وزير الخارجية القطري خلال لقاء ظريف: مستعدون للعب دور يحقق الاستقرار

وزير الخارجية القطري خلال لقائه ظريف في طهران: مستعدون للعب دور يحقق الاستقرار

15 فبراير 2021
وزير الخارجية القطري: نأمل حل القضايا في إطار مبادرات وحلول إقليمية (إرنا)
+ الخط -

التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عصر اليوم الاثنين، نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وبحث معه عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.

وقال وزير الخارجية القطري، بعد اللقاء، إنّ "المنطقة بحاجة إلى توجه جديد وتعاون شامل بين دولها"، مجدداً القول إنّ "قطر مستعدة للعب دور محوري ومؤثر لتحقيق الاستقرار وخفض التوتر في المنطقة". وأضاف: "نأمل حل القضايا في إطار مبادرات وحلول إقليمية".

وأكد وزير الخارجية القطري، وفق بيان للخارجية الإيرانية، تعزيز العلاقات الثنائية بين قطر وإيران، بما فيها المجال الاقتصادي، قائلاً إن زيارته تأتي "في سياق تعزيز العلاقات الثنائية والاتصالات" بين البلدين.

من جهته، قال ظريف إنه "يجب التعاون بين دول المنطقة للوصول إلى ترتيبات إقليمية مستقرة"، مشدداً على أنّ "العلاقات الإيرانية القطرية لها دور مهم في تحقيق ظروف مستقرة في المنطقة"، بحسب بيان الخارجية الإيرانية.

وأضاف أنّ إيران "مستعدة لتوسيع التعاون الإقليمي في جميع المجالات"، معتبرا أن طهران  "تعارض السياسات المبنية على ممارسة القوة والإرغام في المنطقة"، على حد قوله.

وشدد على أن "العلاقات الإيرانية القطرية تلعب دورا مهما في تحقيق هذه الظروف"، مؤكداً استعداد طهران "لتوسيع التعاون مع قطر على جميع الأصعدة"، ومشيداً بـ"النجاحات القطرية الأخيرة في إنهاء الحصار".

روحاني: لا خيار أمام بايدن إلا رفع العقوبات
ومساء الاثنين، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لدى استقباله وزير الخارجية القطري، أنّ الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن "لا خيار أمامها إلا تدارك أخطاء الإدارة السابقة وتنفيذ الالتزامات".

وأشار روحاني، وفق موقع الرئاسة الإيرانية، إلى نهاية عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب و"إعلان الإدارة الجديدة عن تبنيها سياسات مختلفة منها إبداء الرغبة بالعودة للاتفاق النووي"، مؤكدا على "ضرورة رفع العقوبات والعودة إلى القرار 2231 لمجلس الأمن"، المكمل للاتفاق النووي.

وشدد على أن بلاده ستعود إلى جميع التزاماتها النووية عندما ترفع الولايات المتحدة جميع العقوبات.

وحول الأوضاع في المنطقة، أكد أن مشروع "هرمز للسلام" الذي قدمه في الأمم المتحدة عام 2019 "ما زال مطروحاً"، قائلاً إنّ "السلام والاستقرار في المنطقة لن يتحققا إلا من خلال التعاون والحوار بين دول المنطقة".

ودعا روحاني إلى توطيد العلاقات الثنائية، قائلاً إنّ "الظروف الدولية الجديدة تستدعي توظيف الفرص لتنمية العلاقات والتعاون". ويقصد الرئيس الإيراني من هذه الظروف مجيء بايدن ومغادرة ترامب السلطة.

وشدد على ضرورة التسريع في تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة بين قطر وإيران خلال زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى طهران العام الماضي.

وفي وقت سابق، قالت مصادر إيرانية "مطلعة"، رفضت ذكر أسمائها، لـ"العربي الجديد" إن زيارة وزير الخارجية القطري إلى طهران تأتي في سياق محاولات قطرية لنزع فتيل أزمة الموقف من تنفيذ الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة.

وذكرت المصادر أن "قطر تبذل جهوداً كبيرة منذ فترة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين للوصول إلى حل للأزمة وخفض التوتر في المنطقة"، مرجحة أن يكون الوزير القطري يحمل معه عرضاً أميركياً لإقناع إيران بوقف خطواتها النووية، ولا سيما في ما يتعلق بالبروتوكول الإضافي الذي تهدد بأنها ستوقف العمل بموجبه اعتبارا من 21 فبراير/شباط الجاري إذا لم ترفع العقوبات. 

ووصفت هذه المصادر الزيارة بأنها محاولة في اللحظات الأخيرة قبل حلول هذا التاريخ لمنع تصعيد الوضع، بالنظر إلى أهمية الخطوة التي ستقدم عليها الحكومة الإيرانية وتداعياتها في زيادة منسوب التوتر مع الغرب "الذي ينظر بحساسية كبيرة تجاهها".

واستبعدت المصادر تراجع إيران عن وقف تنفيذ البروتوكول الإضافي "ما لم تحصل على عرض مغر حول العقوبات". واليوم الاثنين، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، في معرض الرد على سؤال حول جهود قطرية لخفض التوتر بين إيران والولايات المتحدة، ترحيب طهران بهذه الجهود، كاشفا أن "هناك مشاورات مكثفة بين إيران وقطر على مختلف المستويات".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "نرحب بأي مساعدة في خفض التوتر، لكن تنفيذ أميركا تعهداتها ليس بحاجة إلى تبادل الرسائل، وهي يمكنها فعل ذلك بسهولة".

وأضاف أن "الإدارة الأميركية الراهنة أصبحت شريك الإدارة السابقة بنكث العهود"، معربا عن أسفه لذلك، وقال إن "هذا المسار ليس بنّاءً ويجب أن يتوقف".

وهدد خطيب زادة بأن طهران ستوقف تنفيذ البروتوكول الإضافي بدءا من 21 فبراير/شباط الحالي، في حال عدم تنفيذ أطراف الاتفاق النووي تعهداتها ولم ترفع العقوبات حتى هذا التاريخ. 

وكان وزير الخارجية القطري قد أكد قبل أيام، خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، أن الاتصالات مع الجانبين الأميركي والإيراني لم تتوقف، مبيناً أنه "يهمنا عدم التصعيد في المنطقة".

وذكر الوزير القطري في هذا السياق أن دولة قطر "ستواصل جهودها للتهدئة في المنطقة"، مشيراً إلى أن إيران دولة جارة والولايات المتحدة حليف استراتيجي لقطر، وما يحدث في المنطقة "ينعكس علينا مباشرة".

وأضاف أنه "من المهم ألا نرى تصعيدا في المنطقة، فالاتصالات مستمرة مع جميع الأطراف لإجراء مشاورات في قضية إيران، وغيرها من قضايا المنطقة المختلفة الأخرى، حيث تسعى قطر لأن يكون هناك خفض للتصعيد وعودة للعملية السياسية وإلى الاتفاق النووي".

 ولفت إلى أن "الجهد القطري جزء من الجهد الدولي، وقطر مستعدة دائما للمساهمة في إعادة الاستقرار للمنطقة في حال طلب منها ذلك، وهي مستمرة في جهودها، لأن هذا الشأن يهم قطر بشكل مباشر".