وزير الخارجية المغربي: عدم إجراء الانتخابات يهدد الاستقرار في ليبيا

وزير الخارجية المغربي: عدم إجراء الانتخابات يهدد الاستقرار في ليبيا

02 سبتمبر 2021
المغرب يواصل محاولات تقريب وجهات نظر الفرقاء الليبيين(تويتر)
+ الخط -

قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، يوم الخميس، إن عدم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا في موعدها المقرر أواخر العام الحالي يهدد الاستقرار الذي حققه الليبيون في السنوات الماضية، معتبراً أن وقت الحسم في مسألة الشرعية في ليبيا قد حان.
وأوضح بوريطة، خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام مباحثاته مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، أن تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل هو المخرج الوحيد للأزمة الليبية، لافتا إلى أن عقد المؤتمرات لن يحل الأزمة، في إشارة إلى مؤتمر دول الجوار الليبي، الذي عُقد الثلاثاء في الجزائر، وشدد في ختام أشغاله على رفض التدخلات الخارجية وضرورة إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وإسناد تنظيم الانتخابات النيابية والرئاسية.
ووصف رئيس الدبلوماسية المغربية المرحلة التي تعيشها ليبيا حالياً، في ظل العراقيل التي يعرفها المسار السياسي في البلاد وتقف حجر عثرة أمام إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بأنها حاسمة، معتبراً أن المنطق اليوم يقتضي الشروع في المراحل التي تؤدي إلى تنظيم تلك الانتخابات.
وقال: "التعقيدات موجودة ويمكن أن تخلق، لكن نتائجها ستكون سلبية على الشعب الليبي وعلى المنطقة المغاربية. لهذا، فإن المغرب يوجه في هذه المرحلة الحاسمة نداء للالتفاف على مصالح ليبيا والحفاظ على المواعيد الانتخابية والاشتغال بمنطق عملي لإزالة العراقيل غير اللازمة والتركيز على المرجعيات المتواجدة لأن من الصعب الاستمرار في البحث عن توافقات بخصوص كل نقطة وفاصلة ووثيقة وكل قانون".
وتابع: "الوضع الحالي يبدو، ظاهريا، أنه مستقر سواء مؤسساتيا أو عسكريا، لكن يتعين كذلك أن نأخذ بعين الاعتبار أن هذا الاستقرار ليس دائما، وأنه مرتبط بحزمة تشكل فيها الانتخابات جزءا أساسيا، وأن أفق الانتخابات هو عنصر أساسي للحفاظ عليه"، معتبراً أن الخروج عن هذا المنطق قد يؤدي إلى فقدان ما حققه الليبيون من إنجازات في الشهور والسنوات الماضية.

وبينما أكد بوريطة أن المغرب مع استقرار ليبيا وخروجها من الأزمة، الذي لن يكون إلا بتنظيم الانتخابات في موعدها، قال رئيس مجلس النواب الليبي إنه في حال عدم تنظيم الانتخابات سيكون الموقف في البلاد أسوأ في ظل الانقسام الحاصل بين الفرقاء الليبيين.
وشدد صالح على أن مشكلة ليبيا لا تحل إلا بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مضيفاً: "ما على المجتمع الدولي إلا أن يدعم الشعب الليبي لأنه لا مخرج ولا توحيد للمؤسسات ولا مصالحة وطنية قبل أن يُنتخَب رئيس لكل الليبيين عن طريق صندوق الاقتراع.. لم نستبعد أحدا، وليست لأحد أي حجة لمعارضة الانتخابات، والذي يقصي ويقرر هو صندوق الاقتراع".

إلى ذلك، هاجم رئيس مجلس النواب الليبي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وقال: "هذه الحكومة من مهامها الرئيسة توحيد مؤسسات الدولة وتوفير متطلبات المواطنين والمصالحة الوطنية والاستعداد للانتخابات، لكنها للأسف الشديد، حادت عن هذا النهج وأصبحت تخطط وكأنها حكومة دائمة تستمر لعدة سنوات، ما حصل معه امتعاض من بعض المواطنين ومن مجلس النواب".
وبدأ صالح زيارة للعاصمة المغربية الرباط، في بداية حراك ليبي جديد من أجل تجاوز الصعوبات التي تواجه المسار السياسي في البلاد ولاسيما على مستوى الالتزامات الأمنية والعسكرية ومواعيد الانتخابات.
ويراهن المغرب على إجراء لقاءات بين الأطراف الليبية للتغلب على الصعوبات التي تواجه المسار السياسي في البلاد، وكذا على دعم جهود تقريب وجهات النظر بين الفرقاء وتحقيق استقرار ليبيا.
إلى ذلك، تتوقع مصادر مغربية أن يلتقي رئيس مجلس النواب الليبي، خلال الأيام القادمة، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عبد الله اللافي، برعاية من السلطات المغربية، في محاولة لإحداث اختراق في جدار الأزمة الحالية بين مجلس النواب وحكومة الوحدة الوطنية، مشيرة إلى أن الرباط تسعى لبلورة تصور ليبي مشترك للخروج من حالة الانسداد التي تعرقل المسار السياسي.

المساهمون