من هو حزب "الفجر الذهبي" اليوناني الذي صُنّف منظمة إجراميّة؟

07 أكتوبر 2020
+ الخط -

قضت محكمة يونانية، اليوم الأربعاء، بأن حزب "الفجر الذهبي" اليميني المتطرف "منظمة إجرامية"، وأصدرت حكماً تاريخياً بإدانته في محاكمة ماراثونية استمرّت خمس سنوات.

وقضت المحكمة بأن سبعة من نواب الحزب السابقين، بينهم زعيم الحزب نيكوس ميخالولياكوس، مذنبون بقيادة منظمة إجرامية، بينما أدين آخرون بالمشاركة في منظمة إجرامية.

وتنظيم "الفجر الذهبي" الصغير الذي أسّسه ميخالولياكوس في التسعينيات، من مؤيدي القومية، ويعتبر من النازيين الجدد، وفق "فرانس برس".

استفاد من الظروف الاجتماعية-السياسية الصعبة التي كانت سائدة في البلاد بعد الأزمة المالية عام 2010، حيث دخل ممثلون له للمرة الأولى إلى البرلمان اليوناني في 2012.

ويصف السياسيون وجانب الحق المدني هذه المحاكمة بأنها "تاريخية"، وأدّت تدريجاً إلى تلاشي التنظيم. وفي الانتخابات التشريعية الأخيرة في يوليو/ تموز 2019، لم يتمكن الحزب من الفوز بأي مقعد في البرلمان.

واستمرّت جلسات الاستماع خمس سنوات لتحديد ما إذا كان الحزب "منظمة إجرامية" شنّت هجمات عنيفة على معارضين بأوامر من مؤسسه نيكوس ميخالولياكوس ودائرته المقربة.

وانطلقت الملاحقات القضائية إثر مقتل مغني راب مناهض للفاشية يدعى بافلوس فيساس كان في الـ34 من عمره، بعدما طاردته مجموعة من الحزب وطُعن حتى الموت أمام مقهى في كيراتسيني، الضاحية الغربية لأثينا، في سبتمبر/ أيلول 2013.

والقاتل اعترف بالجريمة، لكن الهجوم أثار استنكاراً واسعاً واتهامات بأن الحزب يشكل منظمة تعمل بشكل شبه عسكري، وتلجأ الى تكتيك الضرب والترهيب والقتل، وبأن قادة الحزب يعلمون بذلك.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وأثار مقتل بافلوس فيساس صدمة في اليونان، التي كانت في أوج الأزمة المالية، ما دفع السلطات إلى اعتقال قادة حزب "الفجر الذهبي" وأعضاءه المسؤولين عن عدة أعمال عنف بحق مهاجرين وناشطين يساريين، وإحالتهم على القضاء.

وهناك قضيتان أخريان تتعلقان "بمحاولات قتل" تشملان أيضاً عناصر من الحزب، إحداها ضد صيادين مصريين في 12 يونيو/ حزيران 2012، والأخرى استهدفت أفراداً من نقابة شيوعية في 12 سبتمبر/ أيلول 2013.

وفي وقت سابق، أدانت المحكمة يورجوس روباكياس، المؤيد للحزب، بقتل فيساس. وقال شهود من "رويترز" إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على حشود تجمعت أمام محكمة الاستئناف في أثينا بعد صدور الحكم ضد زعماء الحزب.

من جهتها، أفادت وكالة "أسوشييتد برس" باندلاع مشاجرات في مسيرة مناهضة للفاشية، شارك فيها أكثر من 15 ألف شخص خارج قاعة المحكمة. وألقت مجموعة صغيرة مقذوفات، بينما ردت الشرطة بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.

منظمة العفو الدولية، التي شاركت وساعدت في تنظيم شبكة لتسجيل العنف العنصري في اليونان، قالت من جانبها إن الحكم سيعزز جهود أولئك الذين يحاولون مقاضاة جرائم الكراهية.

وقال نيلز موزنيكس، مدير قسم أوروبا في منظمة العفو الدولية: "الاتهامات الموجهة إلى قادة حزب الفجر الذهبي وأعضائه، ومن بينها مقتل بافلوس فيساس، تكشف شرخاً ليس داخل اليونان فحسب، بل في جميع أنحاء أوروبا وخارجها. تأثير هذا الحكم، وهو محاكمة رمزية لحزب يميني متطرف لديه موقف عدواني مناهض للمهاجرين ولحقوق الإنسان، سيتعدى صداه حدود اليونان".

وينفي الحزب أي صلة مباشرة له بالهجمات، ووصف المحاكمة والتهم الموجهة إلى قيادة الحزب بـ"المؤامرة غير المسبوقة" التي تهدف إلى كبح جماح شعبيته.

المساهمون