مقترح المتطرف بن غفير تشكيل "الحرس الوطني": مليشيا لقمع الفلسطينيين؟

مقترح بن غفير تشكيل "الحرس الوطني" في إسرائيل: مليشيا لقمع الفلسطينيين؟

30 مارس 2023
سيقدّم بن غفير المقترح إلى الحكومة خلال جلسة الأحد (عبير سلطان/فرانس برس)
+ الخط -

اقترح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير تشكيل قوات "الحرس الوطني"، التي توافق على تشكيلها مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من عناصر القوات النظامية في سلاح حرس الحدود، وأن تتخصص في مواجهة "الإرهاب والجرائم الجنائية التي تتم من منطلقات قومية".

وذكر موقع صحيفة "يسرائيل هيوم"، مساء أمس الأربعاء، أنه بحسب المقترح الذي سيقدمه بن غفير إلى الحكومة خلال انعقاد جلستها الأسبوعية الأحد المقبل، فإن "الحرس الوطني" سيكون تابعاً لوزارة "الأمن القومي" التي يقودها.

وبحسب المقترح، سيكون "الحرس الوطني" مكلّفاً بمواجهة التحديات الأمنية التي تتفجر "خلال ظروف الطوارئ المختلفة، وتحديداً لمواجهة الجرائم التي تنفذ على خلفية قومية، وللتصدي للإرهاب، ومن أجل تعزيز قدرة الحكومة على ممارسة الحكم في المناطق التي يتطلب الواقع فيها ذلك".

ولفت الموقع إلى أنه سيتمّ وفق المقترح تكليف وزير الأمن القومي بتشكيل لجنة برئاسة وكيل وزارة الأمن القومي، وبمشاركة ممثلين عن ديوان رئيس الحكومة ووزارتي الأمن والقضاء، بالإضافة إلى الشرطة وجيش الاحتلال، حيث يتوجب على اللجنة تقديم توصياتها لوزير الأمن القومي في غضون 60 يوماً حول مهام الحرس الوطني، وأهدافه، وصلاحياته، وهوية عناصره، وغيرها.

وذكر الموقع أن "الحرس الوطني" سيتشكل "من قوات نظامية وألوية تكتيكية... بحيث تنتشر على مستوى قطري، وستعمل في الفترات العادية في مجال مكافحة الإرهاب، وتحسين قدرة "الحكومة" على الحكم، و"فرض" النظام العام، من خلال استخدام وسائل تكنولوجية واستخباراتية".

وينصّ المقترح على إمكانية أن يستعين "الحرس الوطني" بقوات الاحتياط ومتطوعين في أوقات الطوارئ.

ونقل الموقع عن بن غفير قوله: "تشكيل الحرس الوطني يمثل حاجة حيوية أساسية لدولة إسرائيل، وبدونه لن نتمكن من الحفاظ على أمن مواطنينا، وتحسين قدرتها على محاربة الإرهاب".

ويواجَه تكليف بن غفير بتشكيل "الحرس الوطني" بمعارضة كبيرة في إسرائيل، حيث تعاظمت التحذيرات من خطورة أن يتم توظيفه كـ"ميلشيا مسلحة" تابعة للوزير.

وقد حذر مفتش عام شرطة الاحتلال السابق موشي كرادي من أن بن غفير سيحوّل "الحرس الوطني" إلى مليشيا خاصة به، مما سيفضي إلى المس بأمن إسرائيل.

حماس: الحرس الوطني الإسرائيلي "مليشيا لزيادة قمع" فلسطينيي الداخل

في المقابل، قالت حركة حماس إنّ قوات "الحرس الوطني" المزمع تشكيلها في إسرائيل هي "مليشيا" تهدف إلى "المزيد من القمع" بحق فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948.

وقال المتحدث باسم الحركة الفلسطينية جهاد طه، في بيان مساء الأربعاء، أوردته وكالة الأناضول، إنّ "القرار بمثابة تشكيل مليشيا عنصرية متطرفة هدفها المزيد من القمع بحق أهلنا في أراضي الـ 48 (الداخل)، وينسجم مع قرارات عنصرية سابقة تدعو لاستهداف المقدسات وشرعنة المستوطنات واستباحة المسجد الأقصى".

لكن طه شدد على أن "هذه الإجراءات العنصرية المتطرفة لن تفلح في كسر إرادة شعبنا الفلسطيني ولن تكسر عزيمته".

ويشار إلى أن بن غفير أوضح خلال الحملة الانتخابية أنه يتوجب تكثيف تواجد عناصر الشرطة وقوات الأمن في مناطق فلسطينيي الداخل، وتحديداً في منطقتي النقب والجليل.

وتسود مخاوف لدى الفلسطينيين من أن يوظف بن غفير "الحرس الوطني" في محاولة تنفيذ استفزازات واعتداءات ضدهم، بهدف طردهم.

وينصّ البرنامج السياسي المعلن لحركة "المنعة اليهودية" التي يقودها بن غفير صراحة على وجوب "تشجيع" فلسطينيي الداخل والفلسطينيين في الضفة على الهجرة إلى الدول العربية.

وقد شرعت منظمات مدنية في إسرائيل في خطوات احتجاجية رفضاً لقرار تشكيل "الحرس الوطني". ودعت حركة "نقف معاً" إلى تنظيم تظاهرات احتجاجاً على القرار، مشيرة في بيان إلى أن "الحرس الوطني" سيمثل "جيشاً خاصاً ببن غفير".