مناهضو التطبيع في المغرب: استضافة بوريطة من قبل "أيباك" جريمة

مناهضو التطبيع في المغرب: استضافة بوريطة من قبل "أيباك" جريمة في حقنا

07 مايو 2021
تظاهرة في المغرب ضد التطبيع مع إسرائيل (الأناضول)
+ الخط -

أثارت استضافة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، من قبل اللجنة الأميركية للشؤون العامة الإسرائيلية "أيباك"، انتقادات في الأوساط المناهضة للتطبيع في المغرب، إذ عبرت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" عن إدانتها الشديدة لهذه الاستضافة، مشددة على أن "ربط قضيتنا الوطنية الأولى (قضية الصحراء) بالصهاينة وبـ"أيباك" هي أكبر إساءة لها".
وقالت "مجموعة العمل"، في بيان وصل إلى "العربي الجديد " نسخة منه، اليوم الجمعة، إن ما أقدم عليه وزير الخارجية هو "خطوة خطيرة تنتقل بالمغرب، في ظرف قياسي، إلى أدنى وأحط مراحل التطبيع".
وأوضحت أن "الذهاب بملف استكمال وحدتنا الترابية إلى منظمة اللوبي اليهودي الصهيوني (أيباك) في الولايات المتحدة الأميركية يأتي في سياق الخزي التطبيعي مع العدو الصهيوني الذي انطلق رسمياً خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي".

واستضافت "أيباك" وزير الخارجية المغربي، أمس الخميس، في أول تواصل علني بين مسؤول مغربي رفيع المستوى وأكبر لوبي يهودي داعم للعلاقات الأميركية الإسرائيلية.
وعبّرت "مجموعة العمل" عن غضبها الشديد مما أقدم عليه وزير الخارجية، معتبرة أن "ربط القضية الوطنية الأولى بالصهاينة إساءة ترقى لمستوى الجريمة في حق الوطن".
ورأت أن "الخطاب الرسمي الناجم عن هذه المقاربة، التي تقدم الصهاينة على أنهم محررون وحماة للوحدة الوطنية، جريمة أخرى في حق شهداء الجيش المغربي من ضباط وجنود، قدموا أرواحهم ودماءهم فداء للوطن بتحريرهم لصحرائهم والذود عنها".
كذلك اعتبرت "مجموعة العمل" أن هذه الخطوة "جريمة في حق كل الشعب المغربي، الذي تطوع في مسيرة سلمية أبهرت العالم، والذي قدم تضحيات جسام بمساهماته في الإنفاق والاستثمار على مدى عقود، من أجل تنمية أقاليمه الجنوبية"، مطالبة "الدولة المسؤولة عن هذه السياسة بالتوقف عن هذا التوجه الخطير الذي لا يخدم ملف الوحدة الترابية".
إلى ذلك، دعت المجموعة كل مكونات الشعب المغربي لليقظة والحفاظ على الوحدة الوطنية، "رغم هذه الاهتزازات التي يتحمل مسؤوليتها المطبعون بأوهامهم وجريهم وراء سراب الصهاينة المتآمرين على أمن واستقرار المنطقة وعلى وحدتنا الوطنية وتماسكنا المجتمعي".
وشددت على أن "ما أقدم عليه بوريطة لا يستقيم مع إرادة الشعب المغربي، ويتعارض مع ثوابته، ويعد مقامرة بالوطن والزج به في أتون ضياع لا يعلم مداه إلا الله".

ويأتي ذلك، في وقت قال فيه بوريطة، في مقابلة بثت على قناة "أيباك" الرسمية في موقع "يوتيوب"، في وقت متأخر من مساء أول من أمس الأربعاء، وأدارتها رئيسة المنظمة بيتسي كورن، إن "المغرب صادق في التزاماته مع إسرائيل"، معرباً عن الأمل في تنفيذ زيارات رفيعة المستوى بين البلدين "قريباً جداً".
وأضاف: "نحن صادقون في التزاماتنا، لأننا اتخذنا القرار (يقصد التطبيع) عن قناعة، وسوف نذهب إلى أقصى حد ممكن نحو تطوير التعاون الثنائي، بما يعود بالنفع على الشعبين، وبالتالي يعود بالفائدة على المنطقة أيضاً".
واعتبر بوريطة أن هناك "حاجة إلى التنسيق والعمل مع الحلفاء لمواجهة التهديدات الإيرانية، مضيفاً: "ربما يعرف الناس كثيراً عن الأنشطة النووية الإيرانية، لكن إيران تعمل، أيضاً، على زعزعة استقرار شمال وغرب أفريقيا". 
وتابع "لقد هددت إيران وحدة الأراضي المغربية وأمنها، من خلال دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، من خلال منح مليشياتها السلاح، وتدريب كوادرها على مهاجمة المغرب، كما أنها تنشر من خلال حزب الله أنشطتها في غرب أفريقيا، واليوم نحن لا نزال يقظين تجاه التهديدات الإيرانية لأمننا".
من جهة ثانية، دعا المسؤول المغربي إلى "تعزيز السلام، والمحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لحل القضية التي طال أمدها"، مشيراً إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس دافع عن المكانة الخاصة للقدس في الانفتاح على الأديان الثلاثة، والحفاظ على مكانتها الخاصة.
وكان المغرب وإسرائيل قد رسما، من خلال "الإعلان المشترك" الذي تمّ التوقيع عليه في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي في الرباط، مسار التطبيع المعلن بينهما في العاشر من الشهر ذاته، من خلال الاتفاق على "مواصلة التعاون في مجالات عدة"، و"إعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب"، و"الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة"، و"إقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة".