مليشيا عراقية تقصف قاعدة أميركية شرق سورية

مليشيا عراقية تقصف قاعدة أميركية شرق سورية

28 يونيو 2021
القوات الأميركية ردت على مصدر النيران (Getty)
+ الخط -

قصفت مليشيا "أبو الفضل العباس" العراقية التابعة للمليشيات الإيرانية، مساء الإثنين، محيط قاعدة التحالف الدولي القريبة من حقل "العمر" النفطي شرق محافظة دير الزور، شرق سورية. ويأتي هذا الاستهداف عقب الغارات الجوية التي شنها التحالف على مواقع لمليشيا "سيد الشهداء" العراقية، بعد منتصف ليل الأحد، بالقرب من مدينة البوكمال القريبة من الحدود السورية - العراقية.

وقال الناشط أمجد الساري، من شبكة "عين الفرات"، إن "مليشيا أبو الفضل العباس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، المتمركزة في بادية القورية ومنطقة الشبلي بمحيط مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، استهدفت بثمانية صواريخ قاعدة حقل العمر النفطي التي تتمركز بداخلها قوات التحالف الدولي"، مؤكداً أن الاستهداف لم ينتج عنه وقوع أي إصابات في صفوف عناصر التحالف، ولم تحدث أي أضرار في تحصينات القاعدة.

وأضاف الساري، لـ"العربي الجديد": "على الفور رد التحالف الدولي على مصادر النيران، تلته بنصف ساعة غارات جوية مكثفة شنتها طائرات التحالف على مقرات ومواقع مليشيا أبو الفضل العباس المتمركزة في منطقة المزارع ومحيط مدينة الميادين شرق دير الزور، دون ورود معلومات حتى اللحظة عن حجم الخسائر البشرية والمادية في صفوف تلك المليشيات الموالية لإيران".

ولفت الساري إلى أن طائرات التحالف لا تزال حتى اللحظة تُحلق في أجواء منطقة الميادين، بالتزامن مع حالة تخبط في صفوف المليشيات الإيرانية، بالإضافة لرصد إخلاء بعض المقرات العسكرية من قبل عناصر المليشيا نتيجة الاستهداف الجوي للتحالف، مُشيراً إلى أن مليشيا "أبو الفضل العباس"، هي أكثر مليشيا موالية لإيران في منطقة الميادين التي تنتشر فيها بشكل مكثف.

ونوه الساري إلى أن "ضربات التحالف الجوية بعد منتصف ليل الأحد، استهدفت مواقع استراتيجية للمليشيات العراقية الموالية لإيران بالقرب من ناحية الهري التي تبعد قرابة 6 كيلومترات من معبر القائم الحدودي شرق مدينة البوكمال، شرق سورية، وهي مواقع سرية جداً وغير معروفة أبداً، ولم ترفع عليها أي رايات لتلك المليشيات بهدف التمويه، وتحوي تلك المقرات مستودعات أسلحة وصواريخ، تم تخزينها داخل منازل المدنيين التي استولت عليها تلك المليشيات في وقت سابق". وأكد الساري أن "المقرات التي تم استهدافها تتبع لمليشيا سيد الشهداء (العراقية)، وتم تدمير مستودع أسلحة، ومقتل ما لا يقل عن 5 عناصر.

تزامن ذلك مع استهداف جوي للتحالف أيضاً طاول مقراً لمليشيا "الحشد الشعبي" العراقية، بالإضافة لغارة جوية أخرى استهدفت تحصينات قاعدة "الإمام علي واحد" بمنطقة الحسيان بريف مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور، وهي قاعدة مهمة جداً بالنسبة للإيرانيين في سورية، لا سيما أنها تعتبر صلة وصل بين خط الإمداد الإيراني من العراق إلى سورية، كما تم إخلاء معظم تلك المقرات عقب القصف ونقلها إلى مقرات أخرى تقع بالقرب من نهر الفرات ضمن منازل المدنيين.

واعتبر الناشط الإعلامي أن الضربات الجوية للتحالف الدولي، هي ضربات نوعية ومركزة وقاسية، أثرت بشكلٍ كبير على الميليشيات الإيرانية المتواجدة في سورية، لذلك فإن المليشيات الإيرانية ردت اليوم بقصف استهدف قاعدة التحالف في حقل العمر النفطي.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد شدد، اليوم الإثنين، خلال مؤتمر صحافي في روما عقب انتهاء الاجتماع الوزاري لدول التحالف، على أن الضربات الأميركية التي استهدفت مقاتلين موالين لإيران في سورية والعراق يجب أن تمثّل رسالة "قوية" لردعهم عن مواصلة استهداف القوات الأميركية، مؤكداً أن تلك الضربات "تبعث خطوة الدفاع عن النفس هذه والضرورية لمنع أي هجمات أخرى برسالة مهمة وقوية" إلى الفصائل المستهدفة.

في سياق متصل، دعت مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية، مساء الاثنين، إلى زيادة وتيرة الضربات ضد القوات الأميركية الموجودة في العراق، على خلفية الهجوم الأميركي على مواقع لمليشيات عراقية ليل الأحد – الاثنين، والذي أوقع 4 قتلى في صفوف مليشيا "كتائب سيد الشهداء". 

وقال المتحدث العسكري باسم "كتائب حزب الله" العراقية، أبو علي العسكري، في بيان إن "الإجرام والطغيان في نهج وسلوك العدو الأميركي لا يمكن رده بالاستنكار والاعتراض".

وتابع " على الأخوة المجاهدين المقاومين الشجعان العمل على كسر شوكة هذا الطاغي المتكبر وتمريغ أنفه بالتراب، وذلك بزيادة وتيرة العمليات الجهادية، ورفع عيار الضربات باستمرار وتركيز على المفاصل الخفية في قواعد ومقرات العدو"، داعياً قوات الأمن العراقية إلى المساعدة، والعمل مع الفصائل المسلحة من أجل تحرير الأراضي العراقية، على حد قوله. 

كما هددت جماعة مسلحة تطلق على نفسها "سرايا أولياء الدم" باستهداف الطائرات الأميركية في العراق، ووجهت رسالة لبقية الفصائل العراقية المسلحة قالت فيها "لكم قواعد احتلالهم وأرتالهم، ولنا طيرانهم"، وأشارت إلى أن أول طائرة أميركية سيتم إسقاطها ستكون في محافظة أربيل (عاصمة إقليم كردستان)، أو عند حدودها. 

يذكر أن أربيل تضم مقراً للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، ويقع في جوار مطار أربيل الدولي الذي سبق وتعرض لاستهداف بصواريخ كاتيوشا وطائرات مسيرة. 

وفي السياق، أكدت مصادر مقربة من "الحشد الشعبي" أن فصائل مسلحة تمارس منذ صباح الاثنين ضغوطاً كبيرة على الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي من أجل اتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه القصف الأميركي، وعدم الاكتفاء بالاستنكار، موضحة لـ"العربي الجديد" أن الحكومة أكدت على التزامها بالسياقات المعمول بها في القوانين والاعراف الدولية، وعدم التسرع في اتخاذ قرارات غير مدروسة. 

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ليل الأحد-الاثنين، أنها شنّت غارات جوية استهدفت منشآت تستخدمها مليشيات مدعومة من إيران على الحدود السورية العراقية، مشيرة إلى أن هذه الضربات أذن بها الرئيس جو بايدن في أعقاب الهجمات المستمرّة على المصالح الأميركية، فيما أقرّت مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، ببيان لها، مقتل عدد من عناصرها بالهجوم الأميركي. 

المساهمون