هولندا تتسلم اليوم مواطنين مرتبطين بـ"داعش"

هولندا تتسلم اليوم مواطنين مرتبطين بـ"داعش"

05 يونيو 2021
أكثر من 30 ألفاً من عوائل التنظيم في مخيمات الإدارة بينهم 12 ألفاً من غير السوريين (Getty)
+ الخط -

تتسلم الحكومة الهولندية، اليوم السبت، مواطنين هولنديين مرتبطين بمقاتلين كانوا في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي من مراكز احتجاز تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية - قسد" شمال شرقيّ سورية.

وقال مصدر خاص لـ"العربي الجديد"، إن "قسد" ستسلّم غداً، بعد حملة تواصل مع الحكومات الأوروبية، خمسة أطفال هولنديين أيتام، قُتل والدهم في المعارك التي خاضها التنظيم قبيل إعلان القضاء عليه قبل أكثر من سنتين. وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن التسليم سيكون الساعة الحادية عشرة صباحاً بتوقيت سوريا 8:00 بتوقيت GMT، بحضور ممثلين عن الحكومة الهولندية لإعادتهم إلى أمستردام.

واطلع "العربي الجديد" على نسخة إعلامية خاصة، أرسلتها "قسد" إلى عدد محدود من الصحافيين مساء الجمعة لحضور التسليم يوم السبت وتغطيته إعلامياً.

وحتى اللحظة، لم تعلن الحكومة الهولندية عن العملية أو أية تفاصيل متعلقة بأعمار هؤلاء المواطنين أو أسمائهم، رغم أنها ليست المرة الأولى التي تستعيد فيها هولندا مواطنين من عوائل مقاتلي داعش. ففي عام 2019 تسلمت طفلين يتيمين هولنديين، بالتزامن مع عدة عمليات تسليم لروسيا وفرنسا وكازاخستان والسودان وكوسوفو والسويد والولايات المتحدة وغيرها.

وبحسب أرقام "الإدارة الذاتية"، هناك أكثر من ستة آلاف من مقاتلي "داعش" ضمن سجون الإدارة، ألف منهم من جنسيات أجنبية، يتحدرون من 50 دولة أوروبية وآسيوية، إضافة إلى أكثر من 30 ألف شخص من عوائل التنظيم بين طفل وامرأة في مخيمات الإدارة الذاتية، بينهم 12 ألفاً من غير السوريين.

وفي وقت سابق من مارس/ آذار الماضي، نقلت وكالة أنباء "هاوار" التابعة للإدارة الذاتية عن إدارة مخيم الهول، أنّ عدد القاطنين فيه بلغ 62 ألفاً و287 شخصاً، منهم 30 ألفاً و706 لاجئين عراقيين، بالإضافة إلى 22 ألفاً و616 سورياً. أمّا عدد أفراد عوائل تنظيم "داعش"، فقد بلغ ثمانية آلاف و965 شخصاً من النساء والأطفال فقط، وذلك بحسب الإحصائية الأخيرة التي صدرت في يناير/ كانون الثاني الماضي.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وأشارت بيانات أخيرة صادرة عن منظمات محلية عاملة في مخيم الهول إلى أن 24 ألف طفل تقريباً يقطنون فيه، وهذا الرقم يشمل كلّ الجنسيات، بمن في ذلك أطفال عوائل تنظيم "داعش" وأطفال سوريون وعراقيون.

وفي وقت سابق، صرّح المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تيد شيبان، بأنّ "مخيم الهول والمناطق المحيطة في شمال شرق سورية تضمّ أكثر من 22 ألف طفل أجنبي من 60 جنسية على الأقل، يقيمون في المخيمات والسجون، بالإضافة إلى آلاف الأطفال السوريين"، وذلك في تقرير صدر في 28 فبراير/ شباط الماضي.

وتشكل قضية المقاتلين الأجانب (غير السوريين) في صفوف "داعش" والمحتجزين في سجون "قوات سورية الديمقراطية" ومخيماتها شماليّ سورية، معضلة حقيقة لمعظم الدول. فمن غير المعلوم ما سيكون مصيرهم في بلدانهم، خصوصاً أن الحكومات لا تهتم باستعادتهم، بحسب تصريحات للإدارة الذاتية، وسط دعوات لإنشاء محاكم خاصة تنظر في مصيرهم.

وفيما تتفاعل قضية المقاتلين أو عوائلهم الأجانب بين دولهم والإدارة الذاتية، تثير الأرقام الكبيرة لأبناء المقاتلين السوريين والعراقيين مخاوف بشأن مستقبلهم، في ظل انعدام فرص استعادتهم ودمجهم من جديد وسط ما يجري في هذين البلدين.