغانية منطلقا للهجوم على أية دولة".

لقاء مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي

إلى ذلك يلتقي وفد من حركة "طالبان"، غدا الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي، حسبما أفاد متقي.

وقال متقي خلال مؤتمر صحافي بالدوحة "غدا سنلتقي مع ممثلي الاتحاد الأوروبي. نحن نعقد اجتماعات إيجابية مع ممثلين عن دول أخرى"، مضيفا أن حكومة "طالبان" الجديدة تسعى لإقامة علاقات جيدة مع بقية العالم، وتأمل أن يتمخض الاجتماع الذي عُقد مع وفد أميركي عن نتائج إيجابية.

واجتمع مسؤولون رفيعو المستوى من الولايات المتحدة الأميركية بوفد من حكومة "طالبان" على مدى يومين في الدوحة، وجرى خلال الاجتماع بحث قضايا سياسية وأمنية وإنسانية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء القطرية "قنا".

وشملت، وفق المصدر ذاته، مسائل حرية التنقل وحقوق الإنسان والحكم الرشيد، ومكافحة الإرهاب والتأكيد على عدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد الدول الأخرى، والتأكيد على أهمية الالتزام بتنفيذ اتفاق الدوحة الموقع بين الحركة وواشنطن في فبراير/ شباط 2020.

وخلص الاجتماع، وفق "قنا"، إلى مخرجات إيجابية وبناءة، واتفق الجانبان على أهمية استمرار التواصل بينهما خلال الفترة القادمة.
وقالت الولايات المتحدة، أمس الأحد، إن المحادثات في أول اجتماع مباشر بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة و"طالبان" منذ استعادة الجماعة السلطة في أفغانستان في أغسطس/آب كانت "صريحة واحترافية"، فيما أكدت "طالبان" أيضاً أن الاجتماع "سار بشكل جيد".

وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية إن الوفد الأميركي في محادثات الدوحة بقطر، في مطلع الأسبوع، ركز على المخاوف المتعلقة بالأمن والإرهاب والممر الآمن للمواطنين الأميركيين وغيرهم من الرعايا الأجانب والأفغان، وكذلك على حقوق الإنسان، بما في ذلك مشاركة جادة للنساء والفتيات في جميع جوانب المجتمع الأفغاني.

في المقابل، قالت وزارة خارجية حكومة "طالبان" إن الاجتماع، الذي جرى على مدى يومين في الدوحة واختتم أمس، "سار بشكل جيد".

ووفق بيان للخارجية الأفغانية صدر في ساعة متأخرة من ليلة أمس، فقد جرى خلال الاجتماع نقاش القضايا السياسية بالتفصيل، حيث اعتبرت حكومة "طالبان" أن التنفيذ الكامل لاتفاق الدوحة أفضل طريقة لحل المشاكل والخلافات، مشددة على ضرورة عدم ربط المساعدات الإنسانية بالقضايا السياسية.

وفي 15 أغسطس/ آب الماضي، سيطرت "طالبان" على أفغانستان بالكامل تقريبا، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أميركي اكتملت نهاية الشهر ذاته.