وفاة 10 رضع بمخيم الكرامة لنازحي ريف الرقة

وفاة 10 رضع بمخيم الكرامة لنازحي ريف الرقة

02 مايو 2017
يعيش سكان المخيم ظروفاً إنسانية صعبة (العربي الجديد)
+ الخط -
مع ازدياد حدة المعارك  بين قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي وتنظيم الدولة الإسلامية(داعش) في ريف الرقة، تتفاقم المأساة الإنسانية التي تخلفها المعارك، فيما تتضاعف أعداد النازحين الذين يرزحون في مخيمات عشوائية تفتقر لأدنى الخدمات.

في مخيم الكرامة الذي أنشىء بداية مارس/ آذار الماضي، في منطقة ترابية تقع على ضفة أحد فروع نهر الفرات بين كل من دير الزور والرقة والحسكة التي يبعد عنها حوالى  180 كم، تضاعفت أعداد النازحين إليه خلال الأيام العشرة الأخيرة من 200 نازح إلى حوالى 30 ألف نازح.

وقال دواود داوود، مدير مركز السلام والمجتمع المدني، لـ "العربي الجديد"، إنّ "عدد وفيات الرضع من أبناء النازحين وصل إلى 10 أطفال، منذ  24  أبريل/نيسان الماضي، وهو اليوم الذي تدفق فيه العدد الأكبر من النازحين إلى المخيم".

وتابع داوود: "لا يمكننا تحديد سبب طبي دقيق لغياب أي نقطة أو خدمات طبية في المنطقة، وقد يكون هذا هو السبب في تفاقم الحالات المرضية للأطفال الذين لا تتوفر لهم علبة حليب أو مياه نظيفة، عدا عن الظروف غير الصحية التي يعيش بها النازحون اليوم، فهم يضطرون لشرب مياه ملوثة من أحد فروع الفرات قرب المخيم، الذي يشكل المصدر الوحيد للمياه بالنسبة لهم حتى اليوم".

ويضيف داوود "بعد إعلان الحملات الأخيرة على الرقة ومحيطها تدفق عدد كبير فاق التوقعات، أكثرهم أطفال وشيوخ ونساء. إدارة المخيم هي تحت إشراف منظمة روج آفا التابعة للإدارة الذاتية الكردية، وسط غياب شبه كامل للمنظمات الدولية، كل ما يقدم في المخيم هو بعض الخدمات المحدودة كتوزيع الخبز، لكنها لا تغطي الاحتياجات الكبيرة. حاولنا التواصل مع الكثيرين لتقديم المساعدة، وكان رد معظم المنظمات أنها تجهز خطة للدخول.  لم تقدم أي جهة تجهيزات احتياطية أو خطة طوارئ لأزمة النزوح رغم أن  نزوح السكان من الرقة ودير الزور كان أمراً متوقعاً، وحجة الكثير منها أن مخيم الكرامة بعيد عن الحدود".

 

وكان معظم النازحين قد وصلوا إلى المخيم مشياً على الأقدام، ولم يحملوا معهم سوى لباسهم وأوراقهم، وبسبب عدم وجود خيام، استعان البعض بالستائر القديمة والحصائر لنصب خيمة فيما بقي آخرون يفترشون العراء.

ويروي داوود ما شاهده خلال زيارته للمخيم "رأيت الأطفال يبتسمون بعد وصولهم والدمع في عيونهم من التعب والإرهاق، سمعتهم يتحدثون عن  تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والمعارك، كانت الصدمة النفسية مما رأوه وعاشوه واضحة عليهم، أما الكبار فيتحدثون عمن تركوهم من أقاربهم وأحبائهم هناك ولم يعرفوا إن ماتوا أو ما زالوا أحياء. يتحدثون أيضاً عمن ماتوا على الطريق بسبب الألغام".

في هذه البقعة البائسة التي فر إليها النازحون وعلى جانب معركة تخوضها أكبر دول العالم، لا يستطيع النازحون التواصل مع أحد بسبب غياب جميع شبكات الاتصال عن المنطقة. يقول داوود "نزور المخيم كل عدة أيام للاطلاع على وضع النازحين فيه، ونجمع المعلومات من الواصلين منه يومياً، الوضع هناك مأساوي للغاية، الكثير لا يملكون حتى الحصير أو القماش، المنظمات الدولية تتحمل مسؤولية كبيرة أخلاقية على الأقل إذا استمرت في هذا التأخر في الاستجابة".

وكان مخيم عين عيسى في ريف الحسكة، الذي يضم نازحين من ريف الرقة، قد استقبل أيضاَ  دفعة جديدة من النازحين قدرت بـ10 آلاف نازح خلال اليومين الماضيين، ويعيش سكان هذا المخيم ظروفاً إنسانية صعبة أيضاً بسبب غياب المنظمات الدولية وعمليات الإغاثة.

 

 

 

المساهمون