هتافات تقاطع كلمة عباس خلال زيارته الأولى إلى مخيم جنين

هتافات تقاطع كلمة عباس خلال زيارته الأولى إلى مخيم جنين

12 يوليو 2023
رسائل "أبو مازن" في جنين: سلطة واحدة وأمن واحد (Getty)
+ الخط -

أرسل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن اليوم الأربعاء، رسالة سياسية واضحة خلال كلمته وسط مخيم جنين شمال الضفة الغربية، الذي يزوره للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة عام 2005، حيث قال: "أقولها بصراحة: إن اليد التي ستمتد إلى وحدة الشعب وأمنه وأمانه واستقراره ستُقص من جذورها".

وتابع الرئيس عباس: "وجئنا لنقول إننا سلطة واحدة، ودولة واحدة، وقانون واحد، وأمن واستقرار واحد، أحب أن أقول للقاصي والداني: كل من يعبث بوحدتنا لن يرى إلا ما لا يعجبه، لن نسمح ولن نقبل إطلاقاً، وأقولها بصراحة أكثر، إن اليد التي ستمتد إلى وحدة الشعب وأمانه واستقراره ستقص من جذورها".

وألقى عباس كلمته، على مدخل مخيم جنين المعروف بـ"الأقواس"، ولم يكن هناك أي تجهيزات لمنصة، وسط غياب تقنيات نقل صوت جيدة، إذ بالكاد وصل خطابه للناس مع كثير من الخلل التقني.

وقال عباس في كلمته: "أريد هذا البلد موحداً، الكل يعمل لأجل البقاء في أرض الوطن حتى نحرر هذا الوطن كاملاً وعاصمته القدس، وليس بلدة أبو ديس مع الاحترام".

وشدد قائلاً: "سنبقى في بلدنا، ولن نرحل عنها حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وحتى يرحل هؤلاء عن أرضنا".

وهذه المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس محمود عباس مخيم جنين، حيث سبق أن زار محافظة جنين ثلاث مرات؛ الأولى في دعايته الانتخابية 2005، والثانية عام 2009، والثالثة في 2012.

وقاطع عشرات الشبان كلمة أبو مازن أثناء خلل تقني في نقل الصوت الذي شابه الكثير من المشاكل التقنية وهتفوا "كتيبة ..كتيبة"، في إشارة إلى كتيبة جنين التي تقود المقاومة في المخيم منذ نحو عامين، فيما هتف مئات من عناصر الأمن "بالروح بالدم نفديك يا رئيس".

وشكر الرئيس الفلسطيني كل من قدّم الدعم إلى جنين وخاصة الجزائر ودولة الإمارات، وقال: "ننتظر من الكل أن يقدم الدعم للشعب الفلسطيني"، فيما أكد بالقول: "سنبدأ بإعادة الإعمار فوراً، وسنعيد جنين أحسن مما كانت".

وقال عباس: "جنين الصامدة ومخيمها البطل الرمز الأيقونة بكل أنحاء العالم، أيقونة النضال والصمود والتحدي، مخيم جنين البطل الذي صمد في وجه العدوان، وقدم التضحيات، وقدم الجرحى، وقدم كل ما لديه في سبيل الوطن، هذا هو مخيم جنين، ولا ننسى نابلس جبل النار ومخيماتها".

إلى ذلك، قال الرئيس عباس: "يجب أن نتخلص من الاحتلال ونقول لهم ارحلوا عنا. نحن هنا باقون، نحن قاعدون، وأنتم حلوا عنا".

وقال الرئيس عباس وهو يحمل غصن زيتون ملوحاً به أمام الجماهير: "إذا اقتلعوا شجرة سنزرع ألف شجرة"، فيما لم يذكر الرئيس عباس في كلمته مصطلح "المقاومة" إطلاقاً.

وأضاف: "أحب أن أقول لكم، إن السلطة جاءت إلى هنا لنؤكد أننا مع مخيم جنين ومع مدينة جنين". ومضى قائلاً: "التحية لكل شهدائنا الأبرار وكل أسرانا الأحرار وكل جرحانا والمبعدين، ليكون هذا الوطن للجميع، ويكون مفتوحا للجميع، وليعود له الـ 14 مليون فلسطيني في الشتات".

وأعلن محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب صباح اليوم، عن إلغاء لقاء الرئيس مع الفعاليات الرسمية والشعبية مثلما كان مقررًا في برنامج أمس، على أن يقتصر التواجد فقط في ساحة المخيم. وقبْل زيارة عباس مخيم جنين زار صباح اليوم، والليلة الماضية، زوجته التي أدخلت المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله.

وأقلعت طائرتا هليكوبتر من مقر الرئاسة في رام الله "المقاطعة" قبل ظهر اليوم الأربعاء، الأولى أقلت الرئيس "أبو مازن" وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج، والثانية أقلت مرافقي الرئيس من الحرس الخاص به.

أقلعت طائرتا هليكوبتر من مقر الرئاسة في رام الله "المقاطعة" قبل ظهر اليوم الأربعاء

ووصلت الطائرتان إلى حرش السعادة حيث مقر الأمن الوطني الفلسطيني في مدينة جنين نحو 12:25 دقيقة، لينطلق الرئيس بعدها بموكب السيارات إلى المقبرة الجديدة في أطراف مخيم جنين التي تم تدشينها بدفن تسعة شهداء من مخيم جنين في العدوان الإسرائيلي الأخير عليه.

وبعدما وضع الزهور على قبور الشهداء، انطلق الموكب إلى مخيم جنين، حيث ألقى عباس كلمة ارتجالية في المخيم وغادره ليكون إجمالي زيارته نحو 45 دقيقة، ثم غادر في موكبه إلى "حرش السعادة" حيث اجتمع مع قادة الأمن وغادر بالطائرة إلى رام الله.

وقبيل وصول أبو مازن، أخبر الأمن الفلسطيني الصحافيين بمنع البث المباشر، واقتصار التغطية المباشرة على تلفزيون فلسطين الرسمي فقط.

وكان في انتظار عباس رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية وعدد من الوزراء، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح".

المساهمون