مقتل مدني في قصف للنظام السوري واستخدام مكثف للطائرات المسيرة

مقتل مدني في قصف للنظام السوري واستخدام مكثف للطائرات المسيرة

27 ديسمبر 2023
تواصل المواجهات بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة شمال غربي سورية (فرانس برس)
+ الخط -

تتواصل المواجهات بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة السورية على محاور القتال في شمال غرب سورية، ما تسبب بمقتل أحد المدنيين، اليوم الأربعاء، فيما يعمد الجانبان إلى الاستخدام المكثف للطائرات المسيرة. 

وتجدد القصف المدفعي والصاروخي بعد ظهر اليوم من جانب قوات النظام السوري على بلدة الفطيرة بريف إدلب الجنوبي، حيث أكد مراسل "العربي الجديد" أن قوات النظام استخدمت صواريخ "جولان" في عمليات القصف، إضافة إلى نحو 60 قذيفة مدفعية استهدفت القرية ومحيطها، كما تسبب قصف قوات النظام على قرية كفر تعال في ريف حلب الغربي بمقتل شخص مدني، حيث استهدفت تلك القوات المتمركزة بالحواجز المحيطة، القرية ومحيطها بصواريخ "الفيل" شديدة الانفجار.

من جانبها، ذكرت "غرفة عمليات الفتح المبين" أنها استهدفت بالصواريخ نقطة عسكرية لقوات النظام على جبهة الفوج 46 غرب حلب، موقعة خسائر مؤكدة في صفوفها.

إلى ذلك، قال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إن "طفلاً قتل وأصيب 4 آخرون جراء انفجار دراجة نارية ملغمة في شارع السرفيس بحي الأشرفية في مدينة عفرين شمالي حلب"، لافتا في منشور له على "فيسبوك" إلى أن "الانفجار تزامن مع انصراف التلاميذ من المدارس".

حرب الطائرات المسيرة

وأشار ناشطون في المنطقة إلى "أن قوات النظام باتت تكثف في الآونة الأخيرة استخدام الطائرات المسيرة الصغيرة (الطائرات الانتحارية) في استهداف مناطق الشمال السوري".

وبثت وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري تسجيلات مصورة تظهر استخدام الطائرات المسيرة الصغيرة المتفجرة، ضمن ما سمته "عمليات نوعية مركزة" تستهدف مقار ومستودعات في ريف إدلب، وتظهر التسجيلات اعتماد قوات النظام على الطائرات الاستطلاعية والهجومية لاستهداف مواقع في الشمال السوري.

وكان قد قُتل مدني في 23 ديسمبر الجاري، إثر استهدافه من قبل قوات النظام السوري بطائرة مسيرة انتحارية، في محيط بلدة تديل بريف حلب الغربي.

كما أعلنت وزارة الدفاع لدى النظام السوري، أمس الثلاثاء، إسقاط 8 طائرات مسيرة في ريفي حلب وإدلب، ليكون مجموع المسيرات المعلن إسقاطها 15 مسيرة في 24 ساعة.

وتزامن ذلك مع ارتكاب الطائرات الحربية الروسية، أول من أمس الاثنين، مجزرة راح ضحيتها عائلة كاملة مهجرة من ريف إدلب الجنوبي في محيط بلدة أرمناز، غربي إدلب.

وذكر "الدفاع المدني السوري" في إحصائية جديدة نشرها الليلة الماضية، أن "قوات النظام السوري وحليفه الروسي، نفذت 1232 هجوما على مدراس ومستشفيات ومرافق عامة شمال غربي سورية خلال عام 2023".

وأظهرت الإحصائية استهداف 397 منزلًا للمدنيين، و16 مخيما يقيم فيه النازحون، و24 مدرسة، كما جرى قصف أكثر من 13 سوقا شعبية، و6 مرافق طبية ومستشفيات، و4 مراكز للدفاع المدني السوري، وطاول القصف أيضا 12 مسجدا و6 محطات مياه.

ويقيم في شمال غرب سورية أكثر من 4 ملايين شخص، نصفهم في المخيمات، بينما يعاني 3.7 ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي، وفق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.

"تحرير الشام": حملة ضد عملاء النظام

من جهة أخرى، نشر جهاز "الأمن العام" التابع لـ"هيئة تحرير الشام" التي تسيطر على محافظة إدلب، وأجزاء من أرياف حماة وحلب واللاذقية، صورا قال إنها من حملة أمنية أطلقها لملاحقة من وصفهم بعملاء النظام السوري.

وأكد الجهاز في منشورات على تطبيق "تليغرام"، اليوم الأربعاء، أنه أطلق حملة أمنية استهدفت عملاء النظام وتمكن من إلقاء القبض على عدد من المستهدفين في الحملة، كما نشر مجموعة صور تظهر انتشار حواجزه في الشوارع، وأفرادا معصوبي الأعين عقب اعتقالهم.

وتأتي الحملة الأمنية في وقت برزت فيه خلافات داخل الهيئة على مستوى الصف الأول، ووجهت إلى بعضهم تهم بالعمالة.

الجيش التركي يجدد قصفه على مناطق تابعة لـ(قسد)

 

إلى ذلك، جدد الجيش التركي، اليوم الأربعاء، قصفه المدفعي والصاروخي على مناطق متفرقة تخضع لسيطرة مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في شمال وشرق سورية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد": إن "القصف طاول مناطق تل طويل والطويلة في غرب ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، ولم يتبين وقوع خسائر بشرية من جراء القصف".

وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان على منصة إكس، اليوم الأربعاء: إن "قوات كوماندوز تركية نفذت عملية ناجحة في منطقتي غصن الزيتون ونبع السلام شمالي سورية، مضيفة: "تم تحييد 4 إرهابيين من حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب، الذين حاولوا الهجوم لزعزعة بيئة السلام والأمن، وسنواصل الرد بالمثل على مضايقات الإرهابيين ومحاولاتهم الهجومية"

وفي الشأن ذاته، أكدت "الإدارة الذاتية" التابعة لقسد، اليوم الأربعاء، أن الجيش التركي شن أمس 38 هجوما في شمال شرق سورية من بينها 10 هجمات على مراكز لقوات الأمن الداخلي في الحسكة وعين العرب.

وقالت في بيان لها: إن "18 هجوما كانت عن طريق الطائرات المسيرة و20 كانت بالقصف من خلال الأسلحة الثقيلة"، مضيفة أن من بين الأهداف المقصوفة 6 مواقع هي منشآت بنية تحتية، بينما هناك منزلان مدنيان من ضمن الأهداف.

في السياق، قالت قوى الأمن الداخلي التابعة لقسد: إن "ثلاثة أعضاء من قواتها أصيبوا بجراح مختلفة، وإن الاستهدافات لحواجز قواتها تفتح الطريق أمام "مرتزقة داعش لنشر الفوضى"، مضيفة: "الهجمات لن تكسر من عزيمتنا وسنقوم بواجبنا لحماية أبناء شعبنا".

من جانبها، نقلت وكالة "روداو الكردية" عن متحدث باسم الخارجية الأميركية قوله: "شعرنا بالقلق تجاه الهجمات الأخيرة التي طاولت شمال سورية والتي تسببت في إصابة وقتل مدنيين، وكذلك استهدفت بنى تحتية مدنية"، داعيا إلى "الإيقاف الفوري للعنف وإلى احترام خطوط وقف إطلاق النار المثبتة".