مقتدى الصدر يدعو لإعادة إحياء البيوت الطائفية في العراق

مقتدى الصدر يدعو لإعادة إحياء البيوت الطائفية في العراق

02 ديسمبر 2020
انتقادات لدعوة الصدر (حيدر حمداني/ فرانس برس)
+ الخط -

في اتجاه معاكس تماماً لمطالب الشارع العراقي، نحو دولة المواطنة والمدنية، والتي تعتبر أبرز مطالب الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي شهدتها البلاد، منذ أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم الأربعاء، العودة إلى مفهوم البيوت الطائفية، من خلال دعوته إلى "ترميم البيت الشيعي"، ومطالبته الكتل السياسية الأخرى الاستجابة له، تحت مزاعم التعدي على الدين والقيم.

وقال الصدر في بيان له: "في خضم التعدي الواضح والوقح ضد (الله) ودينه ورسوله وأوليائه من قبل ثلة صبيان لا وعي لهم ولا ورع، تحاول من خلاله تشويه سمعة الثوار والإصلاح والدين والمذهب.. مدعومة من قوى الشر الخارجية، ومن بعض الشخصيات في الداخل، أجد من المصلحة الملحة الإسراع بترميم البيت الشيعي من خلال اجتماعات مكثفة لكتابة ميثاق شرف عقائدي وآخر سياسي نرفع فيه راية لا إله الله.. محمد رسول الله.. علي ولي الله. بمنهج إصلاحي وحدوي نزيه بلا فاسدين ولا تبعيين"، وختم بالقول: "فهل من مجيب؟".  

 

دعوة الصدر، التي تذكر بمشروع البيوتات الطائفية السياسية، عقب الاحتلال الأميركي للبلاد، والتي دفع العراقيون ثمنها باهظا، حيث خلقت التوتر الطائفي وعززت خطاب الكراهية والتحاصص، تأتي مع التوجه الشعبي العام في الشارع العراقي لتبني خيار الدولة المدنية ودولة المواطنة، وتجاوز التصنيفات الطائفية التي ضعفت كثيرا، خاصة بعد الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها بغداد ومدن جنوب ووسط العراق، اعتبرها مراقبون بأنها جزء من حملة الصدر لمواجهة المحتجين وتحدي مطالبهم.

وقال الباحث بالشأن السياسي العراقي أحمد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إن "فكرة البيوتات الطائفية بهذا التوقيت تعني تلغيماً مرعباً لكل العراق، وهناك بيئة إقليمية لاستغلال ذلك لتصفية حسابات أو تعزيز نفوذ في العراق".

ويضيف الحمداني أن "فكرة البيوتات الطائفية جاءت بقالب أميركي عبر الحاكم الأميركي بول بريمر في مجلس الحكم، عام 2003، والعودة لهذا المربع تعني أن 17 عاما من العمل السياسي لم تسفر عن أي نضوج سياسي ولا روح عمل مشترك، ولا حتى استفادة من التجارب السابقة".

 

ووصف دعوة الصدر بأنها "ستجد ترحيبا إيرانيا، وحتى مليشياويا، لأنها تبقي حالة التخادم والفشل السياسي، ونظام زعماء الطوائف الحامي للفساد، ولكن تبقى الآمال معلقة على وعي الشارع ومدى تمسكهم بمبادئ ثورة أكتوبر". 

الصحافي العراقي صبيح القشطيني رد على دعوة الصدر بالقول: "نرفض بيوتكم الطائفية التي تستغلون بها اسم الله والمذهب وآل البيت للحصول على مكاسب سياسية، وسيبقى البيت العراقي، وكل بيوتكم إلى زوال عراق العراقيين".

 

الكاتب مجاهد الطائي علق على الدعوة قائلا: "كانت التحديات أمام الصدر في الفترة السابقة؛ هي كيف يقنع الشارع بأنه إصلاحي وهو في صف الفاسدين؟ وكيف يقنع الشارع بأنه ضد المليشيات وهو من الذين يحتفظون بمليشيات؟ وكيف يقنع الشارع بأنه بصف المعارضة وهو في الحكومة؟ اليوم وقف بصف الحكومة والفاسدين والمليشيات، وتجاوز جميع التحديات!".