هدوء الاشتباكات واستمرار القصف في محاور عين عيسى السورية

هدوء الاشتباكات واستمرار القصف في محاور عين عيسى السورية

22 ديسمبر 2020
مئات العائلات المحتجزة في مخيم الهول (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

انخفضت وتيرة الاشتباكات في محور قرية المشيرفة بناحية عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي، شمالي سورية، بعد ساعات من المعارك العنيفة بين "الجيش الوطني السوري" و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، انتهت بانسحاب الأول من القرية إلى محيطها.
وذكرت مصادر من "الجيش الوطني السوري"، اليوم الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، أن قواته انسحبت ليلاً من قرية المشيرفة إلى أطرافها، حيث هدأت الاشتباكات داخل القرية، مضيفة أن القصف المدفعي والصاروخي استمر من الجيش الوطني لمنع "قسد" من إعادة التمركز في القرية التي تقع شرقي ناحية عين عيسى.
وبحسب المصادر، فقد كانت قوات "الجيش الوطني" تحاول التقدم في القرية ومحيطها بهدف البدء بتشكيل طوق حول مدينة عين عيسى قرب الطريق الدولي، وجاءت بالتزامن مع استمرار المفاوضات الروسية مع الجيش التركي الداعم لـ"الجيش الوطني السوري" في شمال سورية.

وترفض تركيا، وفق المصادر، بقاء "قوات سورية الديمقراطية" في عين عيسى، التي كانت تعد المقر الرئيسي لها في شمال سورية وتضم معظم إداراتها المدنية والعسكرية، فضلاً عن الموقع المميز الذي تتمتع به المدينة لوقوعها على الطريق الدولي "إم 4" الواصل بين الحسكة واللاذقية مروراً بإدلب وحلب والرقة.
بدورها، قالت مصادر من "قسد" إن الاشتباكات توقفت في محور المشيرفة من دون حدوث تغيير في نقاط السيطرة، مؤكدة أن "الجيش الوطني" انسحب واستمر في عمليات القصف على مواقع "قسد"، مضيفة أن الاشتباكات أدت إلى وقوع خسائر بشرية من الطرفين في المحور.
ومنذ الخميس الفائت، بدأت فصائل في "الجيش الوطني السوري" هجوماً على أطراف المشيرفة، وكان الهجوم مدعوماً بقصف مدفعي من الجيش التركي وطائرات مسيّرة عن بعد.

مقتل عناصر لـ"قسد"

في هذه الأثناء، قتل خمسة على الأقل من عناصر مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، اليوم الثلاثاء، في مناطق متفرقة شمالي وشرقي سورية، من بينهم رئيس مجلس مدني، جراء هجمات من مجهولين بأسلحة نارية وعبوة ناسفة. كما شنت "قسد" بالتعاون مع التحالف الدولي ضد "داعش" عملية إنزال جوي، اعتقلت خلالها عدة أشخاص في ريف الحسكة الجنوبي بتهمة التعاون مع التنظيم.
إلى ذلك، قصفت مدفعية الجيش التركي مواقع لـ"قسد" في محاور قريتي مرعناز والعلقمية بريف حلب الشمالي، موقعة خسائر مادية فقط.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن القصف تجدد في ريف حلب الشمالي بعد هدوء استمر قرابة يومين، تزامناً مع هجوم "الجيش الوطني" على قرية المشيرفة في ريف الرقة.

وتشهد محاور التماس بين "قسد" و"الجيش الوطني" في ريف حلب، وبشكل شبه يومي، إطلاق نار متبادلاً وعمليات لـ"قسد"، فضلاً عن محاولات تسلل من قبل الطرفين إلى مواقع في المنطقة.
من جانب آخر، أطلقت مليشيات "قسد" عشرات الأشخاص، مساء أمس، من مخيم الهول في ريف الحسكة الشرقي ضمن دفعة جديدة، وأعادتهم إلى المناطق التي يتحدرون منها في شرق الفرات.
وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الدفعة الجديدة ضمت قرابة 21 عائلة فقط جلها من ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة "قسد"، مضيفة أن الأخيرة تسعى لإخراج دفعة جديدة خلال الأيام المقبلة ونقلها إلى ريف حلب الخاضع لـ"قسد" أيضاً.
وكانت "قسد" قد نقلت مئات العائلات المحتجزة في مخيم الهول للنازحين واللاجئين إلى مناطقها الأصلية التي خضعت لها إبان الحرب على تنظيم "داعش". ويضم مخيم الهول آلاف العائلات من السوريين وجنسيات أجنبية.
ويأتي ذلك ضمن خطة وضعتها الإدارة التابعة لـ"قسد" بهدف إخلاء المخيم سيئ الصيت من العائلات السورية، وإعادة توطينها في مناطقها الأصلية، وجل هذه العائلات محتجز بتهمة انتماء أبنائها إلى تنظيم "داعش".

حواجز للنظام

إلى ذلك، نشرت قوات النظام السوري، صباح اليوم، عدداً من الحواجز على الطرق الرئيسية في ريفي دير الزور الغربي والشرقي المؤدية إلى مدينة دير الزور، وبدأت بالتفتيش عن مطلوبين للتجنيد الإجباري، واعتقلت عشرات الشبان ونقلتهم إلى مراكزها في مدينة دير الزور.

الطيران الروسي يكثف غاراته
وشن الطيران الروسي، اليوم الثلاثاء، قرابة خمسين غارة جوية على مواقع في البادية السورية الممتدة على محافظات حمص وحماة والرقة ودير الزور، ضمن حملة جديدة يرافقها تقدم بري من قوات النظام والمليشيات المساندة لها على مناطق تنشط فيها خلايا لتنظيم "داعش" الإرهابي.  

"تحرير الشام" تعتقل أشخاصاً بينهم إعلامي

من جانب آخر، ألقت قوات أمن تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" القبض على عدد من الأشخاص في بلدة معرة مصرين في ريف إدلب، شمالي سورية، خلال مداهمة في البلدة، وذلك على خلفية اتهامهم بالعمل لصالح النظام وتنظيم "داعش".

 كما اعتقلت الهيئة ناشطا إعلاميا في منطقة الغراوية بريف حلب خلال مروره على أحد الحواجز التابعة لها. في حين أفرجت عن قيادي تابع لتنظيم "حراس الدين" اعتقلته في وقت سابق لأسباب مجهولة.