وزير الخارجية الإسباني في الجزائر: ملف إمدادات الطاقة أولاً

وزير الخارجية الإسباني في الجزائر: ملف إمدادات الطاقة أولاً

30 سبتمبر 2021
يلتقي خوسيه مانويل ألباريس نظيره الجزائري رمطان لعمامرة (Getty)
+ الخط -

 يصل وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الخميس، إلى الجزائر، في زيارة عمل سيناقش خلالها مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة وعدد من المسؤولين الجزائريين، ملفات سياسية واقتصادية عدة، يأتي على رأسها ملفا إمدادات الطاقة في خضم أزمة أنبوب الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب، وملف التدفق القياسي للمهاجرين غير النظاميين من الجزائر إلى السواحل الإسبانية.

وتعزّز زيارة الوزير الإسباني فرص التوافق بين الجزائر ومدريد بشأن عدد من القضايا، خصوصاً بعد التعاون الذي أبدته إسبانيا أخيراً بتسليمها مطلوبين وعسكرياً فاراً، هو الرقيب محمد بن عبد الله، إلى القضاء الجزائري، ورغبتها في تسليم عدد آخر من نشطاء في حركات تصنفها الجزائر تنظيمات إرهابية (حركتا "ماك" و"رشاد") يتواجدون على الأراضي الإسبانية.

لا تبدو مدريد مرتاحة لتطمينات الجزائر بشأن ضمان كامل إمدادات الطاقة عبر خط أنابيب "ميد غاز" البحري

ويشكل تدفق المهاجرين غير النظاميين أحد أبرز الملفات السياسية التي تفرض نفسها على طاولة الحوار الجزائري - الإسباني، خصوصاً أن موجة التدفقات التي حصلت أخيراً تعد الكبرى منذ عام 2012، حيث سجّل خفر السواحل الإسبانية، خلال الساعات الـ72 الأخيرة فقط، وبحسب بيانات رسمية، وصول أكثر من 1500 مهاجر غير نظامي من الجزائر، إضافة إلى العثور على عدد من جثث مهاجرين قدموا من منطقة وهران غربي الجزائر، ويتحدرون من منطقة بجاية شرقي البلاد.

ويشكل ملف تدفق المهاجرين حالة من القلق بالنسبة للسلطات الإسبانية في الوقت الحالي، التي ترى أنه تتوجب مناقشته مع نظيرتها الجزائرية.

لكن الصحافي الإسباني المتخصص في الشؤون المغاربية والعربية والعلاقات مع أوروبا، ريكاردو غونزاليس، رأى أن الملف الأكثر أهمية في زيارة ألباريس إلى الجزائر يتعلق بالأساس بمسألة إمدادات الطاقة والغاز، مؤكداً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن السلطات الإسبانية لا تبدو مرتاحة كثيراً للتطمينات التي أرسلتها الجزائر عبر السفير الإسباني في الجزائر، فرناندو موران، خلال لقائه وزير الطاقة محمد عرقاب، قبل شهر، بشأن ضمان كامل الإمدادات عبر خط أنابيب "ميد غاز" البحري الذي يربط ميناء بني صاف غربي الجزائر، بألميريا الإسبانية.

وأكد الصحافي الإسباني أن مدريد تسابق الزمن لإقناع الجزائر بتجديد اتفاقية أنبوب الغاز الجزائري العابر للمغرب، والتي تنتهي في 31 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وتسعى للضغط على الجزائر لأجل الإبقاء على أنبوب الغاز الذي يعبر المغرب، والذي تصّر الجزائر على عدم تجديد الاتفاق الخاص به، بسبب أزمتها السياسية والدبلوماسية مع الرباط، ولحرمان المغرب من عائدات عبور الأنبوب واستفادته من 800 ألف متر مكعب من الغاز كان يحصل عليها ضمن حقوق العبور.

وأعرب ريكاردو عن اعتقاده بأن "مدريد ستبقي ضغطها لأجل تجديد اتفاق الأنبوب البري، فهناك تخوفات في إسبانيا من أن تحدث أزمة إمدادات طارئة في أي وقت، في حال تعرض الأنبوب البحري لخلل ما، ومدريد تدرك موقف الجزائر وخلفياته، لكنها لا تزال تأمل حتى اللحظة الأخيرة في أن تستطيع إقناعها".

يشكل تدفق المهاجرين غير النظاميين أحد أبرز الملفات السياسية التي تفرض نفسها على طاولة الحوار

وتربط بعض التحليلات بين زيارة وزير الخارجية الإسباني إلى الجزائر من جهة، وبين إعلان السلطات الإسبانية إعادة فتح ملف قائد جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي، المتهم بارتكاب انتهاكات لدى القضاء الإسباني.

وتشير هذه التحليلات إلى أن توقيت الإعلان عن إعادة فتح هذا الملف يمكن أن يُفهم على أنه ورقة ضغط تمارسها مدريد على الجزائر لدفعها نحو تجديد اتفاقية الأنبوب البرّي عبر المغرب، بسبب حساسية ملف "البوليساريو" بالنسبة للجزائر.

لكن الأخيرة تريد في المقابل من مدريد البقاء على الحياد، والاستمرار في موقفها الذي يدعم المسار الأممي لحلّ ملف الصحراء، وهي تلعب أوراقها السياسية باستخدام ملف الطاقة، للضغط على إسبانيا للتعاون لتسليم عدد من النشطاء المطلوبين لدى القضاء الجزائري، وكذا سحب أسطولها للصيد من سواحل الصحراء، تطبيقاً للقرار الذي أصدرته المحكمة الأوروبية أمس الأربعاء، والقاضي بإلغاء اتفاقية الصيد بين المغرب والاتحاد الأوروبي.