منظمة روسية توثق مؤشرات اكتمال استعدادات غزو أوكرانيا

منظمة روسية توثق مؤشرات اكتمال استعدادات غزو أوكرانيا

21 فبراير 2022
جندي أوكراني في دونباس بمواجهة الانفصاليين والروس (أريس ميسينيس/فرانس برس)
+ الخط -

فيما تواصل روسيا نفي أي نية لها لغزو أوكرانيا، وترسل إشارات متضاربة تزيد من غموض المشهد، رصدت منظمة "فريق استخبارات الصراع" الروسية غير الحكومية مؤشرات إلى اكتمال الاستعدادات لعملية عسكرية في أوكرانيا من الجنوب والشرق.

ورفضت المنظمة تأكيد موعد التحرك النهائي، ولكنها نشرت صوراً ومقاطع فيديو توثق الاستمرار في نقل معدات وجنود إلى الحدود مع أوكرانيا، من ضمنها وحدات هندسية تستخدم عادة في بناء جسور متحركة، وكذلك تشييد مستشفيات عسكرية ميدانية قرب الحدود.

نطاق عمل "فريق استخبارات الصراع"

وتعمل منظمة "فريق استخبارات الصراع"، وهي منظمة غير ربحية، منذ سنوات، على رصد وتوثيق التحركات العسكرية الروسية في سورية وأوكرانيا على وجه الخصوص، إضافة إلى نشاطات مرتزقة "فاغنر" في الدولتين وفي مناطق صراع في أفريقيا.

وحسب القائمين عليها، تجمع المنظمة معلوماتها من نشطاء متطوعين ورصد مواقع التواصل الاجتماعي الروسي والمصادر المفتوحة، وتستعين بخبراء عسكريين وفنيين من أجل التأكد من صحة المعلومات الواردة إليها وتحليلها.

وذكر تقرير أخير، نشرته اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني، أن مراقبة الأوضاع تكشف عن "مؤشرات مقلقة لبداية وشيكة محتملة لعملية على أراضي أوكرانيا".

خبراء المنظمة لاحظوا أن "طبيعة حركة المعدات الروسية بالقرب من حدود أوكرانيا قد تغيرت بشكل كبير"

 

وأوضح التقرير أن خبراء المنظمة لاحظوا أن "طبيعة حركة المعدات الروسية بالقرب من حدود أوكرانيا قد تغيرت بشكل كبير"، كاشفاً أنه "تمّ نقل المركبات والمدرعات والدبابات وعربات المشاة القتالية والمدافع ذاتية الدفع على منصات السكك الحديدية وناقلات الدبابات في وقتٍ سابق، ولكنها الآن تتحرك بمفردها في كل مكان تقريباً".

وذكر التقرير أن تحركات الدبابات باتت أقرب إلى الحدود وعلى بعد عدة كيلومترات، مشيراً إلى أن قاذفات اللهب الثقيلة من نوع "توس" ترافق الدبابات والمركبات، على الرغم من أنها تتبع قوات الحماية الإشعاعية والكيمياوية والبيولوجية.

وهي قوات خاصة عادة ما تكلف بتنفيذ مجموعة معقدة من الإجراءات الهادفة إلى تقليل الخسائر في تشكيلات القوات البرية وضمان إنجاز مهامها القتالية عند العمل في ظروف التلوث الإشعاعي والكيمياوي والبيولوجي، إضافة إلى حماية سلاح المدرعات من أسلحة العدو عالية الدقة، ما يعني، حسب معدي التقرير، أن التشكيل القتالي بات جاهزاً لعملية عسكرية.

وفي مؤشر آخر، ذكر التقرير أن عملية نقل الجنود الروس متواصلة، ونشر صوراً لجنود ومتعاقدين في الجيش الروسي وهم في ظروف صعبة قرب الحدود، وينامون في غرف مزدحمة من دون الحصول على كميات كافية من الطعام.  

وخلص معدو التقرير إلى أنه "من المستحيل إبقاء القوات في مثل هذه الظروف فترة طويلة"، وتوقعوا أنه "في الأيام المقبلة، يمكننا أن نتوقع إما هجوماً أو انسحاباً جزئياً للقوات، على الأقل إلى تلك المعسكرات الكبيرة التي لاحظناها".

وأفاد بأن الرصد اليومي أثبت عدم وجود أي سحب للقوات في تلك المعسكرات.
ونشرت منظمة "فريق استخبارات الصراع" صوراً ومقاطع فيديو توثق تشييد مستشفى عسكري ميداني على أراضي المستشفى المركزي في مدينة شيبيكينو الواقعة على بعد 5 كيلومترات فقط من الحدود مع أوكرانيا، يمكن استخدامه في حالة بدء العمليات الهجومية في منطقة خاركيف بأوكرانيا.

وأشار تقرير المنظمة إلى أن خبراءها رصدوا سابقاً نشر مستشفيات في المعسكرات الميدانية في شمال غرب شبه جزيرة القرم أو بيلاروسيا.

ومن المؤشرات التي أوردها التقرير حول قرب اكتمال الاستعداد للحرب، ذكر معدوه أنهم رصدوا نقل معدات هندسية من كراسنودار باتجاه شبه جزيرة القرم عبر جسر كيرتش. 

ونقل التقرير عن الباحث العسكري توم بولوك أن الشاحنات تحمل جسراً برياً متوسط الحجم وقابلاً للفك، ويمكن استخدامه لترميم الجسور التي تعرضت للتفجير عبر نهر دنيبر أو مضيق تشونغار، المؤدي من شبه جزيرة القرم إلى منطقتي خيرسون وزابوريجيا في أوكرانيا.

وخلص معدو التقرير إلى أن كل ما رصدوه يعدّ مؤشرات إلى الاستعدادات الجارية لعملية روسية محتملة ضد أوكرانيا، ولكنهم أشاروا إلى أنهم "ليسوا مستعدين بعد لتوقع تواريخ انطلاق العملية أو نطاقها"، متعهدين بمواصلة مراقبة التطورات.

المساهمون