من هو محرم إنجه الذي أعلن انسحابه من السباق الرئاسي في تركيا؟

من هو محرم إنجه الذي أعلن انسحابه من السباق الرئاسي في تركيا؟

11 مايو 2023
محرم إنجه يعلن انسحابه من الانتخابات في مؤتمر صحافي بأنقرة (مصطفى جفتشي/الأناضول)
+ الخط -

أعلن المعارض التركي محرم إنجه، زعيم حزب "البلد"، اليوم الخميس، انسحابه من خوض السباق الرئاسي في تركيا، المقرر يوم الأحد المقبل، مبرراً قراره بعدم قدرته على تحمل الادعاءات بحقه، وداعياً أنصاره لدعمه في الانتخابات البرلمانية.

وجاء إعلان إنجه عن انسحابه في تصريح صحافي بالعاصمة التركية أنقرة، دون أن يعلن دعمه أحداً من المرشحين، موضحاً أنّ ترشحه "كان طريقاً ثالثة لتركيا"، وعدد إنجه الممارسات والاتهامات التي طاولته لثنيه عن ترشيح نفسه، منها "أنه عميل سري للقصر الجمهوري (الرئيس أردوغان)، وسُربت وثائق مصرفية عن تلقيه أموالاً كبيرة، وحسابات نشرت عنه شريطاً مصوراً فاضحاً".

كما واجه إنجه اتهامات من قبل المعارضة التركية بأنه يشتت أصواتها ما يقلل من فرص الفوز على الرئيس رجب طيب أردوغان، ووُجهت له دعوات عدة للانسحاب من قبل أنصار المعارضة، وتحديداً مشاهيرها، الذين طلبوا منه الانسحاب لصالح مرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض.

معارض لأردوغان والمعارضة معاً

ورغم انسحاب محرم إنجه من السباق الانتخابي، إلا أنّ اسمه سيبقى ضمن الورقة الانتخابية المقررة من قبل الهيئة العليا للانتخابات لأنّ الأوراق طبعت منذ فترة طويلة أتمت مراحلها وسيتلقى الناخبون الورقة المخصصة للانتخابات متضمنة اسم محرم إنجه.

وكان إنجه قد أسس حزب "البلد" في مايو/ أيار 2021، بعد انشقاقه عن حزب الشعب الجمهوري عقب مطالبته برئاسة الحزب وفشله في نيل ذلك، وبعد تمكنه من الحصول على أكثر من 30% من الأصوات بالانتخابات الرئاسية في عام 2018.

وعُرفت عن إنجه معارضته للرئيس أردوغان ولتحالف الشعب المعارض في آنٍ. وتضاربت تصريحات ومواقف إنجه خلال الفترة السابقة، فهو من أشد المطالبين برحيل أردوغان وفي الوقت نفسه ينتقد برنامج المعارضة ومواقفها في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، خصوصاً في شرق المتوسط وانتقاد الوجود التركي في ليبيا وأذربيجان، وموقفها من الصناعات الدفاعية، التي يدافع إنجه عنها ويدفع باتجاه دعمها.

وولد إنجه عام 1964 في ولاية يالوفا القريبة من إسطنبول، وعمل مدرساً ومدير مدرسة في السنوات الأولى من حياته المهنية، ولاحقاً كان متحدثاً باسم نادي "يالوفا سبور" الرياضي، وترأس جمعية "الفكر الأتاتوركي" في الولاية.

وفي عام 2002، دخل عالم السياسة وبات نائباً عن حزب الشعب الجمهوري، وأُعيد انتخابه في دورات 2007 و2011 و2015 وهي السنة التي أُجريت فيها الانتخابات الاعتيادية في يونيو/ حزيران، لكنها أنتجت مجلساً نيابياً مغلقاً، ما استدعى إجراء انتخابات مبكرة في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه.

وترشح إنجه عن حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في عام 2018 أمام أردوغان، لكنه خسر مع حصوله على أكثر من 30% من الأصوات، وعقب الانتخابات طالب برئاسة حزب الشعب الجمهوري خلال انعقاد المؤتمر العام، ولكنه فشل أمام كلجدار أوغلو، فانشق عن الحزب. وعلل ذلك باعتباره أنّ الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية لعام 2018 تجاوزت أصوات حزب الشعب الجمهوري، وهو ما كان دافعاً له للمطالبة برئاسة الحزب.

قريب من الشباب

ويعد محرم إنجه قريباً من الشباب في ظلّ امتلاكه أسلوباً خطابياً لافتاً لهم، واشتهر أيضاً برقصه مع الشباب، ما حوله إلى شخص شهير لدى الجيل الجديد، حتى أنه سبق أن قال في لقاء تلفزيوني إنه "لو أمكن للناخبين في عمر بين 15 و18 عاماً التصويت، لفزت بالانتخابات من دون منازع".

وفي تصريح له قبل أيام، اشترط إنجه للانسحاب تخلي كلجدار أوغلو عن حليفيه في تحالف الشعب والطاولة السداسية، المنشقين عن حزب "العدالة والتنمية"، رئيسي حزب "المستقبل" أحمد داود أوغلو، وحزب "دواء" علي باباجان. ووضع إنجه شرطه في وقت كان يتوعد فيه بإرسال باباجان إلى محكمة الديوان العليا بسبب قضايا تتعلق به عندما كان نائباً لرئيس الوزراء في حكومات العدالة والتنمية السابقة.

ولم يحصل إنجه على نسب عالية في استطلاعات الرأي أخيراً، وحصل على 2.5% في استطلاع لشركة "أوراسيا" وعلى 4.3% باستطلاع شركة "أو ار سي"، وعلى نسبة 3% باستطلاع شركة "أكسوي"، كما حصل على 4.1% باستطلاع شركة "أريدا سورفاي"، وعلى 3.1% باستطلاع شركة "غينار"، و4.3% بحسب شركة "أوبتيمار".

المساهمون