منافس بشار الأسد يعلن "برنامجه الانتخابي"

منافس بشار الأسد يعلن "برنامجه الانتخابي"

17 مايو 2021
يصر النظام على إجراء انتخابات شكلية تعد استمراراً لمهازل الاستفتاءات السابقة (Getty)
+ الخط -

ظهر محمود مرعي المرشح "المنافس" لرئيس النظام السوري بشار الأسد مساء الأحد على التلفزيون الرسمي لشرح "برنامجه الانتخابي"، داعياً إلى ضرورة تشكيل "حكومة تشاركية" بين النظام والمعارضة.

وقال مرعي في ما يُعتبر تطوراً جديداً بالنسبة لوسائل الإعلام الرسمية التي لم يسبق لها عرض برامج مرشحين "معارضين"، إن الوقت قد حان لتشكيل حكومة جديدة من داخل سورية وخارجها مستخدماً تعابير جديدة على الإعلام الرسمي مثل "النظام والمعارضة".

وكان مرعي قد أعلن في وقت سابق الأحد عن برنامجه الانتخابي، وذلك بعد ساعات من إعلان الأسد بدء حملته الانتخابية.

وذكر مرعي في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن برنامجه الانتخابي يركز على "الثوابت الوطنية، والإفراج عن معتقلي الرأي، وإرساء الوحدة الوطنية بمشاركة حقيقية لقوى المعارضة، ومحاربة الاحتلال الأجنبي"، مؤكداً سعيه إلى تغيير قانون الانتخابات والأحزاب، وتحقيق فصل السلطات. وأضاف: "برنامجي الانتخابي يتضمن أيضاً العمل على رفع العقوبات الأميركية عن سورية". وقال إنه سوف يعمل "من أجل الإفراج عن معتقلي الرأي والأسرى والمخطوفين، وتكريم أسر الشهداء وعودة المهجرين السوريين إلى بلدهم، وتأمين حياة كريمة لهم، وفصل السلطات بشكل حقيقي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشاركية، تشارك فيها المعارضة بشكل حقيقي وفعلي وواقعي، وليس وهمياً".

وأكد اعتزامه عقد مؤتمر حوار وطني في دمشق تحضره "الدولة السورية، والمعارضة الوطنية الداخلية والخارجية، من أجل الوصول إلى حل للأزمة في سورية".

وحول الثغرات التي يجدها في قانون الانتخابات، قال مرعي: "هناك قضايا كثيرة تتعلق بالمواطنة. لا يعقل ألا يملك المواطنون السوريون المسيحيون حق الترشح للانتخابات الرئاسية؛ وأنا سأعمل على أن يكون الحق لكل مواطن سوري، بغض النظر عن الدين والمذهب، وبما ينسجم مع مبدأ دولة المواطنة المتساوية".

وحول فرصه بالفوز، قال مرعي إن تأييد ترشحه من قبل 38 نائباً في "مجلس الشعب" (البرلمان) هو خطوة إيجابية فوجئ بها بإعطاء فرصة لـ"مرشح رئاسي معارض، وله ماضٍ معارض، ومعتقل سياسي سابق لمدة 6 سنوات بتهمة الانتماء إلى التنظيم الشعبي الناصري". وأشار إلى أن المحطات التلفزيونية السورية الرسمية وغير الرسمية سوف تستضيفه، من خلال ثلاثة لقاءات، لشرح برنامجه الانتخابي للمواطن السوري.

وبشأن إجراء مناظرات بين المرشحين، قال مرعي: "حتى الآن، لا توجد ترتيبات لمناظرات، وأنا مع أن تكون هناك مناظرة بين المرشحين الثلاثة، وأن توجه أسئلة من الإعلام والصحافيين، وأن يشرح كل مرشح برنامجه ووجهة نظره"، لافتاً إلى أن ذلك يعتمد على رغبة المرشحين الباقين.

وترشح إلى جانب مرعي، كل من رئيس النظام بشار الأسد، والوزير السابق عبد الله سلوم عبد الله.

وكان مرعي المتحدّر من منطقة تلفيتا بريف دمشق والبالغ من العمر 64 عاماً، من أعضاء المعارضة السورية في الداخل، وهو يترأس "المنظمة العربية السورية لحقوق الإنسان"، إضافة إلى كونه الأمين العام لـ"الجبهة الديمقراطية المعارضة"، كما أنه عضو في وفد المعارضة الداخلية إلى محادثات جنيف. ونشط سابقاً لبعض الوقت مع المعارضة السورية في الخارج، قبل أن يعود إلى دمشق بتنسيق مع أجهزة النظام الأمنية وفق ما يقوله معارضون.

وكان رئيس النظام بشار الأسد أطلق السبت حملته الانتخابية على منصات التواصل الاجتماعي، تحت عنوان "الأمل بالعمل"، والذي أعادت نشره الصفحات والحسابات الرسمية لوزارات وجهات حكومية، إضافة إلى موالين للنظام.

ولاقت انتخابات النظام رفضاً واسعاً من جانب المعارضة السورية والمجتمع الدولي، باعتبارها خطوة منفردة تتجاهل خطوات الحل في سورية المقررة بموجب قرارات الأمم المتحدة.

وفي هذا الإطار، ذكر بيان صدر السبت عن "جبهة الحرية والمساواة"، وهي ائتلاف حزبي معارض تشكل نهاية يوليو/تموز الماضي شرقي سورية، أن النظام السوري يواصل "عملية الهروب إلى الأمام، والتنصل من استحقاقات الحل السياسي التي حددتها القرارات الأممية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2254، وذلك من خلال الإصرار على إجراء انتخابات شكلية تعد استمراراً لمهازل الاستفتاءات والمبايعات السابقة التي أُرغم السوريون على المشاركة فيها، بهدف إدامة حكم العائلة وإعادة فرض هيمنتها من جديد خلافاً لإرادة السوريين".

من جهة أخرى، ذكر موقع "صوت العاصمة" أن ضباطاً في استخبارات النظام، عقدوا اجتماعاً مع أصحاب الفعاليات الاقتصادية والتجارية في مدن الغوطة الشرقية وبلداتها، لتمويل حملة رئيس النظام في مناطقهم.

وذكر الموقع أن العقيد نعيم ديوب من مرتبات فرع الأمن العسكري استدعى أصحاب المعامل والشركات التجارية وصالات الأفراح وطلب منهم تغطية تكاليف الحملة الانتخابية لبشار الأسد في المنطقة، حيث كلف بعض الحاضرين بطباعة الصور وتغطية تكاليف تعليقها في شوارع الغوطة الشرقية، وآخرين بإقامة الخيام الانتخابية ودعوة الأهالي إليها، في حين كلف البعض الآخر بتغطية كلفة الضيافة للحاضرين في تلك الخيام.

المساهمون